عواصم - (وكالات): تلقى «حزب الله» الشيعي اللبناني وحليفه الإيراني ضربة قوية بمقتل 6 عناصر من الحزب بينهم قياديون، وضابط في الحرس الثوري الإيراني، في غارة إسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة، وسط تساؤلات عن إمكانية حصول رد من الحزب الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد، فيما اعترفت طهران بمقتل الضابط في الحرس الثوري الجنرال محمد علي الله دادي في الغارة، إلا أن مصدراً قريباً من «حزب الله» كشف مقتل 6 عسكريين إيرانيين، في الغارة على منطقة القنيطرة جنوب سوريا وتسببت كذلك بمقتل 6 عناصر من الحزب.
وتعد الغارة من أكبر الضربات الإسرائيلية التي تستهدف «حزب الله» وحليفه الإيراني، الداعمين الأساسيين للنظام السوري، منذ بدء النزاع في سوريا منتصف مارس 2011. وأثارت تساؤلات حول احتمالات أن يقوم الحزب برد عليها، ولو أن المحللين لا يتوقعون أن ينجر الطرفان إلى حرب.
وأكدت طهران مقتل الضابط في الحرس الثوري الجنرال محمد علي الله دادي، بينما كان برفقة «عدد من مقاتلي وقوات المقاومة»، إلا أن مصدراً قريباً من حزب الله كان كشف مقتل 6 عسكريين إيرانيين، بينهم القيادي، في الغارة، من دون أي تأكيد رسمي على مستوى الحزب أو القيادة الإيرانية.
كما أوضح المكتب الإعلامي في «حزب الله» في رسالة موجهة إلى فرانس برس أن «السياسة الإعلامية الثابتة المتبعة من حزب الله تقوم على عدم استخدام صيغة المصادر»، مشيراً إلى أن ما نشر حول مقتل الإيرانيين الستة «لا علاقة له بحزب الله».
ونعى الحزب 6 من عناصره بينهم القيادي محمد أحمد عيسى، وجهاد مغنية، نجل قائد العمليات العسكرية السابق في الحزب عماد مغنية الذي قتل في تفجير في دمشق في عام 2008، واتهم الحزب به إسرائيل.
وأشار إلى أن هؤلاء كانوا يقومون «بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية» الواقعة على مقربة من الخط الفاصل بين الجزءين السوري والمحتل من إسرائيل في هضبة الجولان، عندما تعرضوا «لقصف صاروخي من مروحيات العدو الصهيوني».
وأوضح مصدر ميداني سوري أن عناصر «حزب الله» والعسكريين الإيرانيين الذين قتلوا «كانوا ضمن موكب من 3 سيارات» عندما تم استهدافهم.
وقال مصدر أمني إسرائيلي أن الغارة نفذت بواسطة مروحية على «إرهابيين» كانوا يعدون لهجمات على القسم المحتل من الهضبة. وتحت عنوان «ما بعد الاعتداء ليس كما قبله، معادلة شهداء القنيطرة: أكبر من رد وأقل من حرب»، كتبت صحيفة «السفير» اللبنانية المؤيدة لحزب الله ان ما حصل يشكل «مواجهة مباشرة غير مسبوقة على الارض السورية، بين المقاومة وما تأثله والعدو الإسرائيلي وما يمثله»، مضيفة «السؤال البديهي المطروح الآن هو كيف سترد المقاومة وأين ومتى؟».
وتحدثت «الأخبار» من جهتها عن «مغامرة» و«حماقة لا يمكن وصفها بالخطوة الجريئة». وقالت إن هناك في إسرائيل «من اتخذ القرار الخطأ باختبار المقاومة».
وأضافت «خرقت إسرائيل كل الخطوط الحمراء التي تم إرساؤها خلال العامين الأخيرين، لاختبار مدى جدية محور المقاومة بالرد على الاعتداءات الصهيونية في سوريا ولبنان». وتابعت أن «دم القنيطرة يقرب المقاومة من الجليل».
وكانت «الأخبار» تشير إلى التصريح الذي أدلى به قبل أيام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وقال فيه إن الغارات الإسرائيلية على أهداف عدة في سوريا خلال السنوات الأخيرة، هي «استهداف لمحور المقاومة» والرد عليها «أمر مفتوح» و«قد يحصل في أي وقت».
كما أشار إلى أن حزبه على جهوزية دائمة للدخول «إلى الجليل وما بعد الجليل» شمال الأراضي المحتلة إذا طلبت منه القيادة ذلك.
ونفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية عدة على مواقع في سوريا لم تعترف بها كلها إسرائيل، وكان آخرها في ديسمبر الماضي قرب دمشق، مستهدفاً خصوصاً أسلحة موجهة إلى الحزب.
وساد التوتر المنطقة الجنوبية الحدودية مع الأراضي المحتلة بعد الغارة خشية حصول تطورات على الأرض. وأفادت تقارير بتسيير دوريات للجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية على طول الحدود.
إلا أن خبراء رأوا أنه سيكون من الصعب على «حزب الله» المجازفة في خوض حرب مع إسرائيل في وقت يخوض حرباً على جبهات عدة في سوريا ضد فصائل المعارضة السورية، وبينها تنظيمات متشددة.
وكتبت صحيفة «السفير» نقلاً عن أوساط قريبة من حزب الله أن «الحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك وهو سيأخذ الوقت الذي يراه مناسبا لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم»، لكن الرد «حتمي».