قبرلين - (وكالات): تعرضت صحيفة «هامبورغر مورغن بوست» الألمانية في هامبورغ لهجوم صباح أمس بعبوة حارقة لم يسفر عن ضحايا، بعدما نشرت رسوماً كاريكاتيرية للنبي الكريم أخذتها عن صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة، في أول عملية من نوعها منذ الهجوم على الأخيرة.
واستهدفت العبوة الحارقة الصحيفة، لكن شرطة هامبورغ رفضت في بادئ الأمر ربط الهجوم بما جرى في باريس. ووقع الهجوم في حين كان وزراء داخلية أوروبيون مجتمعين في باريس ويرتقب أن يعلنوا تشديد الإجراءات الأمنية، فيما كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحديداً في هامبورغ للمشاركة في اجتماع عقده الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزبها المحافظ، بهدف تحضير الانتخابات التشريعية الإقليمية في 15 فبراير المقبل، حيث تعد المدينة الساحلية الكبيرة شمال ألمانيا تعد من المقاطعات الألمانية الفيدرالية الـ16.
وشددت في خطابها خصوصاً على ضرورة تبادل المعلومات الأمنية بين الدول الأعضاء في فضاء شنغن.
وحتى قبل اعتداءات باريس ومنذ الخريف، لم يتوقف تنامي حركة مناهضة للإسلام في ألمانيا.
وتمكنت حركة «بيغيدا -تجمع وطنيين أوروبيين ضد أسلمة الغرب» من حشد نحو 18 ألف مناصر في معقلها في دريسدن شرق البلاد وتنوي استغلال الكارثة التي ارتكبت بحق مجلة شارلي ايبدو لتعزيز صفوفها.
غير أن مناهضي «بيغيدا» مازالت أعدادهم كبيرة في البلاد. وتظاهر في دريسدن 35 ألفاً دفاعاً عن مجتمع منفتح ومتسامح.
وفي هامبورغ، أعلنت الناطقة باسم الشرطة كارينا سادوفسكي أن «حجارة ثم عبوة حارقة ألقيت عبر نافذة» للمجلة ما أدى إلى بداية حريق. وأوضحت أن «النيران ألحقت أضراراً في قاعتين لكن تم إخماد الحريق بسرعة».
وأوقف شخصان أثار تصرفهما الشبهات في الحي وكانا مازالا قيد الاستجواب.
وقالت سادوفسكي إن «الدافع ليس واضحاً، وليس هناك تبن ولا مزيد من المؤشرات».
وكتبت الصحيفة على موقعها على الإنترنت أن «دخاناً كثيفاً مازال في الجو والشرطة تبحث عن أدلة». وأضافت «هل أن الهجوم بشحنة حارقة على موبو ياتي بسبب الرسوم الكاريكاتيرية لشارلي ايبدو؟».
وظهر في إحدى الصور رجال الإطفاء وهم يعملون في باحة داخلية من المبنى، وكتبت أن العبوة ألقيت في الطابق السفلي تحت الأرض.
وظهر في صورة أخرى التقطت في قاعة المحفوظات عدد من النسخ المحروقة للصحيفة. وبحسب موبو، فإنه لم يكن هناك أي شخص في المبنى في تلك الساعة.
وأفادت معلومات صحافية بأن «موبو» تعاقدت مع حراس لتعزيز أمنها.
وقد احتلت الحركات المتشددة الواجهة في هامبورغ في 2001 عندما تبين أن 3 من خاطفي طائرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة بمن فيهم زعيمهم محمد عطا، كانوا يقيمون في المدينة الألمانية التي تعد 2.4 مليون نسمة.
واعتبرت صحيفة «بيلد ام تسونتاغ» الألمانية استناداً إلى مصدر مجهول في وكالة الأمن القومي الأمريكية، أن الكارثة التي وقعت في مقر شارلي ايبدو قد تكون بداية هجمات في أوروبا ينفذها متطرفون.
ورصدت وكالة الأمن القومي الأمريكية مكالمات هاتفية أعلن فيها قياديون في تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» هجمات جديدة، وفقاً للصحيفة.
وأعلن القضاء اعتقال ألماني يشتبه في أنه التحق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وأوضحت النيابة العامة الفيدرالية الألمانية في بيان أن الرجل لا علاقة له بالاعتداءات التي نفذت في باريس.