بقلم - د.خالد الشنو:
لقد تم إعلان حالة الطوارئ في البحرين هذه الأيام! أتدرون لماذا أحبتي؟! لأنها ببساطة أيام التوتر والقلق والضغوط النفسية! أيام العزلة وترك الأصدقاء والعائلة! أيام السهر والأرق والريجيم! إنها أيام الامتحانات الدراسية، سواء في المدارس أو الجامعات، وأسأل الله أن ييسر أمور طلابنا وطالباتنا وأن تمر أيام الامتحانات على خير.
وفي خضم الاستعداد لهذه الأيام العصيبة، يبحث الكثير منا عن الوصفة الموفقة للنجاح والتفوق، وبهذه المناسبة سأهدي أحبتي الخلطة السرية العجيبة للنجاح في الامتحانات على شكل كبسولات سريعة:
1 ـ الاستعانة بالله أولاً وأخيراً، فهو بيده مقاليد الأمور، وإليه يرجع الأمر كله، وفي الحديث: «استعن بالله ولا تعجز» رواه مسلم. ولتكن عادتك أن تكون مع الله في الامتحانات وقبل الامتحانات أيضاً، فمن تعرف إلى الله في الرخاء، عرفه الله في الشدة.
2- التزم بالبسملة «بسم الله» قبل الشروع في المذاكرة أو حل الامتحان، فإنها تفتح لك أبواب الخير والبركة والتوفيق.
3 ـ استمطر التوفيق بإرضاء والديك ودعائهم لك، ففي رضاهم عنك رضا الله وتوفيقه، ودعواتهم مستجابة، ففي الحديث: «رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد». حسنه الألباني، وفي الحديث الآخر: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده...» الحديث، صححه الألباني.
4 ـ أكثر من الدعاء، وبالذات في الأوقات الفاضلة، كالثلث الأخير من الليل، وأثناء السجود، وبين الأذان والإقامة ونحوها. وبالمناسبة، فليس هناك دعاء معين للامتحانات كما هو منتشر بين الناس، ولكن يمكن أن تدعو بمثل «رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري»، «اللهم يسرنا لليسرى، وجنبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى»، «اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً». والحزن بفتح الحاء وسكون الزاي، هو الأمر الصعب العسير، ويمكنك أيضاً الاستعانة بالأدعية التي يستجاب بها الدعاء مثل دعوة يونس عليه السلام: «لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين».
5 ـ كن متفائلاً وواثقاً بالله ثم بنفسك. فالتفاؤل والأمل والثقة تصنع لك جواً مريحاً لتجاوز الوضع «المكهرب» في أيام الامتحانات، خاصة بعد أن يبذل الطالب أسباب النجاح الأخرى، وفي الحديث القدسي: «أنا عند ظني عبدي بي» رواه مسلم.
6 ـ اذهب إلى النوم مبكراً، وقم مبكراً، فالعقل والجسد يحتاجان إلى راحة تامة ونفسية مرتاحة، وليس هناك أفضل من أن يأخذ الجسم قدره الكافي من النوم، وليس هناك داع للسهر أو تناول حبوب تساعد على عدم النوم مثلاً.
7 ـ التغذية السليمة المعتدلة مهمة جداً، فالاهتمام بتناول وجبة الإفطار، وتناول الفواكه والخضروات، وتناول السكريات المفيدة كالتمر والزبيب والعسل، والإكثار من شرب السوائل المفيدة خاصة الماء، كلها عادات صحية حسنة في هذه الأيام، وفي المقابل هناك عادات مذمومة وغير صحية ينبغي تجنبها، كالإفراط في تناول المنبهات، كالشاي والقهوة، أو مشروبات الطاقة، أو حبوب السهر، أو ما يسمى «الريجيم».
8 ـ المذاكرة المنظمة والمجدولة تعين على تجاوز الامتحان بيسر وسهولة، فرتب أوراقك، وجدول مذاكرة الدروس والمقررات، ولا تسوف وتؤجل أكثر، فما زال في الوقت بقية.
9 ـ قبل وأثناء الامتحان:
أ- جهز أغراض الامتحان من الأقلام الحبرية أو الجافة والمزيل وقلم الرصاص والممحاة والمبراة ونحوها مما تحتاج من قرطاسية.
ب- إذا قرأت: افهم ثم افهم ثم افهم ثم ابدأ الحل!
ت- ابدأ حل الأسئلة السهلة في أي موضع كانت استغلالًا للوقت، وبعدها الأسئلة التي تحتاج إلى تفكير أكثر.
ث- لا تفكر في الخروج مبكراً، ولا تستعجل في الحل والفكاك، بل جمل خطك، ورتب أفكارك، ونسق عباراتك إن كان هناك فسحة في الوقت.
ج- اترك وقتاً لمراجعة إجاباتك أكثر من مرة، فربما تكتشف خطأ، أو تتجدد لك إجابة أو فكرة.
ح- «ومن غشنا؛ فليس منا» رواه مسلم. فالغش ممنوع شرعاً وقانوناً وعقلاً وذوقاً، سواء في امتحانات العلوم الإسلامية أو العلوم الدنيوية، حتى في الإنجليزي! وسواء كنت غاشا أو مغشوشًا منك!
10 ـ إياك ثم إياك أن تلوم نفسك وتتحسر بعد الخروج من الامتحان، خاصة إذا بذلت ما بوسعك، فالفشل في الامتحان ليس نهاية العالم وكارثة الكوارث! ففي الحديث: «وإن أصابك شيء؛ فلا تقل: لو أني فعلت، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان». رواه مسلم. ولا يمنع هذا من مراجعة الأسباب وإعادة النظر والتخطيط الجيد للمرات القادمة.
11ـ امتحان الدنيا بسيط جداً، وفواته هين، ولكن الهمة والمتابعة ومسؤولية الوالدين يجب أن تكون لامتحان الآخرة، فهناك المحك، «فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز».
رب سهل امتحانات طلابنا وطالباتنا، وسددهم ووفقهم لكل خير، وارزقهم الفلاح في امتحان الآخرة.