ستوكهولم - (الجزيرة نت): أصبحت «الإسلاموفوبيا» حديث القاصي والداني في السويد، وتصدرت الأجندة الإعلامية للعديد من محطات التلفزيون السويدية بعد موجة الاعتداءات الأخيرة على المساجد هناك، والمظاهرات الاحتجاجية المنددة بجرائم الكراهية ضد المسلمين في كبرى المدن وبينها العاصمة ستوكهولم التي يقطنها أكثر من 130 ألف مسلم.
وهناك من يعتقد أن رقعة المشاعر المعادية للمسلمين «تتسع تدريجيا»، وأن سياسة الانفتاح التي تنتهجها السويد منذ عقود طويلة لاستقبال المهاجرين من بلدان تعاني الحروب والأزمات مثل الصومال وسوريا والعراق، يحاربها الآن بقوة الحزب الديمقراطي السويدي الذي يرفع قادته شعارات تحذر من «انتحار الثقافة السويدية» وتطالب بخفض معدلات اللجوء والهجرة إلى السويد بنسبة 90%. الأمر الذي دفع رئيس حكومة ائتلاف أحزاب اليسار والخضر ستيفان لوفين إلى وصفهم بـ»الفاشيين الجدد». وأمام تلك الحالة رفع قادة الأقلية المسلمة في السويد توصية إلى الحكومة للمطالبة بإزالة كل أنواع التمييز العنصري ضد المسلمين، كما أرسلوا تقريرا إلى الأمم المتحدة بهذا الشأن في وقت يعيش فيه أبناء الأقلية المسلمة حالة من الترقب لما ستؤول إليه الأيام المقبلة. وفي باحة مسجد ستوكهولم الكبير بالعاصمة السويدية تحلقت مجموعة من أبناء الجالية، فسأل أحدهم هل أصبح العيش هنا آمنا؟ وعبّر آخرون عن حزنهم من موجة الاعتداءات الأخيرة على المساجد في السويد.
إمام المسجد محمود خلفي يستقبل باقات الورود من مواطنين سويديين تعبيراً عن تضامنهم. لكنه قال في لقاء إن المسلمين في السويد «باتوا يواجهون تحديات خطيرة تتعلق بتدينهم وهويتهم ومستقبل أبنائهم».
ويرى أن هذا «ما دفعهم إلى إنشاء المؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية التي تساعدهم على أداء شعائرهم والتمسك بعقيدتهم والحفاظ على هويتهم وقيمهم دون أن يمنعهم ذلك من الاندماج في المجتمع والانخراط في مؤسساته المختلفة». وذكر خلفي -الذي يرأس أيضاً المجلس السويدي للأئمة- أن العام الماضي «شهد أحداثاً عنصرية عديدة واعتداءات خطيرة على المسلمين وفق الإحصاءات التي أجراها المجلس الإسلامي، أفظعها الاعتداء على امرأة حامل في موقف للسيارات».
ولفت إلى أن سبب هذه الاعتداءات هو «العنصرية والنازية الجديدة والكراهية للأجانب وللمسلمين بالخصوص، وتصرفات بعض المسلمين المسيئة في المجتمعات الأوروبية وممارسات الجماعات المتطرفة كتنظيم الدولة الإسلامية، وجماعة بوكو حرام تعمل على تغذية مشاعر الكراهية هذه».
بدوره عبر رشيد موسى رئيس منظمة الشباب المسلم السويدي -الذي شارك ضمن قادة الأقلية المسلمة في تظاهرة أمام البرلمان السويدي- عن القلق «العميق» الذي يساور الشباب المسلم حيال ما يجري قائلاً «لم تعد تصدمنا أخبار حرق المساجد لأننا نعي أننا أمام واقع جديد يجب مواجهته».