عواصم - (وكالات): قالت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً أمس إن أنصار الدولة الإسلامية «داعش» الذي اجتاح مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق قتلوا 14 جندياً ليبيا جنوب البلاد، فيما أكد السفير الليبي في مصر، محمد فايز جبريل، أن المصريين المسيحيين المخطوفين بليبيا مازالوا علي قيد الحياة، وأن السلطات الليبية تبذل قصارى جهدها للعثور عليهم، وإعادتهم إلى مصر.
وفي هجوم منفصل شنت القوات الموالية للحكومة غارات جوية على ميناء مدينة مصراتة غرب ليبيا والمتحالفة مع جماعة تسيطر على العاصمة طرابلس. ويحتدم القتال بين الجانبين أيضاً بالقوات البرية قرب أكبر ميناء نفطي في البلاد في إطار صراع بين قوات موالية لحكومتين متنافستين تتحالف كل منهما مع جماعات مسلحة ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
وتخشى الدول الغربية وجيران ليبيا من أن تكون الدولة الإسلامية وجماعات أخرى متطرفة تسعى لاستغلال فراغ السلطة في الدولة المنتجة للنفط.
وقالت حكومة عبد الله الثني المعترف بها دولياً إن الدولة الإسلامية أعدمت 14 جندياً على طريق يقع إلى الشمال من سبها المدينة الرئيسة في الجنوب. واضطرت حكومة الثني للانتقال إلى شرق البلاد لأداء مهامها منذ استيلاء جماعة «فجر ليبيا» التي تتحالف مع مصراتة على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي. وأضافت الحكومة في بيان أن أفراداً من الدولة الإسلامية شنوا هجوماً أعدموا خلاله 14 جندياً من الجيش الليبي ينتمون إلى كتيبة المشاة 168. ودعت الحكومة المجتمع الدولي إلى رفع حظر مفروض على واردات السلاح كي تتمكن من قتال من وصفتهم بالإرهابيين.
وأعلن موقع على الإنترنت باسم الدولة الإسلامية في ليبيا المسؤولية عن قتل 12 جندياً في نفس الموقع ونشر صورة تظهر فيما يبدو إعدام أحد الجنود. وقالت وكالة أنباء مقرها طرابلس إن المجلس الوطني وهو البرلمان المنافس الموجود في طرابلس ندد بقتل الجنود.
وتبذل الدولة الإسلامية محاولات لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا في منطقة درنة شرق البلاد والتي تحولت إلى معقل للمتطرفين.
وقال قائد القوات الأمريكية في أفريقيا الشهر الماضي إن الجيش الأمريكي يراقب جهود الدولة الإسلامية لتدريب بضع مئات من المقاتلين في شرق ليبيا. ويتهم الثني حكومة طرابلس بالاعتماد على المتشددين. وتنفي حكومة طرابلس ذلك وتقول إن الثني مدعوم من ضباط سابقين في جيش القذافي.
وقال صقر الجروشي وهو قائد وحدة للقوات الجوية موالية لحكومة الثني إن طائرات حربية قصفت ميناء مصراتة وكلية للقوات الجوية تقع غرب المدينة. وأكدت وكالة أنباء ليبية موالية للحكومة المنافسة في طرابلس الضربات الجوية قائلة إن شخصين جرحاً عندما أصابت عدة صواريخ مبنى الميناء بالمدينة الواقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس.
وقالت قوات موالية للثني في تصريحات منفصلة إنها هاجمت قوة منافسة حاولت قبل 3 أسابيع السيطرة على ميناء السدر أكبر موانئ تصدير النفط في البلاد. وأُغلق ميناء السدر وميناء رأس لانوف النفطيين منذ بدء الاشتباكات.
وفي وقت لاحق، قال مسؤولون إن قوات موالية للحكومة الليبية نفذت ضربات جوية لليوم الثاني على التوالي على أكبر مصنع للصلب في ليبيا بمصراتة. من ناحية أخرى، تعقد الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين لبحث مواجهة «الإرهاب» في ليبيا، بحسب ما قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي.
وأكد بن حلي للصحافيين أن الاجتماع «سيخصص لتدارس التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا وتصاعد وتيرة العنف والأعمال الإرهابية التي لم تعد تقتصر على استهداف المواطنين أو المقيمين إنما طالت أيضاً المرافق الاقتصادية الحيوية التي تمثل ثروة الشعب ومقدراته وخزانات النفط».
وتعم الفوضى في ليبيا منذ إسقاط نظام العقيد معمر القذافي إثر نزاع استمر 8 أشهر في عام 2011. وخلال الأيام الأخيرة تم اختطاف 20 قبطياً مصرياً في مدينة سرت وسط ليبيا، بحسب مصدر مقرب من الحكومة المعترف بها دولياً قال إن ميليشيات «أنصار الشريعة» مسؤولة عن خطفهم. وأوضح مكتب الأمين العام للدامعة العربية أن الاجتماع يعقد بناء على طلب تقدمت به الحكومة المعترف بها دولياً وعربياً وأيدته مصر والإمارات العربية المتحدة.
من جهته، أكد السفير الليبي في مصر، محمد فايز جبريل، أن المصريين المسيحيين المخطوفين بليبيا مازالوا علي قيد الحياة، وأن السلطات الليبية تبذل قصارى جهدها للعثور عليهم، وإعادتهم إلى مصر. ونقلت «بوابة الأهرام» عن المسؤول الليبي قوله إن المناطق التي تم اختطاف المسيحيين المصريين فيها تقع خارج سيطرة حكومته، بينما لاتزال هوية الخاطفين مجهولة، وكذلك ماذا يريدون من تلك العمليات. وأشار إلى أن حوادث الاختطاف تحدث يومياً ولا تقتصر على الأقباط أو المصريين عامة، بل هناك عمليات اختطاف للمواطنين الليبيين. في سياق متصل، حذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، مواطنيه من السفر إلى ليبيا تحت أي مبرر أو مسمى. وقال عبدالعاطي إن الاتصالات مستمرة مع قبليين ليبيين لتأمين حياة المصريين المختطفين، مشيراً إلى أن الوضع في ليبيا بالغ الخطورة، خاصة في مدينة سرت، حيث تسيطر مجموعة من العصابات وقطاع الطرق، على حد وصفه.