عواصم - (وكالات): استقر خام برنت فوق 51 دولاراً للبرميل أمس، بدعم من انخفاض مفاجئ في المخزونات الأمريكية وسط سجال بين المراهنين على الصعود والهبوط بحثاً عن الحد الأدنى للسعر في ثاني أكبر موجة خسائر على الإطلاق.وأنهى النفط خسائر استمرت لـ4 جلسات يوم الأربعاء، بعد أن تراجعت مخزونات الخام الأمريكية على غير المتوقع الأسبوع الماضي، حيث أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأمريكي مازال متيناً في خضم تباطؤ النمو العالمي.ونزل برنت 3 سنتات إلى 51.12 دولار للبرميل خلال التعاملات. وكان قد انخفض إلى 49.66 دولار أمس الأول في أدنى مستوى منذ 29 أبريل 2009. وسجل الخام الأمريكي 48.78 دولار بزيادة 13 سنتاً.وقال المحلل لدى «فيليبس فيوتشرز» دانييل أنج، في مذكرة يومية :»نعتقد أن السوق تتحسس قاع أسعار النفط الخام ويبدو حالياً أن 50 دولاراً هو ذلك الحد بالنسبة لبرنت».في المقابل، أحدث التراجع المطرد لسعر النفط الخام من أكثر من 100 دولار للبرميل في الصيف الماضي إلى أدنى مستوى في نحو 6 أعوام دون 50 دولاراً للبرميل، صدمة في أوساط المتعاملين وحيرة بين المحللين الذين يئسوا تماماً من محاولة العثور على قاع للسوق. ويشير تفشي الضبابية إلى تلاشي قناعة جوهرية ظلت تدعم الأسعار على مدى الـ10 أعوام الأخيرة، بأن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط فــــي العالم سوف تهب دائماً لنجدة السوق.وقال متعامل بالعقود الآجلة والخيارات في لندن: «أصابني الفزع والذهول مما يحدث.. النفط يتراجع دون أي انتعاش فني على مدى الأشهر الستة الأخيرة.. لا يوجد مبرر لتحديد قاع في ظل ظروف كهذه».وفي ظل ثورة النفط الصخري الأمريكية، التي مازالت تضخ كميات شبه قياسية يحتدم النقاش بشأن من من المنتجين، سيبادر إلى خفض الإنتاج مع تراجع الأسعار إلى مستويات دون الكلفة وتآكل الطلب وتنامي فائض المعروض العالمي. وقال المتعامل السابق لدى «جولدمان» في رسالة إلى مستثمري صندوق التحوط التابع له «بي.بي.ال» جوناثان جولدبرج: «في حين أن نمو المعروض النفطي سيكون أضعف منه لو كانت مستويات الأسعار أعلى من ذلك فإننا لا نثق بتحديد أي مستويات مصطنعة لقاع السوق».ويقول البعض إن الأسعار قد تنزل عن مستوياتها إبان الأزمة المالية قبل 7 أعوام، عندما انحدر الخام الأمريكي من حوالي 150 دولاراً للبرميل إلى 32.40 دولار - إذ يرقب الجميع الوضع لمعرفة أي المنتجين ستفتر عزيمته أولاً.وعندما كان التراجع في بدايته، تشبث المتعاملون تشبثاً محموماً بالعوامل الأساسية بحثاً عن محددات نفسية وفنية كانوا يأملون أن تقدم بعض الدعم وتوقف التدهور المتفاقم.ففي 2008 وخلال أسوأ انهيار على الإطلاق لسعر النفط، هوت الأسعار 80% في أقل من 6 أشهر في ظل ركود في الطلب. نقطة التحول جاءت في أوائل 2009 عندما قادت السعودية «أوبك» للقيام بتخفيضات كبيرة على الإنتاج بهدف دعم السوق. وبنهاية 2009 أصبحت الأسعار قرب 80 دولاراً للبرميل.لكن في هذه المرة وفي غياب أي علامة على خفض إنتاج «أوبك»، تطلع المتعاملون أول الأمر إلى كلفة حفر آبار النفط الصخري الأمريكية التي قد تصل إلى 70 دولاراً للبرميل كعامل قد يوقد شرارة تحول في اتجاه السوق، لكن القاع تبدد مع استمرار نمو الإنتاج الصخري وتعاقد منتجين كثيرين على أسعار مرتفعة للـ12 شهراً المقبلة.