كتب حسن الستري:
شدد مجلس النواب على أن السلام العالمي وقيم التسامح والتعايش تستوجب محاربة كل أشكال الإرهاب والإستفزاز والتعدي على الثوابت الدينية والحقوق الإنسانية والمعتقدات، دون إزدواجية في الممارسات، أو استغلال فاضح لمبادئ حرية الرأي والتعبير.
وأعرب المجلس، في بيان له أمس، عن إدانته الشديدة ورفضه البالغ الإساءة المشينة الصادرة عن صحيفة «شارلي ايبدو» الفرنسية بنشر وإعادة نشر الرسوم المسيئة والمتطاولة على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، مؤكداً أن هذا التصرف المرفوض لا علاقة له بحرية التعبير عن الرأي، وإنما يمثل استفزازاً للمسلمين، وعلى ثوابتهم ورموزهم الدينية.
وأكد البيان أن هذا الخيال المريض، والعبث الكريه، يعكس الممارسات المنفلتة لنشر الحقد والكراهية ومحاربة السلام والتسامح والتعايش، وخروجاً سافراً من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية، وعملاً خارجاً عن مبادئ احترام الأديان وجميع تعاليم الشرائع السماوية والقيم الأخلاقية والإنسانية.
وطالب بمواقف واضحة وصريحة ضد هذه الإساءة من الحكومة الفرنسية والمنظمات الدولية، وبضرورة قيام المجتمع الدولي بسن قوانين تجرم الإساءة للأنبياء والرسل، عليهم السلام، وتعاقب عليها، واتخاذ إجراءات عملية سريعة في هذا المجال، كما ويدعو المجلس الدول العربية والإسلامية للتصدي بحزم لمثل هذه التصرفات المثيرة للفتن واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الرسومات المسيئة ومحاسبة القائمين عليها.
وأكد مجلس النواب، في بيانه، أن هذه التصرفات المسيئة والإمعان فيها لن تنال من نبي الرحمة والإنسانية، ولا من مكانته السامية ومحبته الكبيرة في نفوس المسلمين، وسيبقى الإسلام عزيزاً قوياً شامخاً. كما أن هذه التجاوزات المتكررة لها أساليبها وطرقها ووسائلها المشروعة والحضارية في الرد عليها والتصدي لها، وأن أي عمل خارج عن القانون يعد أمراً مرفوضاً، لا يمثل الدين الإسلامي الحنيف ولا تعاليم وهدي الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم.
واعتبر مجلس النواب، في جلسته أمس، أن هذا النشر ممارسة مرفوضة تتسبب في استفزاز مشاعر المسلمين وتؤدي لخلق الكراهية والضغينة وردود فعل غير حضارية هي محل إدانة وحرمة في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة السمحاء.
وأكد ضرورة مخاطبة البرلمان والإعلام الفرنسي، والتواصل مع الوفود البرلمانية في المحافل الدولية، حول رفض المسلمين لتلك الممارسة التي لا تخدم العلاقات بين فرنسا ودول العالم الإسلامي، مع مطالبة المجتمع الدولي لإصدار تشريعات دولية تجرم الإساءة للأديان والأنبياء والرسل والثوابت الدينية.
وأوضح أن كلمة رئيس المجلس أحمد الملا أمام مؤتمر البرلمان الإسلامي اليوم ستتضمن الموقف النيابي، البحريني الإسلامي. ووجه النواب عدد من المداخلات حول الموضوع، وقال النائب محمد العمادي «مع رفضنا لعمليات القتل، ولكن موضوع الدين الاسلامي والرسول «ص» موضوع في قلب كل مسلم يرفض مس الدين الاسلامي، لا نود أن نكون امنين والرسول يمس بكلمة، يجب ان يصل البيان الى سفارات الدول.
من جانبه، أكد النائب الشيخ د.مجيد العصفور أن الجهة التشريعية مطالب بها القيام بأكثر من ذلك، كالاتصال بالبرلمان في فرنسا، والتأكيد لهم ان هذه الحرية تهدد العلاقة بيننا وبينكم. وفيما رأى النائب الأول علي العرادي ضرورة تقديم رسالة اعتذار للمسلمين، طالب النائب الثاني عبدالحليم مراد باستدعاء السفير الفرنسي وتبليغه استياء شعب البحريني، واتفق معه النائب أنس بو هندي في مطالبة وزارة الخارجية بأن تأخذ دورها في ذلك.