تونس - (وكالات): أدى الباجي قائد السبسي اليمين الدستورية أمس أمام مجلس النواب ليصبح أول رئيس يفوز في انتخابات ديمقراطية في تاريخ تونس بعد 4 سنوات على الثورة التي أطلقت ما يسمى بـ «الربيع العربي». وأقسم قائد السبسي على الحفاظ على استقلال تونس وحماية سيادتها ووحدتها وعلى احترام الدستور والسهر على حماية مصالحها. وقال قائد السبسي بعد ذلك في خطاب قصير «بصفتي رئيساً للدولة أتعهد بأن أكون رئيساً لكل التونسيين والتونسيات، وأن أكون ضامناً للوحدة الوطنية».
وأكد أنه «لا مستقبل لتونس بدون توافق بين الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني». وأضاف «لا مستقبل لتونس بدون مصالحة وطنية». وفاز قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب نداء تونس المعارض للإسلاميين في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية نهاية الشهر الماضي بحصوله على 55.68 % من الأصوات على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الذي حصل على 44.32 % من أصوات الناخبين.
والتقى الرجلان أمس في القصر الرئاسي في قرطاج ليستلم قائد السبسي رسمياً منصبه. وتعانق الرجلان أمام كاميرات التلفزيون. وبعدها غادر المرزوقي القصر الرئاسي. وبهذا أصبح قائد السبسي أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956. وبعد انتخابات «المجلس الوطني التأسيسي» التي أجريت في 23 أكتوبر 2011 وفازت فيها حركة النهضة الإسلامية، انتخب المجلس محمد المنصف المرزوقي رئيساً «مؤقتاً» للبلاد. وكان قائد السبسي وزيراً للداخلية والدفاع والخارجية في عهد بورقيبة، ثم رئيساً للبرلمان من 1990 إلى 1991 في عهد بن علي. ويتطلع إليه أنصاره باعتباره الوحيد القادر على التصدي للمتشددين، في حين يتهمه معارضون بانه يسعى لإعادة رموز الحكم السابق وبانه لا يمثل تطلعات الشباب الذين قاموا بالثورة.
وفي 2012، أسس الباجي قائد السبسي حزب «نداء تونس» بهدف «خلق التوازن» على حد تعبيره، مع حركة النهضة الإسلامية التي فازت بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي عام 2011 وحكمت تونس حتى مطلع 2014.
ويضم هذا الحزب يساريين ونقابيين وأيضاً منتمين سابقين لحزب «التجمع» الحاكم في عهد الرئيس المخلوع بن علي. وبحسب بيان للرئاسة، فإن قائد السبسي استقال من رئاسة حزبه وكلف نائب رئيس نداء تونس محمد الناصر تقديم مرشح لمنصب رئيس الوزراء.
ويتعين على الأخير أن يحصل على ثقة البرلمان ويشكل ائتلافاً حيث إن الحزب فاز بالانتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر الماضي وحصل على 86 من إجمالي 217 مقعداً في البرلمان فيما حلت حركة النهضة الثانية «69 مقعداً». ولا يملك الحزب بمفرده «الأغلبية المطلقة» «109 مقاعد» التي تؤهله لتشكيل الحكومة وحده لذلك يتعين عليه الدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى ممثلة في البرلمان.
من جانبه، قرر المنصف المرزوقي التنازل عن الهدايا التي تلقاها من رؤساء وملوك الدول خلال توليه قيادة المرحلة الانتقالية للبلاد.
وسلم المرزوقي مقاليد السلطة للسبسي، وقال في بيان «اعترافاً مني بفضل هذا الشعب العظيم الذي منحني شرف تولي مهمة رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية التي شهدت خصوصاً إرساء دستور جديد فإني أتنازل عن جميع المنقولات الواردة في القائمة الجاري ضبطها، لفائدة الدولة التونسية تنازلاً صريحاً ناجزاً لا رجعة فيه».
وكشف المرزوقي أن المنقولات متمثلة في عدد من الهدايا الثمينة التي تلقاها من رؤساء وملوك الدول أثناء الزيارات التي قام بها إلى بلدانهم أو استقبال وفودهم.
وأضاف «منقولات من مختلف الأنواع أهديت إلي شخصياً وإلى أفراد عائلتي».