ظل مضمون المئات من أوراق البردي التي تحولت إلى رماد عقب ثورة بركان جبل فيزوف بإيطاليا عام 79 ميلادية -في واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية الأثرية- لغزاً منذئذ... إلا أن الأمر قد يتغير قريباً.
فقد أعلن العلماء الثلاثاء أنهم تمكنوا بالاستعانة بتقنيات متطورة من الأشعة السينية من فك شفرة بعض ما كتب على هذه اللفائف المحترقة التي كانت ترقد ذات يوم بمكتبة في فيلا فخمة في مدينة هركولانيوم العتيقة التي كانت تطل على خليج نابولي.
وهذه المكتبة جزء مما يسمى فيلا البردي التي يعتقد أنها كانت تخص والد زوجة يوليوس قيصر. واكتشفت مكتبات أخرى عتيقة إلا أن فيلا البردي هي الوحيدة التي لاتزال لفائفها موجودة.
وأدت ثورة البركان إلى دفن مدينة هركولانيوم إلى جانب شقيقتها مدينة بومبي. وأسفر انفجار الغازات البركانية الساخنة عن احتراق هذه اللفائف لتصبح في نهاية المطاف كجذوع الأشجار المحترقة.
وتم استخراج نحو 1800 من هذه اللفائف الرقيقة الهشة خلال الخمسينات من القرن الثامن عشر. وتم فك شفرة بعضها ولم يتسن التعرف على مضمون معظمها. وأدت الطرق التي استخدمت على مدار الزمن لبسط هذه اللفائف أو فصل طبقاتها إلى إتلاف الكثير منها.
ويتشابه إلى حد كبير تركيب أوراق البردي المحترقة وحبر الفحم النباتي الأسود المستخدم في كتابتها مما يجعل من الصعوبة بمكان التعرف على الكتابة حتى باستخدام أكثر وسائل المسح الضوئي تطوراً.
إلا أن الباحثين استعانوا بتقنيات تشبه الأشعة المقطعية بالكمبيوتر لفك شفرة الكتابة فيما تظل أوراق البردي ملفوفة على حالها.