5 قتلى بينهم محتجز رهائن في المتجر اليهودي بباريس
محتجز رهائن باريس من «داعش» وتحرك
بالتوافق مع كواشي
شريف كواشي قبل مقتله: «القاعدة» مولت سفري لفرنسا
مسلح يحتجز رهينتين بعملية سطو على
محل مجوهرات بمونبيلييه
مسلمو فرنسا يسعون للنأي بأنفسهم عن المتطرفين
«داعش» و«شباب الصومال» يشيدان بـ «الهجوم البطولي» على «شارلي إيبدو»



عواصم - (وكالات): تحبس فرنسا أنفاسها وهي تعيش كابوساً، بعدما أعلنت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفرنسية مقتل المشتبه بتنفيذهما الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو»، اللذين كانا يحتجزان رهينة تم تحريرها، في منشأة صناعية بمدينة فيلييه كوتوريه شمال العاصمة باريس، بينما جرح أحد عناصر فرقة التدخل التي اقتحمت المبنى حيث كان يتحصن الأخوان شريف وسعيد كواشي. ونفذ الهجوم بالتزامن مع مهاجمة قوات الأمن متجراً يهودياً بباريس لإنهاء عملية احتجاز رهائن ثانية، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم محتجز الرهائن، فيما تم تحرير الكثير منهم. وفي وقت لاحق، أعلنت مصادر أمنية احتجاز رهائن جدداً في متجر للمجوهرات بمدينة مونبلييه. وتحدث شهود عيان عن سماع دوي انفجارات وإطلاق نار في المبنى المحاصر، الذي تواجد فيه الأخوان كواشي. وذكر محققون فرنسيون أنهم أقاموا «رابطاً» بين الأخوين كواشي والقاتل المفترض الذي أطلق النار وقتل شرطية في مونروج، جنوب باريس. وكانت القوات الفرنسية تحاصر الأخوين كواشي المشتبه بتنفيذهما الهجوم على الصحيفة الأربعاء الماضي. وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أن السلطات تأكدت أن الشقيقين شريف وسعيد كواشي يحتجزان رهينة في بلدة دامارتان غويل، بمدينة فيلييه كوتوريه، وأشارت المصادر إلى أن الرهينة هو واحد من 5 موظفين في المؤسسة المتخصصة في الطباعة والأشغال العامة. وأوضحت أن البلدة محاصرة براً وجواً من قبل قوات الأمن التي أمرت السكان بعدم الخروج من منازلهم وإغلاق نوافذهم. وانتقل الرئيس فرنسوا هولاند إلى مقر غرفة العمليات بوزارة الداخلية من أجل متابعة العملية، بينما طالب وزير الخارجية برنارد كازانوف أن تتم العملية بأقل الخسائر، ودعا إلى تجنب إراقة مزيد من الدماء. وتسببت الملاحقة الأمنية للشقيقين كواشي في إغلاق المدرج الجنوبي لمطار شارل ديغول القريب من المنطقة، وتم تحويل الطائرات إلى المدرج الشمالي، وهو ما تسبب في حالة ارتباك بحركة الطيران.
وأسفرت عمليات الملاحقة التي بدأتها قوات الأمن في أعقاب هجوم الأربعاء الماضي الذي أوقع 12 قتيلاً، عن وضع 9 أشخاص من أوساط المشتبه بهما قيد الحجز الاحتياطي، وفقاً لما أعلنه وزير الداخلية الفرنسي.
وفي الوقت الذي كانت تحاصر وحدات النخبة الشقيقان كواشي، حصل تبادل جديد لاطلاق النار عند المنفذ الشرقي لباريس حيث أفادت مصادر قريبة من التحقيق ان عملية احتجاز رهائن بدأت في متجر أغذية يهودي.
وعثر على جثث 5 أشخاص بينهم محتجز الرهائن اميدي كوليبالي في متجر يهودي بباريس أثر اقتحامه من قبل قوات الامن، وفق ما افادت مصادر امنية. وقتل كوليبالي المنحرف صاحب السوابق المرتبط على ما يبدو بالأخوين كواشي المتهمين بالاعتداءعلى شارلي إيبدو ولم يعرف على الفور ما إذا كان القتلى الأربعة الآخرون قضوا وقت الهجوم أو في وقت سابق. كما أصيب 4 آخرون بجروح أحدهم في حالة حرجة، وفق مصدر أمني.
