تحمل البحرين تاريخاً عريقاً في عالم الخيل والفروسية، إذ حصدت إنجازات عالمية كثيرة منها إنجازات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، كما كان لشباب البحرين حصد عدد كبير من الميداليات والجوائز الدولية والعربية والمحلية من خلال مشاركات الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة في البطولات والمنافسات بقيادة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.
إن شباب البحرين متميز في مجالات عديدة، وتعد هواية ركوب الخيل من الهوايات التي تلقى صدى عميقاً في نفوس الشباب لما تورثه فيهم من معاني الفروسية والحنكة والقوة، وجميل أن تتوطد معرفتك بالخيل العربي الذي يعد من أذكى الخيول على الإطلاق، ويملك صفات رائعة مثل الذاكرة والوداعة والوفاء، تجعله أجدر المخلوقات وأنسبها لخدمة الإنسان.
كما ترفعه قدرته الذهنية إلى مرتبة الصديق، وهو بذلك يستحق كل اهتمام وعناية، ولكن الأجمل في الأمر، أن يكون لهذه المواهب، مكان واسع يوفر لكل موهبة، كل ما تحتاجه لممارسة هوايتها، مثل الخيل والمدرب والسايس والرعاية المطلوبة، خاصة عندما تكون هذه المواهب لأطفال وشباب في عمر الزهور، يمارسون رياضة جميلة ومحببة للنفس، تغرس في نفوسهم الشجاعة والقوة. فعلاً وجدنا أطفالاً وشباباً يمارسون هذه الهواية بكل شجاعة، بحضور أو غياب أولياء أمورهم، ولمسنا مدى السعادة الكبيرة، التي يعيشوها في هذه اللحظات الجميلة من عمرهم، هناك من قال لنا، أحب هذه الرياضة الجميلة التي تعلمنا الشجاعة والتحلي بالصبر.
واعتبار هذا الحيوان صديقاً لهن، فهو يملك كثيراً من الصفات، عكس الحيوانات الأخرى.
إضافة إلى أنه يعلمنا الكثير في هذه الحياة، وخلال السنوات الماضية، التي تعاملت فيها مع الخيل، وجدت نفسي مع كل يوم، أمنح فرصة جديدة وأتعلم أكثر، وأمنيتي أن يكون لي حصاني الخاص، فلاشك سوف تكون العلاقة أكثر شفافية وأكثر عمقاً، فالخيل يتميز بالوفاء لصاحبه، وهذه من صفات الخيل العربي كما ن له مكانة رفيعة عند الهرب والمسلمين ولا أدل على أهميتها ومكانتها من أن الله أقسم بها وجعلها زينة المسلم وحث المسلمين على التقوي بها ضد أعدائه وأعدائهم في قوله: ?وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم? «الأنفال : 60» كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم امتدحها بقوله: (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة). (أخرجه مسلم) وتعكس المؤلفات العظيمة التي يحفل بها التراث العربي والإسلامي عن الخيل وما يتعلق بها الأهمية والمكانة المذكورتين.
همسة فروسيات..
لابد من أخذ فكرة إدخال رياضة الفروسية في المدارس الحكومية بعين الجد والاعتبار فهي مثلها كمثل بقية الرياضات ويجب أن تكون ضمن منهاج الرياضة. فالرياضة ليست حكراً على كرة القدم وغيرها فقط، ولابد أن تكون هنالك استراتيجية وخطة لإدراجها ضمن المناهج العامة وتخصيص أوقات لها، فكرة جميلة تتطلب الدراسة والوقوف على نقاط مهمة منها التنسيق ما بين المجلس الأعلى للشباب والرياضة والاتحاد الملكي للفروسية وسباق الخيل مع وزارة التربية والتعليم ومدارس تعليم الفروسية وحتى الجامعات بجميع مناطق المملكة لممارسة الأنشطة الرياضية ومنها رياضة الفروسية. إضافة إلى ذلك ستكون فرصة الاستثمار في رياضة الفروسية للشباب بمدن وقرى مناطق المملكة واكتشاف المواهب واستغلال أوقات الفراغ بما يفيدهم ويعلمهم الكثير من أمور الحياة.
دعاء عنان