قال وزير العمل جميل حميدان إن الوزارة توظف سنوياً، 150 باحثاً عن عمل من المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً اهتمام الوزارة بتنفيذ المبادرات وسن الأنظمة والتشريعات الداعمة لتوظيف المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة في وظائف ملائمة تتناسب وأوضاعهم الصحية ومهاراتهم وقدراتهم، فضلاً عن تشجيع أصحاب العمل على توظيف الباحثين عن عمل منهم عن طريق تقديم الامتيازات والتسهيلات في عملية التوظيف واحتساب نسب البحرنة.
وأضاف الوزير -في كلمة ألقاها بالنيابة عنه وكيل وزارة العمل صباح الدوسري، لدى افتتاح الملتقى العاشر لجمعية الصداقة للمكفوفين «تمكين المرأة الكفيفة للوصول للمهن البديلة» أمس بمقر جمعية الحكمة للمتقاعدين- أنه في إطار تأمين التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة تنفذ وزارة العمل العديد من البرامج والمبادرات الموجهة للمرأة بشكل خاص بهدف تنمية مهاراتها وإدماجها في سوق العمل، وتوفير الفرص الوظيفية التي تتلاءم مع توجهاتها ومسؤولياتها.
وشـدد حميــدان علـى ضـــرورة إزالـــة الصعوبات والعقبات التي تواجه المرأة مـن ذوي الاحتياجـات الخاصــة بما يعــزز قدرتها على الانخراط في سوق العمل، وتمكينهــا من تحقيق المكانــــة الاجتماعية، والاستقلالية المادية، ليكفل لها العيــش الكريــــم ويمنحهــــا الثقـــة اللازمة كعضو فاعل في المجتمع.
وأشاد وزير العمل في كلمته بتنظيم مثل هذه الفعاليات الموجهة من جانب مؤسسات المجتمع المدني، وأهمية استمرار التعاون مع مختلف الجهات الرسمية لتحقيق الأهداف المرجوة من مثل هذه الملتقيات، خصوصاً في فتح مجالات عمل جديدة ومناسبة تزيد من القيمة المضافة للعمل، وتحسن من نوعية الوظائف ومستوياتها المادية والمهنية.
ولفت حميدان إلى أن توعية وإعداد وتأهيل مختلف فئات وشرائح المواطنين، ومنهـــم ذوي الاحتياجـــات الخاصــــة، ومساعدتهم على الانخراط في سوق العمل هو واجب اجتماعي إنساني يقع على عاتق جميع الشركاء، من حكومة، وأصحاب عمل، وعمال، ومؤسسات مجتمع مدني، وكل من يمتلك القدرة على العمل والعطاء وإحداث تغيير نوعي في المجتمع، انطلاقاً من روح التعاون ومبدأ التكافل والمسؤولية الاجتماعية المشتركة، مشيدا بدور جمعية الصداقة للمكفوفين في هذا الإطار، التي تساهم في إيجاد فرص عمل لائقة وجديدة لذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً المرأة، وتشجيعهم على أخذ دورهم في عجلة التنمية الاقتصادية.
وأكــــد أن وزارة العمـــل تســـانــد كل المساعي الجادة لاستكشاف آفاق جديدة ومتطورة تلبي احتياجات المجتمع، شاكرة ومقدرة جهود كل المخلصين العاملين لخدمة هذه القضايا النبيلة.
من جانبه ثمن رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين حسين الحليبي رعاية وزير العمل للملتقى، ومساندته وتشجيعه لهذه الفعالية، وهو ترجمة حقيقية لما تحظى به الجمعية من دعم ومساندة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وهو موقف إنساني ووطني سيبقى في ذاكرة العرفان، مشيداً بدور الجمعية في الاهتمام بالكفيف وتنمية ثقافته والدفاع عن حقوقه وتعزيز دمجه ومشاركته مجتمعياً، فضلاً عن المشاركة في المحافل الدولية.
وذكر الحليبي بالإنجازات التي حققتها الجمعية محلياً ودولياً، والتي ساهمت فيها المرأة بدور رائد، مما يحتم علينا مسئولية جماعية حيال هذه الإنسانة المكافحة، مضيفاً أن الدول المتحضرة تعد الفرد ثروتها الحقيقية، وهذا ما يؤكد عليه العاهل، ودستور البلاد وميثاقها الوطني، والذي تجلى في راعية ومساندة ذوي الإعاقة، مما ساهم في وجود أعداد كبيرة منهم في مواقع العمل، أثبتوا تفانياً ونجاحاً يشيد به الجميع، ورغم ذلك فإن أعداداً من الخريجين الباحثين عن عمل من هذه الشريحة مازال هماً يؤرقنا لما يمتلكون من طاقات وإبداعات تحفزهم على العطاء والبناء، ومن هنا تكمن مسؤوليتنا معاً للتدريب والتأهيل والتخطيط لمهن بديلة تلبي هذا الطموح واحتياجات المجتمع.