عواصم - (وكالات): بعد أسبوع على التعبئة الضخمة في فرنسا رداً على اعتداءات باريس، دفن المنفذ الثاني لهجوم «شارلي إيبدو» شريف كواشي، في حين تتواصل التحقيقات في باريس وبلجيكا إثر المداهمات في أوساط الجهاديين، حيث قررت فرنسا تمديد توقيف 9 أشخاص على خلفية اعتداءات باريس، فيما قال وزير العدل البلجيكي كوين غينس إن عبد الحميد اباعود العقل المدبر المفترض للخلية المتطرفة التي تم تفكيكها في بلجيكا لايزال فاراً، معترفاً في الوقت نفسه بأن التوقيفات في اليونان لا تستهدف «الشخص المناسب».
وفي النيجر، هدأت الأوضاع غداة أيام عصيبة شهدت غضباً للمسلمين من الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما تراجعت التظاهرات التي أسفرت عن سقوط 10 قتلى خلال يومين بينهم 5 أمس الأول في أعمال عنف طالت 10 كنائس. وأسفرت تظاهرة للمعارضة عن وقوع حوادث لا علاقة لها بأعمال العنف التي سجلت أمس الأول.
وكشقيقه البكر دفن شريف كواشي «32 عاماً» أحد منفذي الهجوم على «شارلي إيبدو» قرب باريس. وقال رئيس بلدية جينفيلييه إن قبر شريف كواشي، على غرار قبر شقيقه، أبقي مجهولاً حتى لا يتحول مزاراً. ودفن الجثمان ليل أمس الأول مؤكداً أن «أحداً لم يحضر» التشييع ولا حتى أرملته التي رفضت الحضور. وصرح رئيس البلدية باتريك لوكلير «لم يكن هناك أي خيار قانوني آخر سوى السماح بدفن شريف كواشي». لكنه طالب بإبقاء قبره مجهولاً ورفض أن يدفن شقيقه سعيد كواشي «34 عاماً» في بلدته ودفن الجمعة الماضي في رانس حيث كان يقيم. أما الجهادي الثالث أحمدي كوليبالي المسؤول عن قتل شرطية وعملية احتجاز رهائن أوقعت 4 قتلى في متجر يهودي في 9 يناير الجاري فقال أفراد من أسرته إنهم لم يتخذوا بعد قراراً.
ومددت حتى مساء أمس الأول فترة اعتقال 9 أشخاص يشتبه بارتباطهم بكوليبالي وتقديم دعم لوجستي له خصوصاً الأسلحة والسيارات. وبين هؤلاء امرأة.
واعتقل 12 شخصاً في منطقة باريس ثم أفرج عن 3 نساء.
والمتطرفون الفرنسيون الثلاثة الذين قتلوا في 9 يناير الجاري معروفون بالانتماء إلى التيار المتشدد.
وفي بلجيكا لايزال القضاء يواصل تحقيقاته بعد تفكيك خلية جهادية في فيرفييه قرب لييج كانت تخطط لشن هجمات على قوات الأمن. ونفى القضاء وجود أي علاقة لهذه الخلية بالاعتقالات التي تمت أمس الأول في أثينا.
واعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب اليونانية 4 أشخاص وأرسلت بصماتهم وحمضهم النووي إلى السلطات البلجيكية للتحقق مما إذا كان بينهم عبد الحميد اباعود الذي تعتبره وسائل الإعلام البلجيكية العقل المدبر لهذه الخلية. وقال المتحدث باسم النيابة الفيدرالية البلجيكية اريك فان دير سيبت «يبدو أن لا علاقة بين هؤلاء الأشخاص والتحقيق». وكان اباعود «27 عاماً» البلجيكي المغربي الأصل قاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا وفقاً للإعلام البلجيكي. وقد يكون اتصل من اليونان بأحد الشقيقين كواشي اللذين قتلا في هجوم الشرطة على مخبأهما مساء الجمعة الماضي.
وكانت عملية أمنية واسعة أدت إلى اعتقال 13 شخصاً في عدة مناطق بلجيكية، وجهت مساء الجمعة الماضي إلى 5 منهم تهمة «الانتماء إلى مجموعة إرهابية». واعتقل مشتبهان بهما فاران في جبال الألب الفرنسية.
وفي إيطاليا، طردت السلطات منذ ديسمبر الماضي 9 أجانب يشتبه في أنهم جهاديون ولديها لائحة بمائة شخص آخرين يعتبرون مقربين من المتطرفين كما أعلن وزير الداخلية انجيلينو الفانو.
وفي ألمانيا، اضطرت حركة «بيغيدا» المعادية للإسلام في ألمانيا إلى إلغاء تظاهرتها الأسبوعية التي تنظم عادة في دريسدن شرق البلاد، بسبب مخاطر وقوع اعتداء وذلك في إطار من التوتر حول تهديدات متطرفين في أوروبا.
وأعلنت الشرطة الألمانية حظر أية تظاهرة عامة في هذه المدينة اليوم بسبب وجود «خطر إرهابي ملموس».
ومنذ وقوع الاعتداءات في فرنسا ضد أسبوعية «شارلي إيبدو» ومتجر يهودي في باريس التي أسفرت عن 17 قتيلاً، أصبحت ألمانيا مثل دول أخرى تتخوف من وقوع اعتداءات جديدة. وبحسب صحيفة «دي فيلت» فإن أجهزة الاستخبارات الألمانية وضعت تحت المراقبة 100 مجموعة متشددة يضم كل منها ما بين 10 و 80 عضواً منذ السنة الماضية. وتقدر برلين بأكثر من 600 عدد الألمان المشاركين في ما يعرف بالجهاد بحسب أسبوعية «دير شبيغل». وقد شهدت معظم المدن الباكستانية الكبرى عدداً من الاحتجاجات ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة هتف خلالها الآلاف بشعارات ضد نشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي النيجر، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة صغيرة من متظاهرين من المعارضة تجمعوا في نيامي رغم الحظر من قبل السلطات غداة أعمال عنف في تظاهرة ضد شارلي إيبدو أوقعت 5 قتلى.
وعمد المتظاهرون إلى إحراق 10 كنائس ومحال تجارية تعود لمسيحيين.