دافوس - (رويترز): دافعت منظمة «أوبك» أمس، أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، عن قرارها عدم التدخل لوقف انهيار أسعار النفط متجاهلة تحذيرات من شركات الطاقة الكبرى بأن سياسة «أوبك» ربما تؤدي إلى نقص كبير في الإمدادات مع نضوب الاستثمارات، حيث توقعت شركات عالمية استمرار الأسعار عند مستويات منخفضة لمدة 12-18.
وأصبحت الضغوط على المنتجين جراء هبوط أسعار النفط بنحو النصف، واضحة للعيان حينما وجهت سلطنة عمان وهي غير عضو في «أوبك» انتقاداً مباشراً وعلنياً للمرة الأولى لقرار «أوبك» في نوفمبر عدم خفض الإنتاج للحفاظ على حصتها في السوق.
وهوت أسعار النفط إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل جراء الوفرة الكبيرة في المعروض ويرجع ذلك في معظمه إلى الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة إضافة إلى ضعف الطلب العالمي. وأدى الهبوط السريع في الأسعار إلى زيادة معاناة الدول المنتجة للخام ودفع شركات النفط لتقليص ميزانياتها.
وفي أحاديث أمام المنتدى، حذر رئيسا اثنتين من أكبر شركات النفط العالمية من أن انخفاض الاستثمارات في الإنتاج المستقبلي سيؤدي إلى نقص الإمدادات وارتفاع حاد في الأسعار.
وقال رئيس «إيني» الإيطالية للطاقة كلاوديو دسكالزي: «إذا لم تتحرك أوبك لإعادة الاستقرار لأسعار النفط فربما ترتفع الأسعار إلى 200 دولار للبرميل بعد عدة أعوام».
وقال دسكالزي لتلفزيون رويترز: «ما نريده هو الاستقرار.. «أوبك» بمثابة البنك المركزي للنفط الذي يجب عليه أن يحافظ على استقرار أسعار النفط حتى تنتظم الاستثمارات».
وتوقع دسكالزي أن تستمر الأسعار عند مستويات منخفضة لمدة 12-18 شهراً ثم تبدأ في التعافي تدريجياً مع بدء هبوط الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة، لكن «أوبك» والسعودية أكبر منتج في المنظمة تمسكا بموقفهما.
وقال العام لـ«أوبك» عبدالله البدري الأمين في دافوس إنه لو أن المنظمة كانت قد خفضت الإنتاج لاضطرت إلى الخفض مراراً بعد ذلك لأن الدول غير الأعضاء كانت ستزيد الإنتاج..الجميع يقولون لنا خفضوا الإنتاج. هل ننتج بتكلفة أعلى أم بتكلفة أقل؟ فلننتج النفط الأقل تكلفة أولا ثم بعد ذلك الأعلى تكلفة».
وتابع البدري «الأسعار ستتعافى..شهدت هذا ثلاث أو أربع مرات في حياتي..سياسة الإنتاج التي تنتهجها أوبك ليست موجهة ضد روسيا أو إيران أو الولايات المتحــدة».