عواصم - (وكالات): أسقط مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أمس طائرة حربية أردنية تابعة للتحالف الدولي وأسروا طيارها الأردني قرب مدينة الرقة شمال سوريا، في أول حادثة من نوعها منذ بدء غارات التحالف ضد الجماعة الجهادية المتطرفة في سوريا قبل 3 أشهر، فيما أعلن الجيش الأمريكي أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا والعراق تضمنت تنفيذ 10 ضربات جوية في سوريا و7 في العراق.
وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية لوكالة الأنباء الرسمية إنه «أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة السورية صباح أمس سقطت إحدى طائراتنا وتم أخذ الطيار كرهينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي».
وأضاف المصدر أن «الأردن يحمل التنظيم ومن يدعمه مسؤولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته»، مشيراً إلى أن «هذا التنظيم لا يخفي مخططاته الإرهابية، حيث قام بالكثير من العمليات الإجرامية من تدمير وقتل للأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في سوريا والعراق». وأعلن من جهته يوسف الكساسبة، والد الطيار الأردني، في تصريح لموقع «سرايا» الإخباري على شبكة الإنترنت إن «قائد سلاح الجو اتصل به هاتفياً وقال نحن نشتغل على محاولة إنقاذ حياته وإن جلالة الملك عبد الله الثاني متابع ومهتم بإنقاذ حياة ابنك».
وأضاف أن «ابني الآخر قابل قائد سلاح الجو الأردني الذي أكد له خبر أسر «داعش» لابني الطيار معاذ».
ووجه والد الطيار وهو مدير تربية متقاعد، نداء إلى الملك قائلاً «أرجو من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني إرجاع ابني لي، فكلنا فداء للوطن ولجلالة الملك». كما وجه نداء إلى تنظيم الدولة الإسلامية قائلاً «أدعو الله أن يغرس الرحمة في قلوبكم وتفكوا أسر ابني». وأكد الكساسبة أن «ابنه كان لديهم في البيت الأحد الماضي وغادر لأداء واجبه ذلك اليوم، وأنهم كانوا يعلمون أن ابنهم الطيار يقوم بواجبه بالمشاركة بالعمليات الحربية ضد داعش».
وأوضح أن «ابنه الطيار برتبة ملازم أول والتحق بالقوات المسلحة كطيار حربي منذ 6 سنوات.
ونشر تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق على مواقع جهادية، صوراً قال إنها للطيار الأسير يحيط به عناصر مسلحون. وظهر الطيار في إحدى الصور وهو يرتدي قميصاً ابيض ويحمله 4 رجال يخرجونه من بقعة ماء. كما نشر التنظيم بطاقة عسكرية قال إنها للطيار الذي يدعى معاذ صافي يوسف الكساسبة، وهو من مواليد 1988، وقد دخل السلك العسكري في عام 2006، ويحمل رتبة ملازم أول.
وفي الرقة، قال الناشط نائل مصطفى إن خلافاً نشب بين قياديي تنظيم الدولة الإسلامية حيال مصير هذا الطيار، مشيراً إلى أن «مجموعة الشيشان تريد قتله، بينما يود العراقيون أن يبقوه على قيد الحياة».
وأعلن التنظيم أنه استخدم صاروخاً حرارياً لإسقاط الطائرة التي يرجح بحسب الصور المنشورة على مواقع جهادية أن تكون من نوع «إف 16». وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن التنظيم استخدم صاروخاً استولى عليه من المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد، موضحاً أن الجماعة الجهادية «تملك كمية كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات». وهذه أول عملية إسقاط لطائرة تابعة لقوات التحالف منذ أن شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 سبتمبر الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولاً عربية بينها الأردن والسعودية والإمارات ضد أهداف في العراق.
وهذه الغارات التي مثلت التدخل الأجنبي الأول منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، تستهدف بشكل خاص تنظيم الدولة الإسلامية الذي خسر أكثر من ألف من عناصره في الغارات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتل أمس الأول 15 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية في غارات للتحالف الدولي على مناطق في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا وفي الرقة، وفقاً للمرصد.
ويسعى التحالف الدولي إلى وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن قيام «الخلافة» في المناطق التي يسيطر عليها، وقد نجح في تحقيق ذلك في بعض المواقع خصوصاً في العراق الذي لايزال يشهد رغم ذلك هجمات مستمرة لهذا التنظيم المعروف بوحشيته.
وقتل 26 شخصاً وأصيب 56 في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً لمقاتلين سنة من قوات «الصحوة» مناهضين لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة المدائن جنوب شرق بغداد، بحسب ما أفاد مسؤولون عراقيون.