عواصم - (وكالات): بدأ العسكريون ينتشرون في المواقع الحساسة في بلجيكا لتحل مكان قوات الشرطة خاصة في انفير في الشمال حيث تعيش مجموعة كبيرة من اليهود، فيما أكدت وسائل الإعلام أن السلطات بدأت في ملاحقة عبد الحميد اباعود العقل المدبر للخلية التي ضبطت الخميس الماضي قبيل انتقالها إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، بينما جدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الدفاع عن حرية التعبير.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال في بيان بأن «اللجنة الوزارية المصغرة قررت نشر 300 جندي بصورة تدريجية، وسيتم نشر هؤلاء الجنود في بروكسل وانفير. كما يمكن نشرهم في فرفييه شرق البلاد ومواقع أخرى». وأكدت وسائل الإعلام أن العقل المدبر للخلية التي ضبطت الخميس الماضي في بلجيكا قبيل انتقالها إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، هو جهادي بلجيكي ذهب إلى سوريا وأصدر أمراً بشن العملية من اليونان أو من تركيا. وذكرت صحيفة «درنيير اور» أن «محققينا يبحثون عن زعيم الخلية الجهادية» عبد الحميد اباعود بمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي اي».
وتظهر صورته في عدد من أشرطة الفيديو الدعائية للدولة الإسلامية على الإنترنت. وفي أحد هذه الأشرطة، يبدو وهو يقود سيارة تسحب 4 جثث مثلت بها المجموعة المتطرفة. وانتشرت الصيف الماضي في بلجيكا، صور لشقيقه الصغير «13 عاماً» الذي انضم إليه في سوريا يحمل فيها كلاشنيكوف ويرتدي حزاماً ناسفاً.
وأعلنت الحكومة البلجيكية أنها ستنشر الجيش في بعض المواقع بعد عملية فرفييه التي قتل خلالها جهاديان كانا يعدان لهجوم على الشرطة، وفق النيابة. ويمتد الإجراء المعلن مع نحو 10 قرارات بهدف ضرب الجهاديين ومنعهم من التوجه للقتال في سوريا والعراق، لفترة شهر قابلة للتجديد طالما بقي مستوى الإنذار عند الدرجة 3 قبل الأخيرة، والمعتمد منذ مساء الخميس الماضي. من جهته دافع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن حرية التعبير معتبراً أنها من قيم فرنسا وذلك غداة تظاهرات غاضبة في عدد من البلدان احتجاجاً على نشر آخر عدد من مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة رسماً جديداً للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وشدد هولاند على أن «فرنسا لديها مبادئ وقيم وهذه القيم هي خصوصاً حرية التعبير، لقد ساندنا تلك البلدان في الحرب ضد الإرهاب». ورداً على أسئلة صحافيين حول إحراق العلم الفرنسي خلال تظاهرات في عدة بلدان خاصة أفريقيا قال هولاند «لم ننته بعد من تلك الممارسات، ويجب معاقبتها لأنها غير مقبولة عندما تقع في فرنسا أو في الخارج». وقال هولاند «أفكر خصوصاً في تلك البلدان التي لا يمكنها أحياناً أن تفهم حرية التعبير لأنها محرومة منها وكذلك تلك البلدان التي ساندناها في مكافحة الإرهاب وبالتالي أريد أن أعبر لهم دائماً عن تضامني، لكن في الوقت نفسه، فرنسا لديها مبادئ وقيم وخصوصاً حرية التعبير».
ورفض القضاء الفرنسي بناء على طلب الشرطة الترخيص لتظاهرة تدعو إلى «وضع الإسلاميين خارج فرنسا» باعتبارها تستند إلى «منطق إسلاموفوبي»، بحسب قرار القضاء.
وشهد العالم الإسلامي تظاهرات احتجاجاً على نشر شارلي إيبدو رسوماً مسيئة.
وكان آلاف الأشخاص تظاهروا بعد صلاة الجمعة وشهدت الاحتجاجات أعمال عنف في النيجر وباكستان.
وفي نيامي، تجمع ألف شاب قرب الجامع الكبير للمشاركة في احتجاج على نشر الرسوم وحاولت الشرطة تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع. وأحرقت 7 كنائس أمس بيد متظاهرين. وبحسب تقارير، فإن الكنائس السبع، وغالبيتها كنائس إنجيلية ويقع بعضها في فيلات صغيرة، تعرضت للحرق في الضفة اليسرى من نيامي.
وكانت زيندر، ثاني مدن النيجر، شهدت أعمال شغب قتل خلالها 8 أشخاص وأصيب العشرات خلال تظاهرات مناهضة للصحيفة الفرنسية. وأحرق المركز الثقافي الفرنسي النيجري وتعرضت 3 كنائس للتخريب في المدينة القريبة من شمال نيجيريا أمس الأول. وفي كراتشي جنوب باكستان والعاصمة الاقتصادية التي تضم 20 مليون نسمة، بدأت الصدامات عندما حاول المحتجون الاقتراب من القنصلية الفرنسية.
كما شهدت اليمن وموريتانيا ومالي والسنغال والجزائر والقدس المحتلة والكويت ومناطق أخرى في العالم الإسلامي تظاهرات وذلك بعد 5 أيام من «المسيرة الجمهورية» التي شهدتها العاصمة الفرنسية تنديداً بالإرهاب. وفي دكار ونواكشوط أحرق العلم الفرنسي. وتظاهر أمس عشرات الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في صنعاء احتجاجاً على رسوم «شارلي إيبدو».
كما كتب مجهولون شعارات معادية لفرنسا على جدران المركز الثقافي الفرنسي في غزة.
من جهة أخرى، قالت الشرطة إنها ألقت القبض على فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً في مطار بلندن للاشتباه بأنها كانت تعد لأعمال إرهابية وبانتمائها إلى تنظيم محظور.