جاء لقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، برؤساء تحرير الصحف المحلية وكتاب الأعمدة والصحفيين، ثريًا، مع بداية مرحلة جديدة من العمل الحكومي والبرلماني، وسبقه لقاء مهم مع النواب، لذا كان من المهم أن يتم اللقاء مع أصحاب السلطة الرابعة لإطلاعهم على مجمل القضايا والموضوعات الهامة وفي مقدمتها برنامج عمل الحكومة للمرحلة المقبلة.
ورصد تقرير لـ «بنا» جملة من الملاحظات حول هذا اللقاء وحديث رئيس الوزراء، أوجزها فيما يلي.. أولاً: إن حديث سموه طال ليشمل العديد من القضايا الوطنية مما يؤكد رغبة سموه في اطلاع الصحافة الوطنية على كل الموضوعات مثار الاهتمام وفي مقدمتها برنامج عمل الحكومة لمواجهة المرحلة المقبلة في تاريخ المملكة وفي هذا تأكيد جديد من رئيس الوزراء على أهمية الصحافة كسلطة رابعة.
ثانياً: إيمان رئيس الوزراء أن مواجهة الكلمة التي لا تريد الخير للمملكة لن يأتي إلا بالكلمة الصادقة التي توضح زيف الأولى وكذبها وتظهره للرأي العام، فأكد سموه على أهمية وجود صوت صحفي مرتفع أمام كل من يحاول أن يعبث بأمن الوطن واستقراره، أو يحاول التشكيك في كفاءة مخرجات الديمقراطية البحرينية وسيجد منا كل مؤازرة.
واستذكر سموه لرجال الصحافة والإعلام دورهم في الدفاع عن الوطن وإنجازاته، ودورهم المشهود في مواجهة الأكاذيب التي تحاول النيل من مملكة البحرين وتشويه ما تحقق لها من إنجازات. وضرب مثالاً على دور الكلمة في الاستحقاق النيابي الأخير، عندما واجهت الصحافة الوطنية بشجاعة دعوات المقاطعة اليائسة فكان لدورها مع وعي المواطن الأثر البالغ في إفشال هذه الدعوات ونجاح الانتخابات النيابية التي أشاد بها العالم.
ثالثاً: إصرار رئيس الوزراء على اتباع النهج الديمقراطي وعدم الحياد عنه، فكما أكد للنواب عند زيارته الكريمة لهم بأن الحكومة لن تضيق من الرقابة النيابية وستعمل بكافة أعضائها على دعم عمل السلطة التشريعية، وقال سموه للصحافيين انتقدوا وزرائي وقبلهم أنا، فصدرنا لا يضيق أبداً بالنقد البناء من أبنائنا في الصحافة لأننا مقتنعون بأنه يحمل الرغبة في التطوير والوصول إلى الأفضل في كل ميدان ومجال، لذا نحن نرى في نقدكم وطنية خالصة وانتماء حقيقي لا زيف فيه، على عكس من يريد النقد من أجل تشويه صورة وطنه في الخارج فهذا مرفوض ومنبوذ من المجتمع البحريني».
وأكد صاحب السمو الملكي: أننا وجهنا وزرائنا إلى الانفتاح على الصحافة وجعل القنوات مفتوحة معها لإيماننا بالدور الوطني المشهود الذي تلعبه صحافتنا الوطنية فهي شريكة في المنجز الوطني.
رابعاً: الأهمية الكبيرة التي أولاها رئيس الوزراء للتنمية الاقتصادية في المرحلة المقبلة وفي هذا تنفيذ من الحكومة لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بإعطاء الأولوية للاقتصاد مع الأمن، وأن لا تشغلنا السياسة عن البناء والتقدم، ولا شك أن قيام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، برئاسة لجنة إعداد برنامج عمل الحكومة هو بشرى سارة لكل المواطنين، الذين يدركون حنكة سموه وبراعته في وضع برنامج يهتم بالاقتصاد والأمن باعتبارهما ركيزتا التنمية كما قال رئيس الوزراء.
خامساً: إن التنمية لا يمكن فصلها عن الأمن ولذلك مازال الأمن يتقدم في الأولوية لدى المواطن على أي مطلب آخر كما قال رئيس الوزراء، وخاصة بعد ما مرت به البلاد ومازالت من أعمال إرهابية خطيرة حيث إنها خرجت عن كونها أعمال فردية لتكون أعمال مخططة تقودها جماعات متطرفة وتستمد دعمها من الداخل والخارج ويقيم لها أعداء الوطن في الخارج معسكرات للتدريب ويدعمونها بالمال وبالآلة الإعلامية ..لكل هذا مازال الأمن أهم مطلب وطني ولذلك لا يمكن أن تتغافل عنه الحكومة ووضعته في مقدمة أولويات برنامجها استجابة للإرادة الشعبية. إذن فإن الحكومة سيكون عليها العمل في اتجاهين بشكل متواز وهما تحقيق الأمن والنمو الاقتصادي، وقد طمأن سموه المواطنين بأنه لن يقبل بأي تقصير أو تعثر في أي منهما تحت أي مبرر. وأن الحكومة تحرص على تطوير أجهزتها وزيادة كفاءتها وتلتزم الشفافية كمنهج وثقافة عامة في كل أمر حكومي يهم المواطن .
سادساً: التأكيد على دور السلطة التشريعية والإعلام في المرحلة المقبلة، فبالنسبة للسلطة التشريعية أكد سموه على الحاجة الشديدة إلى تعاون مثمر وبناء معها يقوي جسور التعاون ويسرع بخطى البحرين المستقبلية نحو الأفضل والأحسن، مشيراً سموه إلى أنه في أول اجتماع للحكومة الجديدة وجه الوزراء إلى التعاون مع السلطة التشريعية ومع رجال الإعلام.
وبالنسبة للإعلام حث سموه الصحافيين وكتاب الرأي على أن يستمروا في عرض قضايا الرأي العام بكل موضوعية وأن تكون مقالاتهم وكتاباتهم دعامة قوية نحو تطوير مسيرة العمل الوطني في كافة المجالات، قائلاً سموه إن «اليوم مطلوب منا الكثير وكل شئ يهون أمام مصلحة هذا الوطن وشعبه».
وأكد سموه لرجال الإعلام أن بابه مفتوح أمامهم من أجل المواطن، وأن النقد البناء والنصيحة المخلصة التي يقدمها الكتاب والصحافيين تجد كل الاستحسان والتقدير، والأبواب مشرعة والآذان مفتوحة لسماع كل رأي أو فكر يسهم في تعزيز مسيرة التنمية وتلبية تطلعات المواطنين وحل مشكلاتهم، مقدراً سموه كل الأقلام المخلصة التي تدافع عن قضايا الوطن. وأن ما يتم طرحه من أفكار وتصورات هو موضع اهتمام كبير لدى سموه، كما أكد على مساندة ودعم الجهود الصحفية في سبيل رفعة الوطن وإعلاء شأنه».
سابعاً: تأكيد سموه على أهمية الشباب حيث أفرد لهم سموه جزءاً من حديثه لرجال الصحافة باعتبارهم عماد نهضة المجتمع والركيزة التي سيرتكز عليها البرنامج الحكومي من أجل إحداث تنمية شاملة، فأكد سموه أن «الشباب هم أمل المستقبل وصناع الحياة، وسوف ندعمهم بكل ما نستطيع وننتظر منهم العطاء والإنجاز».
ثامناً: من حديث حكيم الأمة إلى رجال الصحافة: تتعلق بتحذير سموه من المنزلقات التي يراد للوطن الوقوع فيها حتى يتم القضاء على المنجزات الوطنية الكبرى كما حدث مع بعض دول المنطقة التي حل بها الخراب ويتهددها الآن التقسيم والحروب الأهلية الدموية وتحتاج إلى عقود حتى تستعيد نفسها هذا في حال أراد لها الله السلامة، إنه درس بليغ من حكيم الأمة يريد إيصاله إلى الجميع عن طريق هذا اللقاء مع رجال السلطة الرابعة، فالمرحلة الحالية كما شدد سموه تتطلب أن تتوحد الطاقات للحفاظ على البحرين وما تحقق لها من مكتسبات، وألا ننجر وراء من يحاول أن يحيد بالمسيرة إلى طريق مسدود.
ولأن الفضل لابد أن يذكر لذوي الفضل فقد أشاد سموه بمواقف الدول الخليجية الداعمة والمساندة للبحرين في مختلف الظروف، مؤكداً سموه أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يشكلون العمق الاستراتيجي للبحرين، وقد كانت وقفة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع البحرين في أزمتها من العوامل التي ساعدت المملكة في الخروج من هذه الأزمة. إن كلمات رئيس الوزراء هي دائماً جواهر نفيسة يتحلى بها الوطن والمواطن، فكلماته مصحوبة بعمل وجهد كبيرين يقوم بهما سموه وحكمة وحنكة استطاعت تقديم الكثير من الإنجازات ولاتزال قادرة على تقديم المزيد من أجل الوطن ورفعته واستمرار نهضته المباركة.