عواصم - (وكالات): في وقت تدفع مصر بكل جهودها من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية عبر جمع كافة أطياف المعارضة في الخارج والداخل السوري، كشف المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في الداخل حسن عبدالعظيم، أن لقاء قريباً سيجمع المعارضة السورية. وأعلن في اتصال مع قناة «العربية» أن اللقاء سيتم في القاهرة قريباً، وذلك للتوصل إلى رؤية مشتركة، قبيل لقاءات مماثلة في موسكو، تسبق لقاء المعارضة مع وفد الحكومة السوري. ورجح أن يجمع المعارضة لقاء آخر في موسكو خلال 26 و27 يناير المقبل، على أن يتم اللقاء مع الوفد الحكومي بعد ذلك. وفيما يتعلق بموضوع مصير رئيس النظام السوري، قال عبدالعظيم إن ذلك يتقرر عبر التفاوض.
من ناحية أخرى، قتل 8 أشخاص بينهم 4 من عناصر قوات النظام في انفجار سيارة مفخخة قرب منشأة للغاز في ريف حمص الشرقي، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الهجوم.
وفي لبنان، منع الجيش التنقل بين بلدة عرسال وجرودها الحدودية مع سوريا، إلا بإذن مسبق، وذلك بهدف منع تسلل مسلحي المعارضة السورية المتحصنين في المناطق الجبلية المحاذية للحدود إلى الداخل اللبناني، بحسب ما أفاد مصدر عسكري.
ومن شأن هذا القرار أن يقطع الطريق على مسلحي فصائل المعارضة السورية والناشطين المعارضين المتنقلين بين منطقة القلمون السورية الملاصقة لعرسال والأراضي اللبنانية. ويعتبر هذا الطريق أبرز معبر لهؤلاء للحصول على التموين وبعض السلاح.
وقال المصدر «صدر قرار بمنع التنقل بين بلدة عرسال وجرودها إلا بترخيص من مخابرات الجيش، وقد دخل هذا القرار بالفعل حيز التنفيذ».
وأضاف أن الهدف من القرار «ضبط حركة الإرهابيين الذين يستغلون الطريق للتنقل بين البلدة وجرودها والحصول بذلك على مؤن لهم وأغراض أخرى».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن مسلحي المعارضة في المناطق الجبلية في القلمون «سيصبحون محاصرين تماماً في حال تنفيذ القرار، من جهة يقطع عليهم الجيش اللبناني الطريق، ومن الجهة الأخرى، هناك الجيش السوري».
واستعادت القوات السورية مدعومة بعناصر «حزب الله» الشيعي اللبناني غالبية مدن وقرى القلمون السورية من مقاتلي المعارضة في أبريل الماضي. إلا أن آلاف المقاتلين بقوا يتحصنون في المناطق الجردية والمغاور الحدودية مع لبنان، ويتخذونها نقطة انطلاق لهجمات كما يتسللون منها ذهاباً وإياباً عبر الحدود اللبنانية.
وشهدت عرسال معارك عنيفة مطلع أغسطس الماضي بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة استمرت 5 أيام وتسببت بمقتل 20 جندياً و16 مدنياً وعشرات المسلحين.
وانتهت المواجهات بانسحاب المسلحين من عرسال إلى الجرود وإلى سوريا، إلا أنهم خطفوا معهم عدداً من العسكريين وعناصر قوى الأمن الداخلي، ولايزال 25 من هؤلاء محتجزين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم الدولة الإسلامية «داعش». وينقسم اللبنانيون على خلفية النزاع السوري بين مؤيدين للنظام ومتعاطفين مع المعارضة.