ودعت القاهرة أمس «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة التي غيبها الموت السبت عن عمر يناهز 83 عاماً، بعد حياة فنية طويلة عاصرت فيها عقوداً من تطور السينما المصرية.
وأقيمت مراسم تشييع الممثلة الأكثر شهرة في تاريخ السينما المصرية بعد ساعات قليلة من وفاتها في مسجد الحصري بضاحية 6 أكتوبر جنوب غرب القاهرة ثم نقل جثمانها إلى مدافن اسرتها في المنطقة نفسها.
وتوفيت فاتن حمامة أمس الأول بحسب ما أفاد نجلها طارق الشريف، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن الممثلة عانت قبل أسابيع من مرض مفاجئ أدى إلى وفاتها.
وطارق الشريف هو ابن فاتن حمامة من الممثل عمر الشريف الذي تزوجته بين العامين 1955 و1974، والذي ظل يصفها بعد ذلك بأنها حب حياته الوحيد. وقد أديا معاً عدداً من أشهر الأفلام المصرية الرومانسية.
وشارك في الجنازة نحو ألفي شخص تقدمتهم وجوه فنية كبيرة من أبرزهم الممثلان المصريان محمود ياسين وحسين فهمي والممثلة المصرية إلهام شاهين.
ومن السياسيين، كان أبرز المشاركين الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى الذي أصدر بياناً نعى فيه إلى «الشعب المصري والشعوب العربية رمزاً من رموز مصر وقوتها الناعمة».
وأضاف «كانت فاتن حمامة سفيرة فوق العادة لمصر، وتراثها وقيمها وللمرأة المصرية، وكانت دائماً تعبر عن أجمل ما فينا، وكانت تنشر الحب والجمال حيثما ذهبت».
كما أصدر رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب بياناً رأى فيه أنه بغياب فاتن حمامة «فقد الفن الراقي أحد أعمدته الأساسية».
وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان نعي للممثلة الراحلة إن «فاتن حمامة سوف تظل رمزاً من رموز الفن المصري والعربي الرفيع على مدار عصوره وقيمة عظيمة ساهمت في تشكيل الارتقاء بالوعي العربي». وتابع أن «اسمها سوف يقترن بتاريخ مصر الرائد في النهوض بالفنون بالوطن العربي».
ونعت رئاسة الجمهورية المصرية الفنانة الراحلة «رمز الفن المصري الأصيل والالتزام بآدابه وأخلاقه».
وتعتبر فاتن حمامة من قبل الكثيرين علامة بارزة في السينما العربية حيث عاصرت عقوداً من تطور السينما في مصر وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور المرأة العربية من خلال أعمالها الفنية منذ بدأت مسيرتها في السينما في العام 1940.
واشتهرت فاتن حمامة خصوصاً بأدوارها بين خمسينات وسبعينات القرن الماضي. وقد تم اختيار 18 من أفلامها ضمن أفضل ما أنتجته السينما المصرية.