كل شيء نقوم به يتأثر بشعورنا حياله، حتى لو لم ندرك مشاعرنا في ذلك الوقت، فأحياناً قد نتوه في الظلمة ونبتعد عن طريق الرحلة بسبب تدليس مشاعرنا السلبية، تماماً كما الظلام هو غياب نور الشمس فإن المشاعر السلبية التي تظهر في داخلنا هي بسبب غياب النور الذي هو في القلب.
أن النور هو من المصدر ولكن الظلام لا يتم إنشاؤه من قبل أي مصدر، بل هو حالة تغييب المصدر، وفي نفس المسار، القوى السلبية لا تظهر كانعكاس للطبيعة الحقيقية للذات، بل هي مجرد أعراض عدم وجود نور يضيء القلب.
إن تراجع قوة الروح تظهر أعراضاً سلبية مثل الغضب، والجشع، والأنا، والتعلق والكراهية والغيرة والرذائل ذات الصلة، ومن ناحية أخرى فالصعوبات والعقبات التي هي على الطريق حقاً لا تنشأ من السلبية بحد ذاتها بل هي مسألة مدى قوة الحب فلا شيء يعرقل طريق من يعرف إلى من هو سائر.
عندما نبحث عن نقطة النور في كل شيء ونبذل جهداً للغوص تحت مشاعرنا، سوف نبدأ برؤية العالم بطريقة مختلفة تؤثر على كل ما نقوم به، فالنية هي التي تغير المشاعر والنية هي التي تغير الأفعال، فلا يكفي أن تكون أنت في النور حتى ترى أين أنت سائر، بل يجب أن يغمر النور ما تنظر إليه عيناك حتى تراه، دع الشمس تشرق من أعماق قلبك وأبعث بضوئها ليخترق غياهب السماء ولتكن شمس قلبك هي نبض الحياة.
علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية