لندن - (وكالات): قالت صحيفة «الأوبزيرفر» البريطانية أن «الربيع العربي الذي شهدته بعض الدول العربية تسبب في أكبر موجة هجرة جماعية في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بعضها غير شرعي»، مشيرة إلى «المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون في عرض البحار».
وأوضحت الصحيفة أن عوامل تتمثل في الحروب التي تشهدها دول عربية مثل سوريا والعراق وليبيا، وتزايد حالة عدم الاستقرار في معظم أنحاء العالم العربي، ساهمت في تشريد الملايين إلى أنحاء متفرقة في العالم.
وأضافت أن ملايين أخرى من سكان البلدان العربية التي مزقتها الحروب هم لاجئون في دول الجوار أو مشردون داخل بلادهم نفسها في ظروف إنسانية كارثية.
وذكرت الصحيفة أن الكثير من هؤلاء المشردين اضطروا إلى مغادرة بلدانهم في الشرق الأوسط، وركوب مياه البحر الأبيض المتوسط بطرق خطيرة على نحو متزايد، باحثين عن حياة أفضل في أوروبا.
ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة ليونارد دويل قوله إن أعداد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين بلغت أرقاماً غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.
وبينما يعتقد الساسة الأوروبيون أن بإمكانهم ثني المهاجرين عن عبور البحر الأبيض المتوسط عن طريق الحد من عمليات الإنقاذ، يرى اللاجئون أن وتيرة العنف وشدة الاضطرابات في بلدانهم لا تترك أمامهم خياراً سوى عبور البحر.
كما أشارت الصحيفة إلى أن اللاجئين السوريين إلى دول الجوار يزيدون الأوضاع فيها سوءاً، وذلك في ظل زيادة العبء على الموارد المحلية للدول المضيفة.
من ناحية أخرى، تطرقت الصحيفة في تقرير مختلف إلى معاناة الشعب السوري بسبب الحرب التي تعصف بالبلاد، وأضافت أن مهربي المهاجرين غير الشرعيين يكدسون بشرا يائسين في السفن ويتركونهم لمصيرهم في عرض البحر بعد أن يأخذوا مدخراتهم.
ودعت الصحيفة الدول الأوروبية وبريطانيا تحديداً إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة السوريين الذين يعيشون إما لاجئين وإما نازحين عن مناطقهم بسبب الحرب المستعرة في بلادهم.
من جانبها، نشرت صحيفة «إندبندنت أون صنداي» مقالا للكاتبة جوان سميث دعت فيه دول الاتحاد الأوروبي إلى الاستمرار بعمليات البحث والإنقاذ عن المهاجرين، وإلى عدم تركهم لمصيرهم المحتوم في عرض البحار.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن السلطات الإيطالية تخشى أنه قد يكون لدى «مهربي» المهاجرين غير الشرعيين استراتيجية جديدة وخطيرة لتجنب الاعتقال، وذلك من خلال هجرهم السفن والقوارب المستخدمة وتركها لمصيرها عائمة في عرض البحر.
وأضافت أن هذه التطورات تأتي بعد أن تمكن خفر السواحل الإيطالي من سحب سفينة شحن تقل مئات اللاجئين السوريين هجرها طاقمها في عرض البحر المتوسط، في ثاني عملية إنقاذ مماثلة في أسبوع.