لا تكاد تخلو مساحة 10 أمتار في سوق البسطة، من الأطفال، وسط عالم من فعاليات التعليم والتثقيف والترفيه والتسلية. إنه عالم الأطفال الذي تجذبك صيحاتهم وابتساماتهم وألاعيبهم وأغانيهم وأناشيدهم.
تقول مديرة البرامج الاجتماعية وشؤون المجتمع بالمحافظة الجنوبية الشيخة منيرة بنت محمد آل خليفة إن سوق البسطة بما يحتويه من أركان وأقسام يراعي احتياجات الطفل في كل مجالاته، فهناك الأقسام التعليمية والتثقيفية مثل (الحضرة) و(التثقيف الزراعي) و(حزاوينا) وما تقدمه المحلات المشاركة في فقرات التلوين والرسم، إلى جانب الأقسام الترفيهية مثل (مسرح الفعاليات) و(أكل لوّل)، فضلاً عن أماكن اللعب والتسلية مثل (ركن الألعاب) و(صوغة الحج) و(الألعاب التراثية).
وتوضح الشيخة منيرة أن القائمين على سوق البسطة وضعوا احتياجات الطفل في مقدمة اهتماماتهم، مردفة أن «سوق البسطة يمثل محطة العائلة قبل الفرد بما يحتويه من اهتمامات تجذب كافة أفراد العائلة من الزوج والزوجة والأبناء والآباء».
يستمتع الأطفال في سوق البسطة، بما يشاهدونه من تنوع المجالات واختلاف المهارات، فهناك من يهتم كثيراً بمشاهدة الألعاب التراثية القديمة ويستمع للأناشيد التراثية الفنية، وهناك من الأطفال من يجد متعته في التجوال والركض واللعب في المساحات المخصصة لذلك ومنها ركن الألعاب ومساحات الجلوس والمساحة الخضراء. وهناك من الأطفال من يستمتع بسرد الحزاوي القديمة، ومنهم من يجد ضالته في أعمال التلوين التي توفرها كثير من المحلات المشاركة في سوق البسطة. ويبدو الأطفال سراً من أسرار نجاح سوق البسطة، فتنوع البرامج والأنشطة المقدمة للطفل يجعل من سوق البسطة مهرجاناً للطفل بلا منازع، وقد تمكن السوق بامتياز وبشهادة الجميع من أن يحقق التوازن المطلوب في دعم المشاريع التجارية مع إضفاء عالم من التثقيف والتسلية للطفل، ليحقق ما تصبو إليه العائلة من إيجاد بيئة تعليمية وترفيهية وتسويقية يجدون فيها بغيتهم في نهاية كل أسبوع، وهو ما جعل من العائلات ارتياد السوق بصورة دورية.
الأطفال الذين وضعوا أقدامهم في سوق البسطة هم أكثر المتحمسين لتكرار تجربتهم كل أسبوع، وهو أكثر المؤثرين على أولياء أمورهم لتكرار زيارتهم لسوق البسطة، فابتسامة الطفل وهو يدخل سوق البسطة لا تقاس أبداً بدموعه وهو يغادر سوق البسطة، وهو ما يدفع العائلات لتكرار زيارتهم في الأسبوع التالي.