سيدني – مازن أنور:
يعد ملف التسويق أحد أهم الملفات التي يوليها رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة أهمية كبرى للارتقاء بأنشطة الاتحاد الآسيوي منذ أن تولى دفة القيادة والرئاسة للاتحاد، وقد أشار الشيخ سلمان بن إبراهيم في مقابلة تلفزيونية مطولة مع قناة الدوري والكأس تم بثها قبل انطلاق بطولة آسيا الحالية على وجود حدث وصفه بـــ»الحدث الأكبر» الذي سيشهده الاتحاد الآسيوي في شأن التسويق وتحديداً في عام 2017. «الوطن الرياضي» وخلال تواجدها في مدينة سيدني الأسترالية التقت بيير كاخيا في الرئيس التنفيذي لشركة وورلد سبورت قروب (wsg) وهي الشركة الراعية لجميع أنشطة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ عام 1996 وحتى 2020، حيث إن علاقة هذه الشركة مع الاتحاد الآسيوي ستصل إلى ما يقارب 20 عاماً، هذا اللقاء المطول تم خلاله الكشف عن العديد من الأمور المتعلقة بالنشاط التسويقي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وكذلك النشاط التسويقي في بطولة كأس آسيا الحالية.
بيير كاخيا وحول تصريح الرئيس الشيخ سلمان بن إبراهيم بشأن الحدث الأكبر في 2017 قال للوطن الرياضي «أتوقع أن ما يشير إليه الشيخ سلمان بن إبراهيم يتعلق بالكشف عن العقد التسويقي الجديد الذي سيعقب عام 2020، لا يوجد جديد على صعيد الملف التسويقي الحالي والممتد حتى 2020، نحن كشركة نعمل من أجل تجديد العقد مع الاتحاد الآسيوي وهنالك مؤشرات إيجابية لاستمرار العلاقة بين الطرفين فيما بعد 2020».
وأضاف كاخيا متحدثاً عن الشيخ سلمان بن إبراهيم «نعم الشيخ سلمان مهتم جداً بزيادة العوائد المالية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يتمتع كرئيس بصفة لا توجد لدى بقية الرؤساء، فهو شخص مستمع وحكيم جداً وقراراته دائماً ما تكون في صالح وخدمة الكرة الآسيوية، حتى خطواته التي اتخذها في الفترة الأخيرة ستساهم في تنشيط الأمور التسويقية في السنوات القادمة».
الوطن الرياضي طلبت من بيير كاخيا أهم الخطوات التي اتخذها الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في الفترة الأخيرة وستساعد على الارتقاء بالملف التسويقي فأشار إلى أن رفع عدد المنتخبات في بطولة كأس آسيا القادمة من 16 إلى 24 دولة أحد أهم القرارات التي ستساهم في العملية التسويقية، والسبب كون قارة آسيا قارة واسعة جداً بوجود 47 دولة، وبطولة كأس آسيا هي البطولة الأكبر وعادةً ما يكون تواجد دول الوسط قليلاً بالمشاركة فيها، على الرغم من أن دول الوسط يشكل سكانها ما يقارب 50% من سكان القارة بوجود 2 مليار نسمة، وبالتالي فإن فسح المجال لمشاركة منتخبات الوسط في بطولة كأس آسيا سيفتح مجالات جذب رعاة من الهند على سبيل المثال. وتابع بيير كاخيا «حتى قرار فصل الشرق عن الغرب في بطولة دوري أبطال آسيا قرار موفق وإيجابي، حيث حولت البطولة إلى 3 بطولات تقريباً، في الأدوار التمهيدية في الشرق منافسة وفي الغرب كذلك، وأخيراً في المباراة النهائية بنظام الذهاب والإياب، ولعل الحضور الجماهيري في النهائي الأخير بين ويسترن سيدني الأسترالي والهلال السعودي تأكيد على ذلك.
