يعتبر هرم ماسلو للحاجات من أقوى النظريات في معرفة الحاجات النفسية وتأثيرها على البنية النفسية ولمن لايعرف هرم ماسلو هو عبارة عن سلسلة من الاحتياجات الإنسانية مرتبة من الأهم فالمهم حيث تشكل قاعدة الهرم الحاجات الفسيولوجية كالغذاء والتنفس والماء وغيرها من أولويات الحياة الضرورية تليها حاجات الإنسان للأمان ثم الحاجة الاجتماعية فالحاجة للتقدير والاحترام وتشكل قمة الهرم تحقيق الذات والحرية التي لا تأتي عادة إلا بعد إشباع ما سبقها وعدم إشباع أي من هذه الحاجات عادة ما يؤدي إلى حدوث توتر ومشكلات نفسية واجتماعية للفرد.انجر الكثير من الشباب العرب لدعوات المحرضين طمحوا للوصول لأعلى قمة الهرم، اعتقاداً بأن قفزتهم هذه ستحقق كل سلسلة احتياجاتهم، رددوا كل شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد، وتغافلوا عن دروس التاريخ المتكررة التي سأستعرض بعضها:• لم تقم حرب في البشرية إلا ووراءها شعار الإصلاح.• حرب الخوارج سلمية تريد الإصلاح، يرون أن حكم عمر ليس كحكم عثمان -رضي الله عنهما-، وانتهت بمقتل الخليفة عثمان وعلي -كرم الله وجهه-.• المتواضعون في الفكر يتحججون بالثورات الأجنبية. الثورة الفرنسية جاءت بديكتاتور مثل نابليون بونابرت، وتسببت بدمار وإزعاج فرنسا وخرابها.• إذا أردت أن تبين الحقائق لك الحق، إذا أردت أن تقوم بتوعية من حولك لك الحق، وإذا أردت أن تقوم بإصلاح وتغيير فليس لك الحق إلا بعد أن تسأل وتستشير كل فرد من أفراد شعبك.• عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، تم اختياره بعد أن قام الصحابي عبدالرحمن بن عوف باستشارة وسؤال كل فردٍ من أهل المدينة، والذين أجمعوا على اختياره كخليفة لبلاد المسلمين.• رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- جاء بثورة ٍ داخلية، ثورة الانتصار على النفس، لم يأت بثورة خارجية (ثورة شوارع). • انتبه إلى دعوات الإصلاح.. الإسرائيليون يريدون الإصلاح، الماسونيون يريدون الإصلاح.• من حق أي إنسان أن يطلب التغيير، لكن ليس من حقك أن تغيرني أنا دون إذن مني.• تعلم من التاريخ تذكر الربيع العربي الأول، في عام 1952، أسقطنا الملك فاروق وجئنا بربيع جديد، واستمرينا في ذلك. في عام 1954 تم إسقاط الرئيس محمد نجيب وجئنا بجمال عبدالناصر. واستمر الربيع العربي الأول في باقي الدول العربية حتى انتهت في ليبيا بإسقاط الملك إدريس من قبل معمر القذافي في عام 1969، ببساطة نحن ندور في حلقة مفرغة والكثير من شعارات الإصلاح أدت إلى فساد مثل شعارات الأمريكيين بالإصلاح في فيتنام.أن تطور نفسك هو أن تبحث عن مصادر دخل أخرى، أن تخطط لمستقبلك، وأن تسعى لفهم رسالتك في الحياة، كل هذا يعني بأنك في قمة الهرم، وهذه نعمة كبيرة فقدها السوري والليبي واليمني وغيرهم ورجعوا إلى قاع الهرم يبحثون عن حاجاتهم الضرورية للحياة من مأكل وملبس، لم يفهموا دروس التاريخ وبأنهم فقط مجرد وقود لثورات خائبة وبأنهم هم من سيتحمل النتائج المأساوية.أخيراً تأمل الثمن الباهظ لانهيار بنية المجتمع في بلدان الخريف العربي، في عام 2013 في تقرير للبنك الدولي يقول إن كلفة أعمال العنف في 7 دول عربية خلال 3 سنوات تبلغ نحو 168 مليار دولار، لكن 10 أضعاف ذلك المبلغ لن تكفي لترميم الانهيار الذي قوض ما تم بناؤه على مدى قرون وربما آلاف السنين في كيان المجتمعات العربية. نورة عبدالله اليافعي
970x90
970x90