بينت دراسة اسكتلندية حديثة أن التقليل من عدد السجائر التي يدخنها الفرد لا تخفض خطر الموت بسبب أمراض ناجمة عن التدخين.
نُشرت هذه الدراسة في الدورية الأميركية للوبائيات، وتم فيها متابعة المدخنين بأعمار تتراوح بين 40 و65 سنة منذ بداية السبعينيات والذين فاق عددهم 5200 شخصاً.
وقام الباحثون بتحديد درجة التدخين لديهم ومتابعتهم بعد عدة سنوات لمعرفة التغيرات في عادة التدخين لديهم، سواء كانوا قد توقفوا نهائياً عن التدخين أو أنقصوا عدد السجائر فقط أو أنهم استمروا بالتدخين كما قبل أو زادوا الكمية، وتمت متابعتهم فيما بعد حتى 2010 لمعرفة معدل الوفاة بينهم.
بالنتيجة لوحظ أن معدل الوفاة لدى الأفراد الذين توقفوا عن التدخين كان أخفض بشكل ملحوظ من الذين استمروا بالتدخين، أما الذين أنقصوا من عدد السجائر، فلم يلاحظ اختلاف يُذكر في معدل الوفيات بينهم وبين من استمروا بالتدخين، وهذه النتائج تتوافق مع دراسات سابقة في النرويج والدنمارك.
يؤكد الباحثون أن التوقف عن التدخين نهائيا له التأثير الأهم على صحة الأفراد والحماية من الوفاة المبكرة بسبب أمراض ناجمة عنه، أما التقليل من عدد السجائر فلا يُعد مفيداً في هذا المجال، ولكن يمكن اعتباره خطوة جيدة في بداية الطريق للتوقف النهائي عن التدخين بشكل تدريجي.
يُذكر أن التدخين عامل خطر في الكثير من الأمراض القلبية والوعائية كنقص التروية واحتشاء العضلة القلبية "الذبحة الصدرية" والحوادث الوعائية الدماغية "السكتة الدماغية"، بالإضافة لكونه عامل خطر لكثير من السرطانات وأهمها سرطان الرئة والحنجرة.
ويُنصح من يود التوقف عنه بمراجعة عيادات "التوقف عن التدخين" وذلك لنصحهم حول طرق التعويض عن مادة النيكوتين التي يزودها دخان السجائر، والتي يُحرم منها المدخن عند الإقلاع التدخين، مما يؤدي لأعراض سحب هذه المادة، ويُعد النيكوتين مادة مدمنة وهي التي تلعب الدور الأساسي في التعلق بالتدخين.