توقيف 15 شخصاً كانوا يستعدون للاعتداء على الشرطة في بلجيكا
اعتقال 12 شخصاً في باريس على خلفية هجمات الأسبوع الماضي
ألمانيا: مداهمات واعتقال شخصين في الأوساط المتشددة
النمسا تعتقل حدثاً للمرة الثانية للاشتباه بتورطه في تهم إرهابية
بلجيكا تلوح باللجوء إلى الجيش لتعزيز الأمن
احتجاز رهينتين لفترة وجيزة قرب باريس

عواصم - (وكالات): أعلنت السلطات في بلجيكا وفرنسا وألمانيا والنمسا حالة التأهب حيث نفذت عمليات أمنية أهمها اعتقال 15 شخصاً يشتبه بانتمائهم لخلية تم تفكيكها في بلجيكا وكانت على وشك مهاجمة الشرطة، كما جرت اعتقالات في الأوساط المتشددة في برلين ومنطقة باريس على علاقة بهجمات شارلي إيبدو.
وفي باريس، حيث استقبل الرئيس الفرنسي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، دعا فرنسوا هولاند إلى رد «جماعي» و«حازم» في مواجهة «الإرهاب الذي نحاربه».
وأكد هولاند مجدداً أن «المسلمين ليسوا هم الضحية الوحيدة للإرهاب لكنهم الضحية الأولى»، مشدداً على تمسك فرنسا «بحرية التعبير ولن تفاوض عليها أبداً».
وشهد التحقيق في الهجمات التي أوقعت 17 قتيلاً الأسبوع الماضي في باريس تطوراً جديداً مع توقيف 12 شخصاً في منطقة العاصمة للاشتباه بأنهم قدموا «دعماً لوجستياً» لمنفذي الاعتداءات وخصوصاً بالأسلحة والسيارات.
وقال رئيس الوزراء مانويل فالس إن هذه الحملة تظهر «تـصميم الدولة التي تعمل بلا هوادة لوضع يدها على كل الذين يمكن أن يكونوا شركاء في هذه الاعتداءات الوحشية». وكانت بلجيكا في حال تأهب غداة عملية للشرطة «لتفكيك خلية إرهابية وشبكتها اللوجستية» في فرفييه شرق البلاد قتل خلالها اثنان من المشتبه بهم. وأعلنت النيابة العامة أن هذه الخلية كانت «على وشك قتل عناصر من الشرطة على الطريق العام وفي مراكز الشرطة». وأسفرت العملية عن توقيف 13 شخصاً.
وأوضح المسؤول في النيابة تييري فيرتس خلال مؤتمر صحافي أن بروكسل ستطالب بتسليم بلجيكيين أوقفا في فرنسا في إطار هذا التحقيق. وقال مصدر في الشرطة الفرنسية إنهما أوقفا في شامبيري وسط شرق فرنسا بناء على معلومات من السلطات البلجيكية.
وداهمت الشرطة الخلية «الإرهابية» في فرفييه، شرق بلجيكا، حيث قتل اثنان من المشتبه بهم بعد أن ردوا بإطلاق النار على الشرطة، واعتقل ثالث. وقال فيرتس إنهم «كانوا يستعدون للانتقال إلى الفعل، خلال بضعة أيام كحد أقصى». وأضاف أنه كانت بحوزة هذه المجموعة 4 بنادق كلاشنيكوف ومسدسات وذخيرة وبدلات للشرطة وهواتف محمولة ووسائل اتصالات ووثائق مزورة ومبالغ كبيرة من المال. وقال مسؤول آخر في النيابة هو إريك فان در سيبت إن المجموعة وبعض أعضائها «قاتلوا في سوريا»، كانت تخطط «لهجمات في كل بلجيكا». ويقول خبراء إن أكثر من 3 آلاف أوروبي غادروا للقتال في سوريا عاد 30% منهم إلى اوروبا. وقال فان در سيبت إن العملية «أتاحت توجيه ضربة كبيرة للإرهاب في بلجيكا».
ورفع مستوى الخطر الإرهابي الذي وصف بأنه «خطير» في جميع أنحاء بلجيكا خلال الليل درجة إلى المستوى الثالث ضمن مقياس من 4 درجات. وأعلنت المفوضية الأوروبية كذلك تعزيز الأمن حول مقارها.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن بلجيكا على استعداد لاستدعاء الجيش لتعزيز أمنها، ما يمكن أن يشكل سابقة منذ موجة الاعتداءات التي شنتها خلايا شيوعية مقاتلة في الثمانينات.
وصرح ميشال في مؤتمر صحافي إثر جلسة لمجلس الوزراء أقرت 12 إجراء لتحسين مكافحة الإرهاب، أن «الجيش سيكون مستعداً لتعزيز مستوى الأمن في البلاد».
