توجهات العالم واهتماماته ليست سوى آلية يحكمها الإعلام، كل ما أثارت الآلية أحد المواضيع شدت توجهات العالم له وكلما تراخت في آخر تراخى معها العالم، وهذا بالضبط ما يجعلنا نهتم بدور الإعلام في الوقت الراهن، فهل هو أداة إخبارية أم أداة توجيه ؟
إن ما يكسب الإعلام أهميته هو مقياس الأثر الذي يحدثه على العالم و من السهل جداً معرفة حجم أهميته إن استخدمنا هذه القاعدة فكلما ازداد قوةً ازداد حجم الأثر الذي يتشكل في وجهين إما خطراً على تفكير الأفراد و توجهاتهم أو ما يقابله من تقويم لتفكيرهم و سلوكهم، أما قياساً لاحتمال الخطر أن يغرس الإعلام أفكاراً خاطئة أو غير صحيحة أو أن يسلك العالم للاهتمام والانشغال بما لا يشكل أهمية لغض أعينهم عن إبصار بعض الحقائق المهمة وذلك خدمةً لمصالح شخصية مقرضة.
اليوم نرى الشباب ليس لديهم الوعي بأهمية وحقيقة الأحداث المهمة التي تواجه المجتمع والأمة العربية والإسلامية والعالم ككل، وبالمقابل لا يوجد من هو أعلم منهم بالمباريات والمنتخبات الرياضية وقد حفظوا أسماء اللاعبين كحفظهم أسمائهم! فهل يلام الإعلام على ذلك؟ أم إن هذه الوسائل الإعلامية لا تعي دورها الحقيقي وتأثيرها في المجتمع؟ أم أنها تدرك ذلك الدور وتسخره في إنشاء جيل من الشباب الأجوف اللاهي بملذات الحياة و شكلياته.
عجباً لإعلام يضلل العالم عن الحقيقة ليكتفي بمصالح مقرضة! وعجباً لعقول مسيرة لا مخيرة!
نور عبدالله البستكي