حاولنا أن يحقق برنامج الحكومة متطلبات المواطنين رغم التحديات
وجود صوت صحافي مرتفع أمام العابثين بأمن الوطن ضرورة
تلبية رغبات المواطنين ببرنامج عمل الحكومة وعلى رأسها الأمن
الأمن والاقتصاد ركيزتان أساسيتان لا أقبل أي تقصير أو تعثر بهما

كشف صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن لجنة يشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء أعدت برنامج الحكومة المقبل، مشيراً إلى أنه “حاولنا أن يكون البرنامج محققاً لمتطلبات المواطنين المعيشية والخدمية رغم التحديات الاقتصادية العالمية”.
وأكد سموه، خلال استقباله بقصر القضيبية أمس رؤساء تحرير وكتاب رأي، “أهمية وجود صوت صحافي مرتفع أمام كل من يحاول أن يعبث بأمن الوطن واستقراره، أو يحاول التشكيك في كفاءة مخرجات الديمقراطية البحرينية، مشيراً إلى أن هذا الصوت “سيجد منا كل مؤازرة”.
وأعرب سمو رئيس الوزراء عن “التطلع لتحقيق وتلبية رغبات المواطنين في برنامج عمل الحكومة المقبل وأولها الأمن الذي تقدم في الأولوية لدى المواطن على أي مطلب آخر عندما تعرضت البحرين للمؤامرة الكبرى في 2011 والتي لاتزال الحكومة تصد فلولها”.
وقال سموه: “حاولنا أن يكون برنامج عمل الحكومة المقبل الذي أعدته لجنة يشرف عليها سمو ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء محققاً لمتطلبات المواطنين المعيشية والخدمية رغم التحديات الاقتصادية العالمية”، مشيراً إلى أن “الأمن والاقتصاد ركيزتان أساسيتان للتنمية لا أقبل بأي تقصير أو تعثر في أي منهما تحت أي مبرر”.
وأضاف صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن “الحكومة تحرص على تطوير أجهزتها وزيادة كفاءتها وتلتزم الشفافية كمنهج وثقافة عامة في كل أمر حكومي يهم المواطن”.
وفيما يتعلق بالعلاقة الحكومية البرلمانية، قال سموه: “أنظر بتفاؤل لمجلس النواب وأعتقد بأننا سنحقق سوياً معه الكثير الذي يستفيد منه الوطن والمواطنون، فما ننشده هو التعاون بين السلطتين لخدمة البلاد لتكون محصلة هذا التعاون فوزاً للوطن وشعبه وليس المزايدة أو المنافسة فأي إنجاز يحسب للبحرين ولمصلحة شعبها”.
ورحب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بدور الصحافة في الشأن الوطني وفي اضطلاعها بمسؤوليتها في تنوير الرأي العام وتشكيل الوعي الوطني، مستذكراً بـ”التقدير والاعتزاز دور الصحافة وكتاب الرأي في الاستحقاق النيابي، عندما واجهوا بالشجاعة والوطنية دعوات المقاطعة اليائسة فكان لدورها مع وعي المواطن الأثر البالغ في إفشال هذه الدعوات ونجاح الانتخابات النيابية التي أشاد بها العالم.
وقال سموه للصحافيين: “انتقدوا وزرائي وقبلهم أنا، فصدرنا لا يضيق أبداً بالنقد البناء من أبنائنا في الصحافة لأننا مقتنعون بأنه يحمل الرغبة في التطوير والوصول إلى الأفضل في كل ميدان ومجال، لذلك نحن نرى في نقدكم وطنية خالصة وانتماء حقيقي لا زيف فيه، على عكس من يريد النقد من أجل تشويه صورة وطنه في الخارج فهذا مرفوض ومنبوذ من المجتمع البحريني”.
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء “أننا وجهنا وزراءنا إلى الانفتاح على الصحافة وجعل القنوات مفتوحة معها لإيماننا بالدور الوطني المشهود الذي تلعبه صحافتنا الوطنية فهي شريكة في المنجز الوطني”، مؤكداً أنه “لن ينال أحد من مكانة البحرين وأمنها وكرامتها(..) البحرين ظلت وستبقى عزيزة بوجود أبنائها المخلصين، وبالعزيمة والإرادة سوف نبني البحرين التي نريدها لنا ولأجيالنا القادمة”.
أكد سموه أن “الجميع يتطلع في المرحلة الجديدة إلى تطوير أجهزتنا وتبيان ما هو خاص بحاضرنا ومستقبلنا، فكل عملنا هو من أجل المواطن، وعلينا جميعاً حمايته وتأمينه وتوفير المعيشة الكريمة له”، مشيداً بـ”المواقف التي أظهرها أبناء الشعب بكل الولاء والعزم لحماية بلادهم ووقوفهم مع وطنهم وقيادتهم”.