من جانب آخر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قوله إنه تم تحديد هوية المشتبه بتنفيذه هجوماً مسلحاً أودى بشرطية أمس الأول، وقالت إن السلطات اعتقلت اثنين من أقاربه. ووفق المصادر، دخل مسلح يحمل بندقيتين رشاشتين إلى المتجر وفتح النار. وقالت المصادر إن أشخاصاً كانوا داخل المتجر بينهم موظف فيه تمكنوا من الهرب. وتشتبه السلطات في ان محتجز الرهائن هو الرجل الذي يشتبه بانه أطلق النار على الشرطة في مونروج جنوب باريس وقتل شرطية متدربة وجرح موظفاً. وأفادت مصادر في الشرطة أن هناك «رابطاً» بين مطلق النار والأخوين كواشي. ونشرت الشرطة صوراً لشخص يدعى امادي كوليبالي ولأمرأة تدعى حياة بومدين على صلة بهجوم مونروج، بحسب مصدر قريب من الملف قال إن كوليبالي كان يعرف شريف كواشي وأنه شوهد معه في 2010.
وقال كوبالي في وقت سابق، قبل مقتله الجمعة، لقناة فرنسية خاصة إنه ينتمي لـ»داعش» ووافق تحركه مع حركة الأخوين كواشي. وفي اتصال منفصل بالقناة ذاتها أكد شريف كواشي أنه تم إرساله إلى فرنسا بتمويل من تنظيم القاعدة في اليمن.
وكان حكم بالسجن 3 سنوات قد صدر بحق شريف كواشي عام 2008 بعد إدانته بإرسال عناصر للقتال في صفوف تنظيم القاعدة بالعراق، أما شقيقه سعيد فلم توجه له أي اتهامات من قبل، ولكنه يخضع لرقابة السلطات. وقالت مصادر أمريكية وأوروبية إن سعيد كواشي زار اليمن في 2011 للتدرب مع مسلحين من تنظيم القاعدة.
وأضافت أنه بعد أن عاد سعيد إلى فرنسا من اليمن بدا أن الشقيقين تجنبا أي أنشطة ربما تجتذب اهتمام أجهزة الأمن والمخابرات الفرنسية، وأوضحت أنه في الأشهر السابقة على هجوم الأربعاء لم تكن وكالات مكافحة «الإرهاب» الفرنسية تعتبر الرجلين هدفين لهما أولوية. واوضحت مصادر أمريكية أن سعيد كواشي وشقيقه شريف أدرجا منذ سنوات في اثنتين من قواعد البيانات الأمنية الأمريكية، وهما قاعدة بيانات شديدة السرية لمكافحة «الإرهاب» تحتوي على معلومات بشأن 1.2 مليون مشتبه به محتمل، والثانية قائمة أصغر كثيراً لحظر الطيران.
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء مانويل فالس أن فرنسا تخوض حاليا حربا على الإرهاب وليست ضد أي ديانة، وأكد أن هنالك حاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات للتصدي للتهديدات التي تواجه فرنسا. وكثّف هولاند مباحثاته مع القادة السياسيين في أعقاب هجوم الأربعاء الذي يعد الأكثر دموية بفرنسا منذ نحو أربعين سنة. ويأتي ذلك في ظل مظاهرات عمت أرجاء فرنسا تنديداً بالهجوم الذي كان من بين ضحاياه عدد من أبرز رسامي الكاريكاتير بفرنسا. وأعلن محامي شارلي إيبدو أن الصحيفة ستصدر الأربعاء المقبل مليون عدد بدلاً من ستين ألفا. ودعا ممثلو الجالية الاسلامية في فرنسا المؤمنين إلى إدانة الإرهاب و»المشاركة بأعداد كبيرة في التظاهرة الوطنية». وخلال صلاة الجمعة تم تكريم ضحايا الهجوم في كل المساجد في فرنسا. وأثار الهجوم صدمة في فرنسا والعالم. ورفعت يافطات وكتبت تغريدات «أنا شارلي» تكريماً للضحايا الـ 12 بينهم 8 صحافيين وشرطيان. وفي بادرة نادرة توجه الرئيس باراك اوباما الى السفارة الفرنسية في واشنطن لتوقيع كتاب التعازي تكريماً للضحايا. وأشاد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وحركة الشباب الصومالية بـ «البطلين» اللذين نفذا الهجوم.
ووجهت دعوة لتنظيم مؤتمر دولي حول الإرهاب غداً في باريس. وفي لبنان، وبخط كبير أسود، كتبت صحيفة «المستقبل» المملوكة لعائلة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «أنا شارلي» باللغة الفرنسية لتؤكد تضامنها مع الصحيفة الفرنسية.