واشنطن: هادي الرئيس الشرعي لليمن ونتواصل معهالرئاسة اليمنية مستعدة لتقاسم السلطة مع الحوثيين35 قتيلاً و94 جريحاً في معارك الجيش والحوثيين خلال 48 ساعةرئيس الوزراء يغادر مقره بالقصر الجمهوري لجهة آمنة بعد حصارهعواصم - (وكالات): دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي مازال يتمتع بنفوذ كبير ويتهم بإقامة تحالف ضمني مع المسلحين الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على صنعاء، خلفه عبدربه منصور هادي إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة للخروج من الأزمة، بحسب موقع حزبه المؤتمر الشعبي العام.كما أكد الموقع تأييد الحزب لأربعة مطالب أعلنها زعيم الحوثيين في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء وأبرزها تعديل مسودة الدستور. في الوقت ذاته، أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أمس دعمها القوي للرئيس هادي في مواجهة «الانقلاب على الشرعية» من قبل المسلحين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على دار الرئاسة في صنعاء. في غضون ذلك عقد الرئيس هادي اجتماعاً في منزله مع مستشاريه وبينهم ممثل عن الحوثيين الذين سيطروا على دار الرئاسة، وسط تنديدات دولية بالتصعيد الميداني في البلاد، في حين أعلنت السلطات الأمنية جنوب اليمن إغلاق مطار وميناء عدن تضامناً مع هادي وتنديداً بما قالت إنه «هجوم على الشرعية». وفي وقت لاحق، أعرب الرئيس اليمني عن استعداده لتنفيذ بعض المطالب الخاصة بالتعديل الدستوري وتقاسم السلطة مع المتمردين الحوثيين. وقال إن من حق أعضاء جماعة الحوثي أن يعيَنوا في مناصب في جميع مؤسسات الدولة. وأضاف في بيان صدر بعدما تمكن مسلحو الحوثي من هزيمة حرس الرئاسة إن مسودة الدستور التي كانت مصدر خلاف بينه وبين الحوثيين مفتوحة للتعديل. وتابع أن الحوثيين وافقوا على سحب مقاتليهم من المناطق المطلة على قصره وأنهم سيطلقون سراح مساعده الذي يحتجزونه. وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن عبد ربه منصور هادي مايزال الرئيس الشرعي لليمن وإن الولايات المتحدة على اتصال به. وأضافت أن التعاون الأمريكي مع اليمن في مجال مكافحة الإرهاب مستمر.وفي وقت سابق، عقد الرئيس اليمني امس اجتماعا في منزله مع مستشاريه وبينهم ممثل عن الحوثيين. وقال المصدر الرئاسي إن هادي التقى مستشاريه في منزله في شارع الستين غرب صنعاء، وبينهم ممثل الحوثيين صالح الصماد، كما التقى عدداً من شيوخ القبائل.ويبدو هادي بذلك ممارساً لمهامه بالرغم من التواجد المسلح للحوثيين في محيط منزله، وبعد سيطرة هؤلاء على دار الرئاسة، وهو المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية ولكنه ليس مكان إقامة الرئيس. والصماد هو أحد مستشاري صالح بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 21 سبتمبر الماضي بين مختلف القوى اليمنية وذلك في اليوم نفسه الذي سيطر فيه الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء.ومن المتوقع أن يعقد هادي في وقت لاحق لقاء موسعاً مع الأحزاب السياسية، وهو اجتماع قد يتم بحضور المبعوث الأممي جمال بن عمر، إلا أن مصدراً من محيط الأخير لم يؤكد ذلك. واندلعت معارك عنيفة بين الحوثيين وقوات من حراس منزل الرئيس، وفي نفس الوقت سيطر مسلحون حوثيون على دار الرئاسة جنوب العاصمة اليمنية. كما حاصر مسلحون حوثيون القصر الجمهوري الموجود في ميدان التحرير وسط صنعاء، حيث يتواجد رئيس الوزراء خالد بحاح. الا ان الناطق باسم الحكومة راجح بادي أكد أن «بحاح غادر مقره في القصر الجمهوري بعد يومين من الحصار، إلى جهة آمنة» على متن سيارته وبرفقة مرافقه. وكان بحاح دعا في وقت سابق أعضاء الحكومة إلى التواجد في مكاتبهم ومزاولة عملهم بصورة طبيعية.وأكدت مصادر طبية وأمنية أن حصيلة المواجهات مع الحوثيين في صنعاء خلال اليومين الماضيين بلغت 35 قتيلاً و94 جريحاً.إلى ذلك أعلنت السلطات الأمنية في 3 محافظات يمنية جنوبية إغلاق ميناء ومطار عدن، كبرى مدن الجنوب، تضامناً مع الرئيس اليمني . وقال بيان للجنة الأمنية في محافظات عدن ولحج وابين الجنوبية أنه تم اتخاذ قرار بإغلاق المنافذ البحرية والجوية إلى أجل غير مسمى تضامناً مع رئيس الجمهورية معتبرا ان ما حدث في صنعاء هو «اعتداء» على شرعية الرئيس. وشدد الموقعون على البيان على «التمسك بالشرعية الدستورية لهادي».وتوافد المئات من مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني إلى مدينة عدن بغرض حماية المقرات الحكومية. وقال شهود عيان ان مئات المقاتلين من اللجان الشعبية توافدوا من محافظة ابين ولحج وشبوة وبتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة إلى عدن بهدف توزيعهم على المقرات الحيوية. وفي سياق متصل، تسلمت اللجان الشعبية في مدينة عدن معظم المقرات الأمنية والحكومية والحيوية في المدينة. وقال مسؤول في اللجان الشعبية إن «عناصرنا الذين قدموا من محافظتي أبين ولحج بالإضافة إلى الأفراد المتواجدين بعدن تم توزيعهم على مقرات الشرطة في المدينة ومطار وميناء عدن». وأكد عدة مسؤولين في اللجان أن المسلحين لن يحلوا محل القوات الأمنية وإنما سيكونون سنداً لها.في غضون ذلك، كشفت رسالة أرسلها رئيس «حزب المؤتمر الشعبي العام» والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، إلى الرئيس هادي، عن مطالبة صالح للرئيس «بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تخرج البلاد من أزمتها»، ودعوته للرئيس للتحالف مع حزبه «المؤتمر الشعبي العام» الذي «تبناه وأوصله إلى السلطة»، بحسب ما ورد في نص الرسالة، وفقاً لقناة «العربية».وتبنى صالح في الرسالة دور المستشار الناصح الذي يخاطب الرئيس هادي مباشرة، ويرشده إلى كيفية قيادة البلاد في هذه المرحلة.ونشر موقع المؤتمر الشعبي العام، وهو الحزب الحاكم في البلاد، نص الرسالة، وذكر أنها أرسلت إلى الرئيس هادي الجمعة الماضي، أي قبل أيام من هجوم الحوثيين على مقر دار الرئاسة اليمنية ومنزل الرئيس.وفي الرسالة، يخاطب صالح الرئيس هادي بصيغة مباشرة، ويطالبه «بإلغاء التحالفات المشبوهة»، وأهمية التحالف مع «حزبك الذي تبناك وأوصلك إلى هرم السلطة».وذكر صالح في الرسالة أن «الاصطفاف الوطني لا يأتي إلا بعد المصالحة مع المؤتمر الشعبي العام وبقية القوى السياسية»، مطالبا «بتجنب التمييز في التعامل مع القوى السياسية».