قال أطباء ومختصون، إن الجراحة الميكروسكوبية تعد أحدث وأدق الجراحات في علاج دوالي الخصية وأكثرها كفاءة.
وأشاروا لـ «الوطن» إلى أن الجراحة تجنب الرجل المخاطر التي تنجم من عمليات ربط الدوالي التقليدية، موضحين، أن دوالي الخصية من الأمراض الشائعة بين الذكور، وتسبب ضعفاً في الخصوبة، وتؤثر على عملية الانطاف في الخصيتين حتى لو وجدت في الناحية اليسرى فحسب لأسباب لاتزال مجهولة.
من جهته، قال أخصائي جراحة المسالك البولية د. نبيل فايز، إن دوالي الخصية عبارة عن تضخم وتمدد غير طبيعي لمجموعة من الأوردة المترابطة الموجودة في كيس الصفن، والمسؤولة عن رجوع الدم من الخصيتين للأوردة الكبيرة للجسم، ومنها إلى القلب، وهذه الأوردة لها دور مهم في الحفاظ على درجة حرارة ووظيفة الخصية في إنتاج الحيوانات المنوية.
وأضاف د.فايز، أن دوالي الخصية تؤدي لارتجاع الدم في اتجاه عكسي ورفع درجة حرارة الخصية، ويصاب نحو 15% من الرجال بدوالي الخصية والأغلبية منهم، أي نحو 60% لا يعانون من العقم أو أية مشاكل أخرى ولا يعلمون بوجود الدوالي إلا عن طريق الصدفة أثناء الفحص الطبي، أما الثلث الباقي من الرجال المصابين بدوالي الخصية فقد يعانون من العقم أو صغر حجم الخصية.
وأشار إلى، أنه غير معروف علمياً حتى الآن لماذا تؤثر الدوالي تأثيراً سلبياً على خصوبة بعض الرجال، بينما يتمتع البعض الآخر بخصوبة عادية، رغم وجود الدوالي»، موضحاً أنه «توجد عدة نظريات لتفسير كيف تؤثر الدوالي على خصوبة الرجال وأكثرها قبولاً هو ارتجاع الدم ورفع درجة حرارة الخصية.
وأوضح، أنه في كثير من الأحيان حينما لا تؤثر الدوالي على الخصوبة أو تؤدي لصغر حجم الخصية، لا تحتاج لعلاج، ولكن تؤدي لقلة عدد أو انعدام حركة الحيوان المنوي أو ضعف قدرته على تلقيح البويضة أو صغر حجم الخصية، ويتم ربط الأوردة لمنع ارتجاع الدم باتجاه الخصية، وفي الماضي كان يتم ربط الدوالي عن طريق كيس الخصية، ولكن عاب الوسيلة حدوث ضمور للخصية في بعض الحالات وتشعب الأوردة مما أدى لعدم القدرة على ربطها كلها ورجوع الدوالي.
وأشار د.فايز إلى، أن الجراحة الميكروسكوبية أحدث وأدق الجراحات في علاج دوالي الخصية وأكثرها كفاءة، كما إنها تجنب الرجل المخاطر التي قد تنجم من عمليات ربط الدوالي التقليدية.
من جهته، قال أخصائي الطب العام د.أحمد شفيق، إنه غالباً ما يبدأ ظهور دوالي الخصية خلال فترة البلوغ، ويمكن أن تصبح أكبر حجماً وأكثر وضوحاً مع مرور الوقت، وهي أكثر شيوعا على الجانب الأيسر، لافتاً إلى، أن دوالي الخصية شائعة بين 15% من الرجال عامة، وبين ما يقرب من 40% من الرجال الذي يعانون من تأخر الإنجاب الأولي، و80% ممن يعانون من عقم ثانوي، أي سبق لهم الإنجاب من قبل.
وذكر، أن الأسلوب الشائع الآن هو ربط الدوالي في أسفل البطن بالقناة الأربية أو خلف غشاء البريتون أو عن طريق المنظار، وهذه جراحات بسيطة تجري الآن بدون الحاجة لبيات المريض في المستشفى، وسبب سهولة هذا الأسلوب أن الأوردة في هذا المكان تتجمع لعدد يتراوح بين 1 إلى 2 وريد فقط بعد أن كانت متشعبة في الكيس.
أما عن كيفية تصريف الدم من الخصية بعد ربط الدوالي، فقال د.شفيق، إنه يكون عن طريق نظامين آخرين للأوردة متصلين بالكيس والخصية، بحسب د. شفيق، موضحاً، أن آخر التطورات في جراحة الدوالي هو استعمال الميكروسكوب أو وسائل التكبير الجراحي من خلال جرح صغير أسفل البطن، وذلك للتمكن من ربط كل الأوردة حتى الصغيرة جداً منها مع الحفاظ على شريان الخصية والحفاظ على القنوات الليمفاوية الدقيقة لتفادي تكون قيلة مائية حول الخصية.
وأوضح، أنه مازال الفحص الإكلينيكي هو أهم وسائل تشخيص دوالي الخصية وعلى أساس الفحص تقسم الدوالي إلى صغيرة ومتوسطة وكبيرة وتؤثر كلها تأثيراً سلبياً على خصوبة الرجال، أما عن الدوالي الخفية فهو اسم يطلق على بعض الحالات التي لا يحسها الطبيب ولكن يستطيع فقط أن يرصد ارتجاع الدم عن طريق الموجات الصوتية أو الأشعة الملونة على وريد الخصية أو دراسة ارتفاع درجة حرارة الخصية.
ورأى، أن تشخيص الدوالي يكون بالفحص الإكلينيكي ثم بالتصوير بالأشعة فوق الصوتية لمعرفة عدد الأوردة في الحبل المنوي وحجم كل وريد ومدى ارتجاع الدم فيها.
وأضاف، أنه إذا استدعت الأشعة علاج الدوالي فيكون العلاج جراحياً، والجراحة الحديثة لربط دوالي الخصية هي جراحة ميكروسكوبية، حيث تمكن الجراح من ربط الأوردة المتضخمة مع تفادي ربط الشرايين المغذية للخصية التي قد يتسبب ربطها في ضمور الخصية وتدهور السائل المنوي بدلاً من تحسنه، حيث تمكن الجراحة الميكروسكوبية لدوالي الخصية تفادي ربط الأوردة الليمفاوية في الحبل المنوي التي قد يتسبب ربطها في تضخم الخصية بعد العملية بشكل مزعج فيما يسمى بالقيلة المائية التي قد يستدعي علاجها عملية جراحية تالية.
وقال، إن الجراحة الميكروسكوبية لدوالي الخصية عن طريق العدسات الجراحية المكبرة تقلل من مخاطر حدوث القيلة المائية من 30% إلى صفر % وتقلل من معدل رجوع الدوالي من 15% إلى 1%».
وتوقع، أن تزيد معدلات الحمل بعد ربط دوالي الخصية إلى 43% في السنة الأولى بعد العملية وتصل إلى 70% في السنة التالية، حيث تصل نسبة التحسن في السائل المنوي نحو 27% إذا كانت دوالي الخصية صغيرة الحجم وتصل إلى 128% في تحسن بالسائل المنوي في حالات ربط الدوالي من الدرجة الثالثة.