دبي - وكالات (عواصم): نقلت صحيفة الحياة في عددها أمس عن وزير البترول السعودي علي النعيمي قوله إن «السعودية مستعدة لزيادة الإنتاج والاستحواذ على حصة أكبر في السوق لتلبية الطلب من عملاء جدد»، ما أدى إلى تراجع أسعار النفط صوب 61 دولاراً للبرميل متخلياً عن مكاسبه التي حققه.
وسئل النعيمي إذا كانت السعودية ترغب في الحفاظ على حصة إنتاجية قدرها 9.7 مليون برميل يومياً فأجاب «نعم إلا إذا أتى زبون جديد فقد نزيدها».
وهذه التصريحات أقوى دليل على أن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، لا تنوي خفض الإنتاج في ظل تهاوي الأسعار بل ترغب في استغلال تكلفة الإنتاج المنخفضة لاقتناص حصة أكبر من السوق من منافسين من خارج منظمة «أوبك».
وأمــام مؤتمــر «أوبك» في أبوظبــي أمس الأول أكد النعيمي أن السعودية لن تخفض الإنتاج لدعم السوق حتى لو خفضه منتجون مستقلون، ما أكده للصحيفة بقوله «بعد التحليل الذي قمنا به لن نخفض الإنتاج في أوبك».
ونفى وزير البترول السعودي، ما تناقلته وسائل الإعلام عن مناقشته سياسة النفط مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك في اجتماع على هامش مؤتمر «أوبك» في فيينا أواخر الشهر الماضي.
وذكر النعيمي أن رئيس شركة «روسنفت» التابعة للدولة، أيجور سيتشين تحدث لمدة 30 دقيقة عن صناعة النفط في بلاده وأنهى حديثه قائلاً «لا يمكننا أن نخفض شيئاً فآبارنا قديمة وإذا خفضنا إنتاجها فلن تنتج مرة ثانية».
واستبعد الوزير أن يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى عجز في ميزانية السعودية العام الجاري وقال «حتى في حال حدوث عجز ليست لدينا مديونية والمصارف مليئة وبإمكاننا الاقتراض منها، مع الحفاظ على الاحتياطيات النقدية». وعما إذا كان بإمكان دول الخليج تحمل الأسعار المنخفضة لعامين أو 3 أعوام فأجاب « نعم بإمكانها ذلك».
وقال «سواء انخفض السعر إلى 20 أو 40 أو 50 أو 60 ..هذا لا يهم»، لكنه قال: «قد لا نرى مرة أخرى سعر النفط عند 100 دولار للبرميل وهو المستوى الذي كانت تفضله السعودية في السابق للأسعار».
إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط فوق 62 دولاراً أمس وسط مكاسب للأسهم مع تنامي ثقة المستثمرين بأن الأسعار لن تتعرض لمزيد من الخسائر الكبيرة قبل نهاية العام الحالي، لكنها ما لبثت وأن تراجعت إلى 61 دولاراً بعد تصريح السعودية.
على صعيد متصل، رجح استطلاع شهري أجرته «رويترز» أن تنتعش أسعار النفط في النصف الثاني من عام 2015، إذ قد يسهم احتمال تباطؤ إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة في ذلك الحين بتقليص تخمة الإمدادات التي تفاقمت جراء قرار «أوبك» عدم خفض إنتاج المنظمة.
وقال المحلل في «كوميرتس بنك» كارستن فريتش «ستنخفض أسعار النفط ما يحد من إغراء الاستثمار في النفط الصخري وهو ضروري لاستمرار نمو إنتاج النفط الصخري».
وتوقع الاستطلاع الذي شارك فيه 30 اقتصادياً ومحللاً ـ أن يكون متوسط سعر برنت في العام المقبل 74 دولاراً للبرميل وأن يرتفع إلى 80.30 دولار في عام 2016.
وتقل التوقعات للعام المقبل بواقع 8.50 دولار عن متوسط التوقعات في استطلاع «رويترز» السابق. وكان السعر في استطلاع نوفمبر يقل بواقع 11.20 دولار عن أكتوبر في أكبر خفض لمتوسط التوقعات منذ الأزمة الاقتصادية في عام 2008.