لندن - (العربية نت): تتسرب المعلومات تدريجياً، يوماً بعد آخر حول الانتهاكات التي يرتكبها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، ليتبين أن مقاتلي التنظيم قاموا باستعباد واغتصاب المئات من الفتيات القاصرات في شمال العراق، وربما الآلاف، خلال الشهور الخمسة الماضية، في واحدة من أكبر عمليات الاستعباد في التاريخ الحديث، كما يتم بيع الفتيات مقابل مبالغ زهيدة تصل إلى 25 دولاراً.
وكشف تحقيق صحافي مصور ومطول لجريدة «التايمز» البريطانية أن طفلات يبلغن من العمر 12 عاماً تم اغتصابهن مع أمهاتهن من قبل مقاتلي التنظيم، بعد أن تم تمزيق عائلاتهن، وتصنيفهن إلى مجموعات «حسب العمر ودرجة التعليم، وما إذا كن قد سبق لهن الزواج أم لا، كما يتم التمييز بين الفتيات اللواتي سبق أن تم شراؤهن من قبل مقاتلين أو كنّ بحوزة أي من المقاتلين كهدية أو جائزة أم لا».
وبحسب التحقيق، فإنه يتم بيع الفتيات البالغات من العمر 12 عاماً فقط، أو أكثر أو أقل، مقابل مبالغ زهيدة جداً تصل إلى 25 دولاراً فقط، فضلاً عن أن بعضهم يتم تقديمهن كهدايا أو جوائز للمقاتلين ويجبرن على ممارسة الجنس.
ويكشف تحقيق «التايمز» أيضاً وجود سوق لبيع وشراء النساء المستعبدات جنسياً، على أن السوق مفتوح للراغبين بالبيع أو الشراء، ويديره تنظيم «داعش» الذي نشر أيضاً دليلاً من أجل إسداء النصائح والتوجيهات للمقاتلين فيما يتعلق بالفتيات والنساء المستعبدات اللواتي يتم بيعهن وشراؤهن في السوق، وكيف يجب التعامل معهن، بما في ذلك كيفية معاقبتهن عندما يرتكبن خطأ ما.
وبحسب «الدليل» الذي نشره مقاتلو «داعش» في «سوق العبيد»، فإن «ممارسة الجنس ممكنة مع الفتيات غير البالغات ولكن في ظروف معينة».
وتقول «التايمز» في تحقيقها، إنها التقت عدداً من الفتيات الهاربات من تنظيم «داعش» في العراق، حيث وصفن كيف يتم اختطاف النساء وجرهن من شعورهن، كما يتم فصلهن عن عائلاتهن ودفعهن في سيارات الشحن الكبيرة من أجل إرسالهن إلى مراكز الفرز، ومن ثم يتم إهداء بعضهن لمقاتلين كجوائز، أو بيعهن، أو إحالتهن إلى السوق للبيع.
وتكشف الصحيفة البريطانية أن من بين من يقومون باستعباد واغتصاب النساء الإيزيديات شمال العراق، عدد من المقاتلين الأجانب المتحولين مؤخراً إلى الدين الإسلامي.
وقالت النائبة الإيزيدية أمينة سعيد «لدي حالة لفتاة هربت بعد أن كانت من ضمن مجموعة فتيات تم بيعهن ومن ثم تعرضن للاغتصاب على أيدي شقيقين أستراليين يقاتلان في صفوف داعش». وأضافت «لم يكونا أستراليين من أصول عربية أو مسلمة، إنما من ذوي البشرة البيضاء الأصليين اعتنقا الإسلام مؤخراً».
وكانت «التايمز» كشفت في تحقيق لها أن سيدة بريطانية كانت تعمل معلمة موسيقى للأطفال انضمت إلى «داعش»، مؤخراً وتعمل على تجنيد الفتيات والنساء الغربيات واستقطابهن من أجل الانضمام إلى التنظيم المتطرف، فيما تعرفت الصحيفة على 11 فتاة بريطانية في مقتبل العمر غادرن بريطانيا وانضممن إلى «داعش» في العراق وسوريا.