أكد وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي أهمية تعزيز الشراكة المجتمعية لحماية المدارس من التعدي ونشر الوعي بتحييدها عن الصراعات السياسية والطائفية وتسليط الضوء على حالات التخريب والاعتداء خصوصاً بعد التطور الخطير الذي حصل مع بداية العام الحالي، عندما عمد المخربون إلى خطوات جديدة غير مسبوقة مثل قفل أبواب المدارس بالسلاسل والأقفال، وغلق الطرق المؤدية إليها، ومنع الطلبة والمعلمين من الوصول إلى مدارسهم بالقوة والتهديد.
وأشار د.ماجد النعيمي، في حوار مع صحيفة «الرأي» الكويتية نشرته أمس، إلى أن أمن المدرسة شرط أساسي لبيئة تعليمية سليمة ومثمرة وآمنة، ولذلك فإن الاعتداءات على المدارس تولد جواً من التوتر والقلق والخوف وانعدام الثقة وتعرقل المسيرة التعليمية وتخفض من مستوى أداء الطلبة، في مرحلة قمنا فيها بتعميم برنامج تحسين أداء المدارس.
وأضاف «شهدت مدارسنا منذ الأحداث المؤسفة التي عاشتها البحرين بدءاً من فبراير 2011 وحتى اليوم تصاعداً غير معقول وغير معتاد في استهداف المدارس الحكومية والخاصة، حيث بلغ اليوم عدد هذه الاعتداءات أكثر من 200 اعتداء، والمؤسف أن مثل هذا العدوان على المؤسسات التعليمية الآمنة التي وفرتها الدولة في جميع المدن والقرى البحرينية وأولتها كل العناية والرعاية لتكون الخدمة التعليمية مجانية وإلزامية وفقاً للدستور، من المؤسف أنه لا يواجه حتى بالتنديد والاستنكار من قبل بعض الأطراف التي تمتنع حتى عن الدعوة للكف عن التعدي على المؤسسات التعليمية».
وأكد وزير التربية والتعليم أن الحوار ضرورة وحتمية بين الأخوة الأشقاء في المملكة حتى لو اختلفوا في الرأي، وأنه لا بديل أمامهم إلا الحوار، وما من سبيل أمام الجميع إلا بناء التوافق الوطني مثلما كانت البحرين دائماً في مختلف محطاتها السياسية، لتستعيد البحرين استقرارها ويتفرغ مواطنوها لمواصلة مسيرة التنمية في ظل القيادة الحكيمة التي بنت مجد هذا الوطن وأمنت استقراره ونموه. قال النعيمي إن الحوار الجاري حالياً والذي انتهت الجولة الأولى منه مؤخراً يمثل جميع مكونات المجتمع السياسي، مشيراً إلى أنه ليست العبرة بالعدد طالما أن التوافق في اتخاذ القرار هو الأساس، فالسلطة التنفيذية موجودة والسلطة التشريعية ممثلة بشكل جيد والجمعيات السياسية ممثلة في الحوار بشكل منصف وممتاز. وفي سياق ما شهدته المملكة منذ أحداث مؤسفة بدءا من فبراير 2011 وحتى اليوم قال النعيمي إن هناك تصاعداً غير معقول وغير معتاد في استهداف المدارس الحكومية والخاصة، حيث بلغ عدد الاعتداءات أكثر من 200 اعتداء، وأن مثل هذا العدوان على المؤسسات التعليمية، لا يواجه حتى بالتنديد والاستنكار من قبل بعض الأطراف التي تمتنع حتى عن الدعوة عن الكف عن التعدي على المؤسسات التعليمية. وعن الوضع التعليمي في المملكة أكد الوزير أن المملكة سجلت العديد من الإنجازات التعليمية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي وحصدت العديد من الجوائز التي تشير إلى أنها تجاوزت موضوع توفير التعليم للجميع، والتعليم الجامع الذي يشمل مختلف الفئات، ودخلت مرحلة التطوير بالتركيز على الجوانب النوعية بل الإصرار على إحداث التغيير في الممارسات التربوية داخل المدارس وفي الوزارة، وان المسألة لها علاقة بتربية الأجيال وتحولات المجتمع، والذي لا يتطور يجمد ولا يتقدم.
وتحدث الوزير عن إنجازات التعليم وخاصة العالي الذي رأى فيه أن جامعة الخليج العربي تمثل قصة نجاح حقيقية ورمز من رموز وحدة البحرين. وكشف الوزير النعيمي عن أن هناك ممارسات خاطئة وقعت فيها جامعة دلمون، ومنها شبهات تزوير في درجات الطلبة، مما أدى بالنيابة إلى تحويل اثنين من المسؤولين في هذه الجامعة إلى المحكمة الجنائية الكبرى بتهمة التزوير، مبيناً أن الجامعة لم تزود الوزارة بكشوفات درجات الطلبة الأصلية، وعمدت إلى إخفائها، مؤكداً أن مجلس التعليم العالي بصدد حل مشكلة هؤلاء الطلبة، وفقاً للوائح والأنظمة المعمول بها، بما يضمن حقوق الطلبة من ناحية، والتزام الجامعة بالشروط والمعايير الضامنة لمصداقية المؤهل العلمي، وبما يحافظ على السمعة الأكاديمية لمملكة البحرين كمركز إقليمي للتعليم العالي من ناحية أخرى.