أكدت رئيس مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن المركز مازال يراهن على الثقافة جمالاً، عبر إعادة الحياة لأماكن تحمل بصمات من تاريخ البحرين الثقافي والفكري والفنيّ، داعية لأن «نحب الأماكن القديمة التي تحمل عبق التاريخ كي تتحوّل جمالاً ويعود إليها سكانها الأصليون».
وتقدمت الشيخة مي، بالشكر الجزيل لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لإيمان جلالته بالثقافة، ودعمه الكبير للمركز، ولما قدمه جلالته للثقافة في البحرين، من أسس لبنيتها التحتية وحفظ دور الريادة لمؤسستها الثقافية، وهذا ما يشهده مسرح البحرين على سبيل المثال الذي أنشئ برعاية كريمة من جلالته. وتوجهت الشيخة مي بالشكر لجميع الداعمين للمركز «الذين آمنوا بأهمية رسالة الثقافة في القطاع الخاص غير الربحي»، وذلك بمناسبة احتفال المركز أمس بذكرى تأسيسه الثالثة عشرة في قاعة المركز في المحرّق. بدوره توجه الشاعر حسن كمال، باسم مجلس الأمناء، بالشكر لأصدقاء المركز على أمانتهم ومشاركته في تحقيق الأحلام التي حوّلت المكان إلى مركز إشعاع للفن والأدب والثقافة على مستوى العالم العربي، إذ تصافح بنهجه وبرؤيته مع أكثر من 400 أكاديمي ومفكر وفنان وشاعر، منذ أن تأسس في 12 يناير 2002 باعتباره مؤسسة أهلية غير ربحية، وحاز على حضور عربي وعالمي في شتى المجالات الثقافية والعلمية، وازدان مكانة وتألقاً، فبات كمنارة حضارية رائدة تستدعي تكاثر الإبداعات والمهتمين بأفكارهم ونظرياتهم وفلسفة الفنون، ناهيك عن الحفلات الموسيقية والغنائية ومعارض الفن وورشات عمل للأطفال. وقرأ كمال رسالة نورة الشيراوي، عن ذكرياتها في الحي العريق ومجلس الشيخ إبراهيم الذي عرف بسمعته المرموقة، واستضافته أهل الفكر والعلم والسياسة لتداول حكايات الأدب والمجتمع والسياسة في ذلك الوقت. أما صديقة المركز الناشطة الحقوقية الكاتبة المغربية جميلة حسون، فأعربت عن سعادتها بمشاركة المركز بهذه الذكرى التي تعيد للذاكرة بدايات المركز حيث «رأته حلماً وشهدت سنة بعد سنة على تجسيده عبر بيوت للثقافة والتعايش وتلاقي الحضارات والحوار والسلام...»، متمنية «الاستمراريّة والتقدّم لهذا المشروع الذي يعد فريداً في عالمنا العربي». من جهته، قال الإعلامي أحمد الزين إن «كل مكان لا يؤنث لا يعوّل عليه... فالأرض أنثى، واللغة من الألف إلى الياء أنثى، وحتى الذكر فيها يؤنث في صيغة الجمع... واللغة كما الأرض ولودة ويقال أجمل ولادات اللغة الشعر، وقديم الشعر بيوت... وأجمل بيت في الشعر كتبته الشيخة مي... لم ترمم بيتاً عتيقاً بل كتبته بين الشعر وبيت نسكنه، نوافذه تطل على دروب الأمل... أضاءت الشيخة ناحية من البيت العربي المعتم الكبير... فحينما يصبح الجمال عالياً ويسمو الحب إلى مرتبة العشق، يصبح مخيفاً لمن لا يحب ورحمة لقلب مشتاق».