ها هي الأيام تجري مسرعةً، بالأمس بدأ الفصل الدراسي واليوم هو يشارف على الانتهاء، فصلاً بعد فصل والحكاية متكررة «عندنا امتحانات»، قصةٌ أبطالها نحن الطلاب، زمان حدوثها ليالي الامتحان، ومكانها حيث يوجد قلمٌ ومطرقة، أما القلم فهو أداة الدفاع، وأما المطرقة فهي أداة الحكم.
في البداية كان يا ما كان طالب مجتهد، يحلم في لعبة «بلاي ستيشن» (طالب ابتدائي)، وفي هاتف جديد (طالب إعدادي)، وفي بعثة دراسية (طالب ثانوي)، وفي وظيفة وزوجة صالحة (طالب جامعي).
تعلم الطالب، وما يزال يتعلم، ولكن شبح ما كان يعاود الظهور له، مرةً يظهر على شكل ضع دائرة، ومرةً صح وخطأ، ثم تطور إلى علل واذكر السبب، وما زال الطالب يكافح هذا الشبح ليصل لمناه.
ظن الطالب بأن هنالك فسحةً من الوقت يستطيع فيها العيش في هناء قبل وصول الشبح إليه، لكن لم يعلم بأن ميزان الوقت بكفته هو المسؤول عن تضييعه أو بقائه. ظل يتلاعب الطالب بالوقت، قاضياً وقته بأكمله بعيداً عن كراساته وكتبه يتنزه ويلعب، إلى أن أتى الامتحان حيث «يكرم المرء أو يهان».
ويبدأ قانون الطوارئ عند هذا الطالب ليعتصر عقله، ويدعو أساطيل المدرسين الخصوصيين لتدريسه، يغلق على نفسه الأبواب وكلما سئل ماذا بك يا فلان، قال: «عندنا امتحانات».
لم تنته القصة فلن يتوقف هذا الشبح الذي يخافه الطالب من ملاحقته طوال حياته، فالحياة بأسرها امتحان يختبر فيها الصالح والطالح.
يونس المرباطي