أبوظبي - (وكالات): دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس إلى تجديد الخطاب الديني لمحاربة الإرهاب متسائلاً ما إذا كانت الأحداث التي يشهدها العالم العربي هي «تغيير أو تدمير». وقال السيسي في كلمة في افتتاح القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي أن «تفاقم الإرهاب يتطلب تحركاً واعياً من المجتمع الدولي». وأضاف أن «المواجهة لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي والثقافية بما تتضمنه من تجديد للخطاب الديني وتنقيته من أي أفكار مغلوطة قد تغري البعض باتخاذ العنف وسيلة للتعبير عن الآراء أو فرض التوجهات».وشدد السيسي على أن أمن الخليج يمثل «خطاً أحمر» بالنسبة لمصر، مؤكداً دعم «جهود الإمارات الحفاظ على أمنها القومي». ودعا إلى استمرار هذه الجهود و»تكثيفها للتصدي لكل المحاولات التي تستهدف النيل من أمن دول الخليج». ويشير السيسي بذلك على الأرجح إلى ضبط ومحاكمة العشرات من تيار الإخوان المسلمين والحكم عليهم بالسجن بتهمة التآمر على نظام الحكم وجهودها عموماً ضد التطرف ومشاركتها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». ودعا السيسي المواطنين العرب في «رسالة» قال إنه يوجهها للجميع، إلى أن «يأخذوا بالهم من بلدهم». وقال «نحن ندمر أنفسنا، نحن نخرب بيوتنا، نحن من يقوم بذلك».وأشار إلى أن أعلى نسبة للاجئين في العالم موجودة لدينا وأكبر مساعدات للاجئين في العالم تدفع عندنا». وتساءل «هل هذا تغيير أو تدمير؟» في إشارة إلى المنحى الدموي التي اتخذتها الانتفاضات العربية خاصة في سوريا. وانطلقت في أبوظبي القمة الدولية لطاقة المستقبل التي تلقي الضوء على أحدث التقنيات والمبادرات في مجال الطاقة المتجددة، وذلك في ظل مخاوف من إمكانية تأثير انخفاض أسعار النفط على نمو الطاقة النظيفة. وافتتحت القمة بحضور الرئيس المصري ونائب رئيس الإمارات، ورئيس الحكومة، وحاكم دبي، سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. والقمة هي الحدث الأساسي في أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي افتتح السبت الماضي بالاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» التي تتخذ من العاصمة الإماراتية مقراً لها. وقال وزير الدولة الإماراتي ورئيس شركة مصدر التي تقود جهود إمارة أبوظبي في مجال الطاقة المتجددة سلطان الجابر «شهدنا انخفاضاً مفاجئاً في أسعار النفط يراه الكثيرون غير اعتيادي، حتى من قبل قطاع اعتاد على التعايش مع التذبذبات القصيرة المدى للأسعار».وأضاف في كلمته الافتتاحية إن «هذا التوجه دفع البعض إلى الاعتقاد بأن أسعار النفط المنخفضة ستؤدي إلى تراجع في الطاقات المتجددة». إلا أنه شدد على أن «وضع قطاع الطاقة المتصل ببعضه تجاوز المرحلة التي تؤثر فيها أسعار النفط على مصير الطاقة النظيفة».واعتبر أن ذلك سببه «ارتقاء الطاقة المتجددة من خيار بديل باهظ الثمن إلى تكنولوجيا تنافسية».