واعتبر بيير كاخيا بأنه ومن الخطوات الإيجابية في عهد الشيخ سلمان رفع عدد المنتخبات المتأهلة إلى التصفيات النهائية عن قارة آسيا لكأس العالم القادمة من 10 إلى 12 وهو أمر إيجابي، حيث سيمنح النهائيات دولة غائبة عن الحدث من فترة طويلة.
وكشف كاخيا حصة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من الرعاية الحالية وهي حد أدنى 600 مليون دولار أمريكي على طول مدة العقد من 2012 إلى 2020 وقد ترتفع لتصل إلى 700 مليون في حين أن الرقم الفعلي هو 950 مليون دولار أمريكي ويسحب منها 250 مليون دولار كمصاريف خدمات تستفيد منها الشركة (WSG) في البطولات المختلفة.
كأس آسيا الحالية
وكشف بيير كاخيا عدداً من الأرقام الحصرية المتعلقة ببطولة كأس آسيا الحالية لـ»الوطن الرياضي» وأضح بأن اللجنة المنظمة العليا للبطولة باعت تذاكر بقيمة 7 ملايين دولار أسترالي (ما يقارب مليونين ومائة وسبعين ألف دينار بحريني) قبل انطلاق البطولة، وأن العدد المتوقع لمبيعات التذاكر للبطولة سيصل إلى بيع 500 ألف تذكرة لجميع المباريات من الدور الأول وحتى المباراة النهائية، معتبراً بأن هذه الأرقام تؤكد نجاح البطولة، وفي الوقت ذاته أكد وجود سعادة كبيرة من قبل اللجنة المنظمة بهذا النجاح، نافياً وبشكل قطعي اتجاه اللجنة المنظمة لتخفيض تذاكر بعض مباريات البطولة من أجل ضمان الحضور الجماهيري. وفيما يخص إقامة البطولة على خمس مناطق مختلفة وتأثير ذلك على الأمور الدعائية والتسويقية والجماهيرية والعوائد المالية على اللجنة المنظمة قال بيير كاخيا بأن هذا الأمر لم يؤثر على البطولة بل على العكس كان الحضور الجماهيري متميزاً في جميع الملاعب، حتى خلال المباريات التي لم يكن المنتخب الأسترالي طرفاً فيها.
وأشار إلى أن عدد الشركات الراعية لبطولة كأس آسيا الحالية عددها 13 شركة راعية من اليابان وقطر والإمارات وأوروبا وأمريكا، بالإضافة إلى مساهمين يصل عددهم إلى 4 وهم يقدمون خدمات، موضحاً بأن هؤلاء الرعاة والمساهمين ليسوا رعاة للبطولة فقط وإنما رعاة البرنامج الدعائي للاتحاد الآسيوي من 2013 وحتى 2016، كما نفى انضمام شركات أسترالية كرعاة لهذا الحدث الآسيوي الحالي، وأكد بأن البرنامج الرعائي للاتحاد الآسيوي حالياً لا يضم أي شركات أسترالية.
وأوضح كاخيا بأن الرعاة الحاليين للبطولة قاموا بأنشطة مختلفة من أجل دعم البطولة، فعلى سبيل المثال تبنت شركة طيران الإمارات إقامة فعاليات مصاحبة لنشر لعبة كرة القدم بين الأطفال، فيما قامت شركة سامسونغ بشراء أكثر من 250 تذكرة في مناطق مميزة للجمهور الكوري الجنوبي في إحدى المباريات.
وحول مدخول اللجنة المنظمة وأستراليا من هذه البطولة قال بيير كاخيا «هذا يعتمد على بيع تذاكر المباريات وقدوم السياح للبطولة، في حين أن المدخول الإضافي لأستراليا يتمثل في التغطية الإعلامية المميزة للحدث والتي أزهرت أستراليا لكل دول القارة الآسيوية تقريباً».
