عواصم - (وكالات): أبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استعداده لدعوة ممثلي المعارضة السورية والنظام السوري للحوار في القاهرة، فيما قالت جولييت توما المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا إنه سيرسل ممثلاً إلى محادثات بشأن سوريا في موسكو في الفترة بين 26 و29 من يناير المقبل، مضيفة أنها «مبادرة روسية تركز على المفاوضات فيما بين السوريين».
وقال السيسي في حوار مع رؤساء تحرير الصحف القومية المملوكة للدولة «الأهرام، والأخبار، والجمهورية»، إن «موقف مصر في المنطقة ووزنها ووضعها يوفر لها فرصة جيدة لقبول دورها من قبل أطراف الأزمة السورية».
وذكر أن «بلاده تبحث عن دعوة ممثلي المعارضة السورية والنظام السوري للحوار في القاهرة»، مضيفاً «لدينا قبول لدى كل الفرقاء». في سياق متصل، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة إن وثيقة القاهرة التي سيعلن عنها قريباً ستكون أساساً يبنى عليه أي مؤتمر دولي حول سوريا.
وأضاف البحرة الموجود في القاهرة أن مصر لا تملك بنوداً محددة تحاول فرضها على أطراف المعارضة، وأن ما تسعى إليه هو تفعيل الحل السياسي. وأشار المتحدث إلى أن القاهرة تهيئ للمعارضة السورية المناخ للدخول في عمليات الحوار. في غضون ذلك، تعقد الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الداخل اجتماعاً اليوم لمناقشة مقترح من 6 نقاط قدمته هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي.
وبموجب هذا المقترح يتفق الطرفان وهما الائتلاف الوطني، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، على اعتبار بيان جنيف الصادر عام 2012، وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن السوري، أساساً للحل السياسي في سورية وإطاراً تفاوضياً.
ميدانياً، فجر مقاتلون في المعارضة السورية نفقاً يقع أسفل مبانٍ تتمركز فيها قوات النظام في حلب القديمة، ما أدى إلى مقتل 7 من العناصر والمسلحين الموالين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حمص، قتل 5 أشخاص عندما ألقت طائرات النظام السوري براميل متفجرة على مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة المعارضة، بحسب المرصد. وقتل أيضاً شخص في قصف لقوات النظام على منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، فيما قتلت طفلة في إطلاق نار على حي الوعر المحاصر من قوات النظام في حمص القديمة.
من جهة أخرى، تعهد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» عدم إلحاق الأذى بعسكريين لبنانيين محتجزين لديه مقابل الإفراج عن الزوجة السابقة لزعيم التنظيم وزوجة قيادي جهادي آخر موقوفتين لدى السلطات اللبنانية فضلاً عن شروط أخرى بحسب ما نقل أحد المفاوضين عن الخاطفين. وقال الشيخ السلفي وسام المصري الذي أعلن منذ أسابيع بدء وساطة مع التنظيم و»جبهة النصرة» اللذين يحتجزان 25 جندياً وعنصر أمن لبنانيين في جرود منطقة القلمون السورية، في مؤتمر صحافي عقده وسط بيروت، إنه التقى «الجهة المسؤولة عن ملف الأسرى لدى الدولة الإسلامية».
وأشار إلى أن التنظيم حمله رسالة مفادها «تعلن الدولة الإسلامية وقف قتل عسكريين أو تعرضهم لأي أذى طالما المفاوضات جارية» بين التنظيم والجهات اللبنانية حول إطلاق المخطوفين. إلا أن تنفيذ التعهد مشروط بـ «إطلاق علا وسجى فوراً». وكان المصري يشير إلى سجى الدليمي، الزوجة السابقة لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي التي أوقفت شمال لبنان مطلع ديسمبر الجاري مع أولادها الثلاثة وبينهم ابنة البغدادي، وادعى عليها القضاء بتهمة الانتماء إلى «تنظيم إرهابي». وإلى علا العقيلي، زوجة انس شركس المعروف بأبي علي الشيشاني، القيادي سابق في «جبهة النصرة» انضم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهي موقوفة أيضا بسبب لغط في أوراقها.
ويطالب الخاطفون، بحسب المصري، بالسماح بحركة العبور على حاجز للجيش اللبناني في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. وقال إن «أي إخلال بالمفاوضات أو أي إغلاق لحاجز وادي حميد يعرض العسكر للقتل». إنسانياً، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ومقرها في جنيف، أنها ستزيد ثلاثة أضعاف موازنتها الصحية لسوريا حيث توقف العديد من العيادات عن العمل بسبب الوضع الأمني، لتصل إلى 15 مليون فرنك سويسري «12 مليون يورو».
كما وجهت اللجنة الدولية في بيان نداء لجمع الأموال لتقديم مساعدة غذائية وأدوات صحية لسوريا.
وفي الإجمال، طلبت اللجنة من المجتمع الدولي 122 مليون فرنك سويسري لسوريا بهدف مساعدة 8 ملايين شخص حتى نهاية 2015.