عواصم - (وكالات): قالت قيادات من السلطة الفلسطينية إن مشروع القرار الفلسطيني العربي «المعدل» لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي سيقدم خلال ساعات إلى مجلس الأمن الدولي وسيطرح عبر الأردن، في انتظار التصويت عليه خلال اليومين المقبلين. يأتي ذلك وسط تحفظات أبدتها بعض الجهات الفلسطينية.
وخلال اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونقلته وكالة الأنباء الفلسطينية أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن «الموقف الفلسطيني لا تراجع فيه»، مجددا التأكيد على «الموقف الواضح برفض كافة أشكال الاستيطان، خاصة في القدس الشرقية».
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إنه سيتم طرح مشروع القرار في مجلس الأمن. ونقلت عنه الإذاعة الفلسطينية قوله إن «8 تعديلات أدخلت على مشروع القرار وتمت بشكل كامل، وأصبح جاهزاً بصورة نهائية لطرحه عبر الأردن»، مشيراً إلى أن «التصويت سيتم خلال اليومين المقبلين».
وأكد عريقات استمرار الجهود الفلسطينية لإنجاح التصويت على مشروع القرار حتى اللحظة الأخيرة، على أن يتم اتخاذ خطوات بديلة إن فشل التصويت بما في ذلك الانضمام للمنظمات الدولية.
وفي وقت سابق، قال عريقات إن أبرز التعديلات تتمثل في «أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين» من دون أن يكشف عن بقية التعديلات.
من جهته، استبعد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إجراء التصويت على مشروع القرار غدا لأسباب روتينية تتعلق بمجلس الأمن، موضحا أن العملية في مجلس الأمن تتطلب ترجمة النص باللغات الرسمية المعتمدة فيه ومن ثم توزيعها على أعضاء المجلس من أجل النظر فيها ومراسلة عواصمها واتخاذ القرار.
وأضاف المالكي أنه تم الحديث مع الأردن لدعوة الدول العربية ضمن مجلس السفراء العرب من أجل التوافق على تعديلات تتحدث عن القدس الشرقية عاصمة، ووقف الاستيطان والفترة الزمنية لإنهاء الاحتلال، ومن ثم تقديم الصيغة المعدلة لرئاسة مجلس الأمن من أجل اعتمادها والتصويت عليها.
يذكر أن الأردن قدم في 17 ديسمبر الجاري نيابة عن المجموعة العربية مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لإنهاء «الاحتلال» الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ 4 يونيو 1967 وفق سقف زمني لا يتجاوز نهاية عام 2017 لدراسته تمهيداً لتحديد جلسة للتصويت عليه لاحقاً. ويحتاج القرار لكي تتم الموافقة عليه إلى أن تصوت لصالحه 9 دول من أعضاء مجلس الأمن الـ15، وألا تستخدم أي من الدول الخمس دائمة العضوية «الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين» حق النقض «الفيتو» ضده.
من ناحية أخرى، وصل إلى غزة وفد من حكومة التوافق الفلسطينية يضم أكثر 40 مسؤولاً بينهم 8 وزراء، بحسب ما أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة إيهاب بسيسو ووزير في الوفد. ووصل الوفد عن طريق معبر إيريز شمال القطاع.
وقال بسيسو إن زيارة الوفد «رسالة لأهلنا في غزة للعمل على بدء الإعمار الفعلي والعملي».
وأوضح أن الوفد سيبقى لعدة أيام في قطاع غزة وسيتم النظر خلال الزيارة «في مختلف الجوانب الحياتية كالمياه والكهرباء والتعليم والصحة».
وهذه أول مرة يزور فيها وفد حكومي من رام الله قطاع غزة منذ ان الغى رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله زيارته على اثر تفجيرات استهدفت منازل قياديين في فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في 7 نوفمبر الماضي. من جهة أخرى، استشهد شاب فلسطيني يبلغ من العمر 17 عاماً برصاص الجيش الإسرائيلي في نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وفق مسؤولين أمنيين فلسطينيين.
واستشهد الشاب بالقرب من مستوطنة تبواح جنوب نابلس بينما أصيب شاب فلسطيني آخر في السابعة عشرة من عمره برصاص الجنود، وفق المسؤولين الفلسطينيين. واستشهد نحو 20 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي منذ يونيو الماضي في الضفة الغربية.
وكان مسؤول ملف الاستيطان في السلطة الفلسطينية زياد ابو عين قد استشهد في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في 10 ديسمبر الجاري، خلال تظاهرة بالقرب من رام الله في الضفة الغربية احتجاجا على مصادرة أراضي فلسطينية لصالح الاستيطان.
في شأن آخر، قدرت مصادر رسمية فلسطينية عدد الفلسطينيين في أنحاء العالم مع نهاية عام 2014 بنحو 12.1 مليون فلسطيني، منهم 4.62 مليون في دولة فلسطين، ونحو 1.46 مليون فلسطيني في الأراضي المحتلة، وما يقارب 5.34 مليون في الدول العربية ونحو 675 ألفاً في الدول الأجنبية.
ووفق بيان صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن أكثر من ثلث السكان بفلسطين يقيمون في قطاع غزة ويقدرون بـ 1.79 مليون نسمة، ونحو 2.83 مليون في الضفة الغربية. وبلغت نسبة السكان اللاجئين نحو 43.1% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في دولة فلسطين، 38.8% منهم في الضفة الغربية و61.2% في قطاع غزة.