وقال سمو رئيس الوزراء إن “لقاء رجال الصحافة والإعلام هو مناسبة عزيزة نسجل فيها التقدير للأقلام التي هبت للدفاع عن الوطن وإنجازاته، وشكلت وعياً تنويرياً للمجتمع”، مشيداً بـ”ما يبديه الكتاب والصحافيون عبر مقالاتهم وأعمدتهم من فهم عميق، وبدورهم المشهود في مواجهة الأكاذيب التي تحاول النيل من مملكة البحرين وتشويه ما تحقق لها من إنجازات”.
ودعا سموه إلى “بناء اقتصاد منفتح وألا تشغلنا السياسة عن البناء والتقدم، وأن نستجيب لتطلعات المستقبل واستحقاقاته الكبيرة بصيغة معاصرة تسهم في التقدم الذي نرجوه”، مشيراً إلى أنه “يتوجب علينا أن نوازي بين الإمكانات المتوفرة والتطلعات التي نريدها لبلادنا وتوظيفها في خدمة البحرين”.
وتابع سموه :”نحن في أشد الحاجة إلى تعاون مثمر وبناء مع السلطة التشريعية يقوي جسور التعاون ويسرع بخطى البحرين المستقبلية نحو الأفضل والأحسن للمواطن والمقيم”، مضيفاً أن “لدينا من الكثير من المنجزات الكبيرة التي تعم أرجاء البحرين، وعلينا أن نرعاها ونضيف عليها، وانظروا إلى ما حل في جوارنا من عثرات أوقفت طريق التقدم، وعلينا أن نستفيد من هذه الدروس”.
وذكر سموه أنه في أول اجتماع للحكومة الجديدة وجه الوزراء إلى التعاون مع السلطة التشريعية ومع رجال الإعلام وإلى أن يفتحوا الأبواب أمام الصحافة”، مجدداً: “أقول لكم إن بابي مفتوح أمام رجال الصحافة من أجل المواطن الذي لم نجد منه إلا كل عون ومساندة، ولن يمنعني أي عائق عن مساعدة المواطنين، فما يهمنا هو مواطن هذا البلد وأمنه واستقراره”.
وأكد سمو رئيس الوزراء أن “النقد البناء والنصيحة المخلصة التي يقدمها الكتاب والصحافيون تجد كل الاستحسان والتقدير، والأبواب مشرعة والآذان مفتوحة لسماع كل رأي أو فكر يسهم في تعزيز مسيرة التنمية وتلبية تطلعات المواطنين وحل مشكلاتهم”.
وقال سموه “إننا نقدر كل الأقلام المخلصة التي تدافع عن قضايا الوطن، وإن ما تطرحونه من أفكار وتصورات هو موضع اهتمام كبير لدينا، وسوف تجدون منا كل المساندة والدعم، فالكل غايته واحدة وهي رفعة الوطن وإعلاء شأنه”، حاثاً الصحافيين وكتاب الرأي على “الاستمرار في عرض قضايا الرأي العام بكل موضوعية وأن تكون مقالاتهم وكتاباتهم دعامة قوية نحو تطوير مسيرة العمل الوطني في كافة المجالات”.
وقال سمو رئيس الوزراء إن “اليوم مطلوب منا الكثير وكل شيء يهون أمام مصلحة هذا الوطن وشعبه”، مشيداً بـ”مواقف الدول الخليجية الداعمة والمساندة للبحرين في مختلف الظروف، إذ إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يشكلون العمق الاستراتيجي للبحرين”.
وشدد على أن “المنطقة تمر بتحديات سياسية وأمنية واقتصادية متعاظمة ومتسارعة نتأثر بها وتؤثر فينا، وهو ما يتطلب أن تتوحد الطاقات للحفاظ على البحرين وما تحقق لها من مكتسبات، وألا ننجر وراء من يحاول أن يحيد بالمسيرة إلى طريق مسدود”.
وأشاد سمو رئيس الوزراء بدور الشباب البحريني، وقال إن “الشباب هم أمل المستقبل وصناع الحياة، وسوف ندعمهم بكل ما نستطيع وننتظر منهم العطاء والإنجاز”.
وتطرق سمو رئيس الوزراء خلال حديثه مع رؤساء تحرير الصحف المحلية وكتاب الأعمدة والصحافيين، إلى العديد من القضايا والموضوعات التي تخص الشأنين المحلي والدولي.