كتب - جعفر الديري:
للباحثة البحرينية أمينة الفردان، إسهاماتها المميزة، وجهودها الجديرة بالتقدير في حقل الثقافة البحرينية والتراث الشعبي. صدر لها كتاب «رمزية الألوان عند المرأة الشيعية في البحرين»، ولها قيد النشر «المرأة في قريتي» دراسة اثنوجرافية في قرية بحرينية»، عدا عن عديد من البحوث والدراسات المنشورة في الدوريات المحلية والعربية.
ترى الفردان أنه لدى كل شعوب العالم تأريخ وتراث تعمل على تدوينه بشكل أو بآخر لأنه جزء من بقائها وتاريخها المديد، والشعب البحريني عامة والبحراني خاصة لديه الكثير من ذلك التراث والذي يحتاج إلى توثيق، ومنه الأمثال الشعبية التي تعد تجسيداً ومحاكاةً لحياة الناس على مر الأزمنة والعصور. تلك الأمثال تستدعى عادة لتضاهي تجربة مشابهة تعزيزاً لموقف ما، وتتوارث هذه الأمثال جيلاً بعد جيل.
وتوضح الفردان أن الميزات والمضامين التي تحملها الأمثال الشعبية لدى الناس جعلت تلك الأمثال «متداولة» إلى يومنا هذا وحضورها يتجلى أكثر بين كبار السن، فلا يأتي موقف أو حادثة، إلا وتبرز تلك الأمثال بين الفينة والأخرى على ألسن هؤلاء لتذكرنا بما لديهم من موروث ضخم يحكي بعضاً من تاريخهم المجيد وحياتهم التي قد نجهلها لكننا بالفعل نعيش ونتعايش معها من خلال تلك الكلمات وتلك القبسات التراثية المذهلة.
من هذه الأمثال الشعبية البحرانية «زهرة زري يا غناتي يعطيش رجال غني يا غناتي، يا مدكوني ترى عيني يابلة، يا الخايبه جبوا جبوا صوبي الماي ولا أكدر أشربه، عندي حكاير شحنة فّلمه وحده عميه ووحده مجدمه، ايطلع روحه مثل الشعره من العجينه، الكرم من الله والرزاله من عباده، كلام ممسوح ابدهنه، كلام الليل يمحوه النهار، أبو اطبيع ما يجوز من طبعه، جوع وضرب اجموع، الجنون افنون وكلة العكل مصيبه، جزاة الخير وسواد الوجه، اللي ما اتسوقه مرضعه سوك العصا ما تنفعه، الكل يبوك ويكول من مسلموه، اتعلم التحسونه من رووس الكرعان، أم زر تعيب على أم ودكه يالسوده يالمحتركه، من مدح نفسه يمبي ليه رفسه، تهاوشوا السنانير على نتفة هوامير، الطول طول النخله والعكل عكل الصخله، حلات الثوب ركعته منه وفيه، روح بعيد وتعال سالم، كلمن يشيله حظه، صلاتك اشتر ابها رويد وبكل، جيبوا الهامور بشوفه من السفط ما بان سلاه، من طول الغيبات جاب الغنايم، ويش عرف لحمار ابأكل لكنار، عندك يا حمار تنفج الراز، لا تكثر الدوس عن خلك يملونك لا انت ولدهم ولا انت طفل يربونك، ولد بطني يفهم رطني، ما تحرك النار إلا ارجول واطيها».
وتجد الفردان بخصوص اللغة المحكية في هذه الأمثال، أن «اللهجة العامية» لعموم البحارنة هي السائدة فيها بالإضافة إلى بعض الكلمات العربية « القليلة نسبياً». ومن جهة أخرى فإن هذه اللهجة العفوية «لدى البحارنة» لا تخلو أيضاً من التمازج والتداخل مع بعض اللهجات الدخيلة حتى وإن لم تكن واضحة بشكل كبير في هذه العينة من الأمثال. أما عن هوية البحارنة «الدينية» فقد برزت بشكل واضح في بعض الأمثال المتداولة لديهم.
ثانياً تجد أن هذه الأمثال في حقيقتها تلامس واقع الحياة اليومية لهؤلاء الناس «أي البحارنة» وبيئتهم الريفية ببساطتها المعهودة «وأنها نتاج تجربة إنسانية» عاشها أجدادنا في الأزمنة القديمة إلى أن وصلت إلى الأجيال اللاحقة.