أعلن فريق من الباحثين عبر مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» عن اكتشاف استثنائي لبقايا متحجرات لعين سمكة بدائية قد يعيد تاريخ تمييز الألوان لدى الفقاريات إلى 300 مليون عام على الأقل. وأشار الباحثون إلى أنها المرة الأولى التي تكتشف فيها خلايا شبكية أحفورية لأحد الفقاريات، إذ إن الأنسجة الشبكية كانــــت تختفي عادة بسرعة بعد نفوق الأسماك. وحلل فريق غينغو تاناكا من جامعة كوماموتو اليابانية بقايا متحجرات لسمكة بدائية تسمى «اكانتوديس بريدجي» وهي من أقدم الفقاريات المزودة بفك والتي يعتقد أنها كانت تعيش في مياه قليلة الملوحة والعمق. وقد انقرضت هذه السمكة قبل حوالى 250 مليون عام خلال الحقبة التي انقرضت فيها معظم الأجناس في نهاية العصر البرمي. والسمكة التي حللها الباحثون مصدرها موقع في هاملتون بولاية تكساس الأمريكية يضم متحجرات محفوظة بشكل ممتاز. وتمكن العلماء من إظهار وجود مخاريط وعصي في العين المتحجرة لسمكة «اكانتوديس بريدجي» وخلايا بصرية إضافة إلى أصباغ تستوعب الضوء.
وهذا الاكتشاف يدفع إلى الاعتقاد بحسب العلماء أن السمكة البدائية كانت «على الأرجح» قادرة على النظر في وقت الشفق بفضل العصي كذلك في فترات الضوء باستخدام المخاريط.
ولدى الحيوانات المعاصرة، المخاريط لها دور خاص يتعلق بالسماح برؤية الألوان المختلفة.
وأشار معدو الدراسة إلى أن «وجود مخاريط يؤشر إلى أن سمكة (اكانتوديس بريدجي) كانت قادرة على رؤية الألوان»، على الرغم من عدم التوصل إلى دليل رسمي على ذلك. وتلفت تقديرات العلماء إلى أن النظر موجود لدى بعض المخلوقات منذ ما لا يقل عن 520 مليون سنة.