وبين الإجراءات الأخرى المعلن عنها إنشاء عنابر خاصة في سجنين، أحدهما في منطقة الفلاندر والآخر في الجانب الفرنكوفوني، بهدف «عزل» المعتقلين المتشددين ومنعهم من التأثير على باقي السجناء.
وأعلن أنه سيتم «توسيع» الحالات التي تتيح سحب الجنسية البلجيكية للذين يحملون جنسيتين. من جهة أخرى «يتوقع سحب جوازات السفر وبطاقات الهوية مؤقتاً عندما يكون الشخص خطراً على النظام العام والأمن»، بحسب الحكومة. و«الأشخاص المتورطون في تمويل الإرهاب» سيتم «تجميد» أرصدتهم في بلجيكا، بينما سيتم وضع هيكلية لمتابعة «المقاتلين الأجانب» الذين يقيمون في بلجيكا. وفي بروكسل تم التثبت من الهوية وتفتيش الداخلين إلى مراكز الشرطة وشددت المراقبة على قصر العدل. وأعطيت تعليمات للشرطة بحمل السلاح في الخارج وارتداء سترات واقية من الرصاص والخروج في دوريات مشتركة. وعطلت الدروس في المدارس اليهودية الكبرى في العاصمة وفي انفير وفي مدرسة في أمستردام في هولندا. وبدا سكان فرفييه التي تعتبر مرتعاً للمتطرفين حيث ينتشر الفقر والبطالة، في «حالة صدمة» وفق ايفا رويز التي تعمل في مدرسة قريبة من موقع عملية الشرطة. وفي بروكسل بدا الناس أكثر اطمئناناً. وقال ايمانويل «نشعر بالاطمئنان إزاء فعالية قوات الأمن الذين أحبطوا الهجمات. نحن ممتنون لهم».
وقالت النيابة إن «السلطات كانت تعد لهذه العملية منذ أسابيع، أي منذ ما قبل هجوم باريس. وقال فان در سيبت إن «المداهمات لا تشكل جزءاً من عملية واسعة على المستوى الأوروبي».
وقال وزير خارجية بلجيكا ديدييه ريندرز إنه «لا توجد علاقة بين هجمات باريس والاعتداءات المخطط لها في بلجيكا» ولا «بين الشبكتين» ولو أنه جرى تبادل معلومات بين الشرطتين البلجيكية والفرنسية.
وأضاف الوزير أنه «ما زال يترتب الآن إقناع العديد من الشركاء بوجوب تحسين عملية تبادل المعلومات هذه» في وقت تدعو بلجيكا مع دول أخرى في مقدمتها فرنسا إلى تكثيف التعبئة ضد الإرهاب على المستوى الأوروبي. وأضاف «الهدف هو استباق الاعتداءات ومنع وقوعها».
وكانت بلجيكا أول بلد أوروبي يدق ناقوس الخطر مطلع 2013 حول التهديد الذي يمثله الجهاديون الأوروبيون العائدون من سوريا والعراق. ولم يتم إدراك الخطر حقاً إلا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وبعد أن تبين أن قتلة القائد أحمد شاه مسعود المقاتل ضد طالبان في أفغانستان كانوا يحملون جوازات سفر بلجيكية وتلقوا مساعدة لوجستية في بلجيكا.
وفي برلين جرت 10 مداهمات «في الأوساط المتشددة». وتم اعتقال تركيين أحدهما يشتبه بأنه يقود «مجموعة من المتطرفين» كانت تخطط لارتكاب «عمل عنيف وخطير في سوريا» والثاني كان يهتم بمالية المجموعة.
ولا تزال المشاعر مشحونة في فرنسا حيث تم تشييع ضحيتين آخرين من فريق تحرير شارلي ايبدو هما مديرها شارب والرسام اونوريه.
وفي النمسا، قال متحدث باسم الشرطة إن السلطات اعتقلت فتى في الرابعة عشرة من عمره للمرة الثانية للاشتباه في انتمائه إلى منظمة إرهابية والتخطيط للسفر إلى سوريا والبحث لمعرفة كيفية صناعة العبوات الناسفة.
وذكرت وزارة الداخلية أن نحو 170 شخصاً غادروا النمسا للقتال في صفوف الجهاديين في الشرق الأوسط وأن بعضهم قتل. من جهة أخرى، أعلنت مصادر في الشرطة الفرنسية أن مسلحاً كان يحتجز رهينتين في مركز بريد كولومب، قرب باريس، اعتقل وتم الإفراج عن رهينتيه سالمين. وأضاف أحد المصادر «لم يحصل هجوم، الرجل المسلح استسلم بنفسه».
وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن بينها وحدات النخبة، في المكان. والمسلح معروف من الشرطة لارتكابه جنحاً عامة، واستبعد المحققون سريعاً فرضية وجود أي رابط بين هذا الحادث والاعتداءات التي شنها جهاديون ضد مقر أسبوعية «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس وضد متجر أغذية يهودي ما أوقع 17 قتيلاً الأسبوع الماضي في العاصمة الفرنسية.