عواصم - (وكالات): طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من أستراليا تقديم مزيد من الدعم لبلاده في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك خلال استقباله نظيره طوني أبوت، فيما قالت قوة المهام المشتركة أمس إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 7 ضربات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وكان أبوت وصل صباح أمس في زيارة هي الأولى التي يقوم بها إلى بغداد، لبحث التعاون بين العراق وأستراليا المنضوية في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، ويشن غارات جوية ضد التنظيم المتطرف.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للعبادي، بأن اللقاء «بحث تطوير العلاقات بين البلدين والتركيز على تعزيز الدعم العسكري في مواجهة عصابات داعش الإرهابية».
وأضاف أن العبادي دعا «الجانب الأسترالي إلى زيادة التسليح وتسريع التدريب وتوفير ما تحتاجه القوات العراقية من أجل حسم المعركة والقضاء على تنظيم داعش».
وتشارك أستراليا في تنفيذ ضربات جوية للتحالف في العراق، بينما تقوم واشنطن وحلفاء عرب بتوجيه ضربات ضد التنظيم في سوريا.
وقامت دول منضوية في التحالف، بينها أستراليا، بنشر عدد من أفراد قواتها العسكرية للمساهمة في تدريب القوات الأمنية العراقية على استعادة المناطق التي فقدت السيطرة عليها لصالح التنظيم المتطرف.
ونقل البيان عن أبوت استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم، بما يشمل تسليح القوات وتسريع التدريب.
وإثر اللقاء، قال العبادي في تصريحات نقلتها قناة «العراقية» الرسمية، «نحن شاكرين لهذا الدعم الأسترالي، وهذا يوضح أن الخطر الذي يمثله داعش ليس خطراً على العراق فحسب، بل على المنطقة والعالم».
وتابع «اليوم نحن في العراق ربما الدولة الوحيدة التي تحارب داعش على الأرض بقوات أمنية عسكرية عراقية، وحققنا انتصارات باهرة في هذا الإطار، ولن أستغرب أن يتم القضاء على داعش في فرصة جداً قريبة وخلال فترة قياسية».
وبعد انهيار العديد من قطعات الجيش في وجه هجوم «الدولة الإسلامية» في يونيو الماضي، خاصة في الموصل كبرى مدن شمال البلاد، تمكنت القوات العراقية والكردية في الأسابيع الماضية من استعادة بعض الزخم، وشن عمليات هجومية لاستعادة بعض المناطق من التنظيم الذي مازال يسيطر على مدن رئيسة في شمال البلاد وغربها.
وتقاتل إلى جانب القوات العراقية، فصائل شيعية موالية لها، وبعض العشائر.
كما يقاتل العديد من الأجانب، بينهم أستراليون، في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، ما يثير مخاوف دولهم من عودتهم إليها وتنفيذ عمليات فيها. من ناحية أخرى، قالت قوة المهام المشتركة أمس إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 7 ضربات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وأضافت القوة في بيان أن 6 من هذه الضربات أصابت مواقع للدولة الإسلامية قرب مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، بينما جاءت واحدة قرب مدينة الموصل العراقية.
وبشأن الأوضاع على الأرض، أفادت مصادر أمنية عراقية بأن شرطياً و3 من أفراد الصحوات قتلوا وأصيب 5 آخرون في قصف لتنظيم الدولة الإسلامية بالفلوجة غرب بغداد، في حين قتل 30 من مقاتلي التنظيم في مواجهات مع القوات العراقية في الرمادي بمحافظة الأنبار.
وقالت المصادر إن مسلحي التنظيم أطلقوا عدة قذائف هاون على مواقع وثكنات للشرطة والصحوات انطلقت من الجهة الشرقية لعامرية الفلوجة الواقعة جنوب شرق مدينة الفلوجة. وأشارت إلى أن القذائف أصابت أبراج المراقبة وثكنات عسكرية.
وفي محافظة صلاح الدين قالت مصادر أمنية عراقية إن عناصر الشرطة قتلوا «انتحارياً» يقود شاحنة ملغمة غرب مدينة سامراء. وأضافت المصادر أن الشاحنة انفجرت قبل اقترابها من مقر الشرطة الاتحادية الواقع قرب الطريق الدولي دون أن توقع خسائر في الأرواح.
كما أشار ناشطون إلى أن عدداً من القتلى والجرحى من بين قوات الحشد الشعبي سقطوا في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مقراً لهم جنوب سامراء.
من جهته تحدث مركز إعلام الربيع العراقي عن انفجار عنيف هز منطقة الداهري جنوب سامراء قرب نقطة التفتيش الرئيسة لدخول المدينة.
وفي محافظة الأنبار غرب البلاد، قال العقيد صلاح الدليمي مدير شرطة قضاء هيت غربي مدينة الرمادي مركز المحافظة إن مواجهات مع تنظيم الدولة تسببت في مقتل 30 من مقاتلي التنظيم وإصابة عدد من قوات الأمن العراقية بجروح بليغة. وفي تصريح للأناضول قال الدليمي إن «قوات الأمن من الجيش والشرطة وبمساندة مقاتلي العشائر وبإسناد من طيران الجيش استطاعوا صد هجوم لتنظيم الدولة الذي هاجم ناحية البغدادي من محورين.
من جانب آخر، قال الدليمي إن «قوة من الجيش استطاعت أن تقتل 10 عناصر من تنظيم الدولة أثناء محاولتهم التسلل إلى قريتي الوس والبوحياة شرق قضاء حديثة بالمحافظة، وحدثت اشتباكات معهم».
وفي محافظة كركوك، شمال بغداد، قال ناشطون إن اشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات البشمركة الكردية اندلعت قرب قرية إسماعيل آوه الدبس.
من جهته، حمل نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي «السياسيين» مسؤولية الخلاف السني الشيعي الذي يجر الناس إلى «التهلكة»، داعياً إلى تغليب الانتماء إلى العراق دون غيره.
ويتهم المالكي، السياسي الشيعي ورئيس الحكومة بين 2006 و2014، على نطاق واسع من قبل خصومه، باتباع سياسة إقصائية همشت السنة في الحكم، واحتكار المسؤولية السياسية والعسكرية، قبل تنحيه عن الحكم إثر ضغوط داخلية ودولية تلت هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو الماضي، وسيطرته على مساحات واسعة من البلاد.