لم تفوت رئيس مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة فرصة مشاركة البحرين في مؤتمر «إحياء العالم العربي» بباريس، حيث قصت حكاية المركز الذي انطلق منذ 13 سنة من المحرّق وتطوّر حتى تخطّى 20 مقراً وبيتاً استقبل أكثر من 400 أكاديمي ومفكّر وفنان وشاعر منذ تأسيسه في يناير عام 2012. وأثناء مداخلتها في جلسة «لا حدود للإبداع» خلال اليوم الثاني من المؤتمر، أكدت الشيخة مي «دور المؤسسة الأهلية غير الربحية في لقاء الثقافات والحضارات التي من خلال لقائها يتجسّد التعايش والاحترام والقيم التي تسمو إليها مجتمعاتنا».
وحول مكان القطاع الخاص على الخارطة العربية الثقافية، قالت رئيس مجلس أمناء الشيخ إبراهيم إنّه «يداً بيد مع القطاع العام، يرتقي بالمجتمعات من خلال مدّ الجسور الثقافية والانفتاح على الآخر المختلف، حيث تعمّ قيم السلام والمحبة».
وأضــافت أن «الثقافــــة هي أجمـل فضاءات الحريّة التي لا حدود للإبداع فيها وأنها الرهان الحقيقي على الجمال كقيمة إنسانية تنهض بالشعوب وتحقق الأوطان التي نحلم». وشددت الشيخة مي على أن «للإبداع جذوراً مترسّخة في داخلنا عبر الحضارات والتراث الإنساني، وما تفعله الأحداث الثقافية هو استمراريّة للهوية الثقافية التي نملك، وصناعة لحضارة اليوم التي ستكون هي بكل تأكيد تراث الغد، وهذا ما يجسّده مركز الشيخ إبراهيم الذي اتخذ من مدينة المحرّق القديمة انطلاقة لمشروع أوسع وصل إلى العاصمة البحرينية المنامة وإلى قرى المملكة كما كان سفيراً للثقافة في العديد من محافلها حول العالم». وكان معهد العالم العربي في باريس نظم، برعاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، المؤتمر الدولي الأول يومي 15 و16 يناير الحالي تحت عنوان «إحياء العالم العربي» استضاف خلاله مفكرين وشخصيات فاعلة من مختلف الدول العربية، بهدف إظهار الصورة الإيجابية والعمل الدؤوب والفعّال لأشخاص عرب يسهمون في الارتقاء بالمجتمعات العربية بمختلف المجــــالات.
وتضمن المؤتمر العديد من ورش العمل على يومين متتاليين جمع ندوات وجلسات تفكير توقّفت عند أهم المشاريع في الدول العربية والمتعلّقة بالمحاور التالية: الفن والثقافة، التربية، أصوات النساء، الطاقة، المبادرات الفردية والتخطيط الحضري.
أعرب وزير الثقافة الفرنسـي السابق ورئيس معهد العالم العربي جاك لانغ عن سعادته للمشاركة الفاعلة للدول العربية، مؤكداً حضور شخصيات وممثلين جاؤوا من 21 دولة عربية
وأكد لانغ «روح الانفتاح والتسامح الذي يعكسه هذا المؤتمر الدولي وعلى «أصوات أشخاص فاعلين في مجتمعاتهم العربية وآملين بمستقبل يخيّم عليه السلام».
وشارك في المؤتمر، إضافة للرئيس هولاند الذي افتتح المؤتمر ووزير خارجيته آلان جوبيه، عدد من الشخصيات العالمية والعربية بينها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الإمارات، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، كما شارك من البحرين كل من الرئيس التنفيذي لشركة «باينبريدج للاستثمارات في الشرق الأوسط» طلال الزين، ونائب المدير العام بمجموعة بنك البحرين للتنمية الشيخ هشام بن محمد آل خليفة.