أستراليا والتسويق
وفيما يخص موضوع انضمام الشركات الأسترالية للبرنامج الرعائي للشركة وبالتالي دعم الاتحاد الآسيوي كون أستراليا إحدى الدول العملاقة في القارة، قال كاخيا «كرة القدم في أستراليا ليست اللعبة الشعبية الأولى ولكن هي الخامسة، على الرغم من أنها تحظى بحضور جماهيري هو الأكبر، ما يعني أن الاهتمام التلفزيوني في أستراليا أقل لكرة القدم، وعدم وجود الشركات الأسترالية في البرنامج الرعائي للاتحاد الآسيوي سببه عدم وجود منتجات أسترالية تصدر للعالم بأكمله أو للدول العربية على وجه الخصوص، على عكس الحديث عن شركة تويوتا اليابانية أو طيران الإمارات وشركة قطر للبترول، ونحن نتطلع أن يكون للشركات الأسترالية حضور بعد كأس آسيا والنجاح اللافت حتى اللحظة، وإذا ما فازت أستراليا بكأس آسيا فإن مدخول النقل التلفزيوني سيكون أعلى خصوصاً بأن فريقاً أسترالياً فاز بدوري أبطال آسيا كذلك وقد يحفز هذا الأمر الشركات الأسترالية للمساهمة»، وتابع كاخيا «ما شاهدناه في أستراليا بأن الشعب هو من سعى لإنجاح البطولة بالحضور للملاعب، وليست الحكومة أو الدولة كما يحدث في الدول العربية».
جديد WSG
وكشف بيير كاخيا جديد الشركة في ملف البرنامج الرعائي للسنوات الأربع الأخيرة من العقد المبرم مع الاتحاد الآسيوي والذي سيمتد من 2017 وحتى 2020، مبيناً بأن التكنولوجيا ستكون على رأس الأمور المستحدثة، وأضاف بأن استمرارية الشركات الحالية أمر متوقع في البرنامج الرعائي للاتحاد الآسيوي لما حصلوا عليه من مردود إعلامي جيد في الفترة الماضية، موضحاً بأن المبلغ المتحصل من الشركات الراعية في السنوات الأربع الحالية (2013 – 2016) كان 9 ملايين دولار أمريكي عن كل شركة و3 ملايين دولار أمريكي عن المساهمين، وأن هذه المبالغ ستزداد في البرنامج الجديد (2016 – 2020) بنسبة 50% ليصبح المبلغ المتحصل من الرعاة 15 مليون دولار أمريكي ومن المساهمين قرابة 4 ملايين ونصف دولار أمريكي.
وفيما يخص النقل التلفزيوني فقد أوضح كاخيا بأن النقل التلفزيوني بيعت حقوقه بــ500 ألف دولار على قناة الأوربت عام 1992 في حين أن قيمة النقل التلفزيوني حالياً 150 مليون دولار أمريكي من قناة بي ان سبورت مقابل 225 مليون دولار أمريكي لليابانيين، ما يعني بأن الشرق الأوسط «دول غرب آسيا» تشكل 40 من القوة الاقتصادية لمدخول الاتحاد الآسيوي، مشيراً بأن الشركات اليابانية والقطرية والإماراتية هي الأقوى في البرنامج الرعائي الحالي، فيما الصعوبة تكمن في الشركات السعودية التي تم السعي خلفها في أكثر من مرة ولم تفضل القبول بالتسويق على المستوى الخارجي على حساب المحلي.
كأس آسيا 2019
وحول بطولة كأس آسيا 2019 فأن كاخيا امتدح رفع عدد المنتخبات إلى 24 منتخباً مؤكداً بأن هذه الخطوة ستساهم في إنعاش ملف التسويق في البرنامج المقبل، أما فيما يخص إقامة البطولة في الإمارات أو إيران وهما الدولتان المرشحتان للاستضافة فأن بيير كاخيا أكد بأن إقامة البطولة في الإمارات ستكون أفضل من حيث البيئة التسويقية الملائمة مقارنةً بإيران، معتبراً بأن الإجراءات الخاصة بدخول المعدات تكون أسهل للإمارات مقارنةً بإيران، كما أن الإمارات تحظى بتنوع في جنسيات المقيمين وبالتالي قد يثري هذا الأمر البطولة من الناحية الجماهيرية ولكنه فضل التريث لانتظار قرار الاتحاد الآسيوي في مارس المقبل.