عواصم - (وكالات): عقد الائتلاف ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الذي يضم 21 دولة، اجتماعاً في لندن بحث خلاله بصورة خاصة خطر تمويل الجهاديين الاجانب الذي بات يطرح بشكل ملح بعد الاعتداءات الأخيرة في فرنسا. وترأس وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند الاجتماع الذي يعقد في لانكاستر هاوس بمشاركة وزراء خارجية 20 دولة بما فيها دول عربية وتركيا.
وعقد الائتلاف أول اجتماع له على هذا المستوى في ديسمبر الماضي في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل.
وتناولت المناقشات الحملة العسكرية ضد التنظيم الجهادي ومصادر تمويله وخطوط إمداده الاستراتيجية والمساعدات الإنسانية التي يتوجب تقديمها في المنطقة. وأعلن كيري في وقت سابق أن «علينا إحراز تقدم على كل الجبهات، العسكرية وأيضاً القضائية ولجهة تقاسم المعلومات الاستخباراتية».
وعلق مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن «17 دولة عززت تشريعاتها للتحرك ضد الذين يرغبون بالانضمام إلى المعارك في سوريا أو العراق، نعتقد أن هذا أمر جيد وسيتسنى لنا تبادل وجهات النظر حول هذا الموضع والمقارنة بين مختلف الإجراءات والبحث في كيفية التنسيق بشكل أفضل بينها».
وكتب هاموند في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» «أن الفظائع التي ارتكبت مؤخراً في فرنسا وأستراليا ونيجيريا وباكستان، بالإضافة إلى الابتزاز المقزز الذي يمارسه تنظيم «الدولة الإسلامية» حول الرهينتين اليابانيين إنما تزيد من تصميمنا على التغلب على هذا التهديد». وفي وقت سابق، نبه وزير الخارجية البريطاني إلى أن التحالف الدولي قد يحتاج إلى نحو عامين لطرد «داعش» فيما ستظل القوات العراقية لشهور غير قادرة على شن عمليات قتالية ملائمة.
وأضاف لقناة «سكاي نيوز» «لن يتم هذا في غضون 3 أشهر أو 6 أشهر، طرد الدولة الإسلامية من العراق سيتطلب عاماً أو عامين لكننا نقوم بما يجب علينا أن نقوم به لتغيير مسار الحرب». وفي شأن متصل، تواجه الحكومة اليابانية ضغوطاً كبرى قبل 24 ساعة على انقضاء المهلة التي حددها لها تنظيم «الدولة الإسلامية»، مهدداً بإعدام رهينتين يابانيين يحتجزهما في حال عدم دفع فدية قدرها 200 مليون دولار. ومنذ الثلاثاء الماضي يلجأ رئيس الوزراء شينزو ابي ووزير الخارجية فوميو كيشيدا إلى كل القنوات الدبلوماسية سعياً للتوصل إلى «الإفراج الفوري» عن اليابانيين هارونا يوكاوا وكينجي غوتو.
وبث التنظيم الجهادي تسجيلاً هدد فيه بقتل الرهينتين في حال عدم تلقي الفدية المطلوبة ضمن مهلة 72 ساعة.
وأكد وزير الدفاع جين ناكاتاني الموجود في لندن أن الحكومة تواجه ضغطاً من الخارج لعدم دفع أي أموال لتنظيم «الدولة الإسلامية»، مشير إلى «موقف صارم» من قبل نظيره البريطاني، بحسب تصريحات للصحافيين.
من جانبه، أعلن الجيش الفرنسي أنه سيرسل نحو 20 عنصراً إلى بغداد لتقديم المشورة إلى فرقة عراقية من 5 آلاف رجل. وقال الكولونيل جيل جارون المتحدث باسم الجيش الفرنسي في تصريح صحافي «سننشر في الأيام والأسابيع المقبلة عناصر في بغداد، نتحدث عن نحو 20 رجلاً، سيتم توضيح العدد الدقيق لاحقا، سيتواجدون هناك لتقديم المشورة إلى فرقة عراقية».
وقال المتحدث إن المسألة تتعلق «بدعم قوات الأمن العراقية التي سيتم نشرها ميدانياً لمواجهة داعش». وبقيت باريس متكتمة حيال وجود قوات فرنسية على الأرض تقدر بعشرات الرجال وخصوصاً من القوات الخاصة. ولفت الكولونيل جارون إلى أن الضباط العاملين إلى جانب الجنرال قائد الفرقة «سيقدمون المساعدة لهيئات الأركان». وسيقدمون المشورة لهم، خصوصاً في مجال تخطيط وإعداد العمليات. والجنود الفرنسيون الذين أرسلوا إلى منطقة أربيل في صيف 2014 قاموا بتدريب البشمركة الأكراد على استخدام الرشاشات من عيار 12.7 ملم ومدافع 20 ملم.
ويواصل الجيش الفرنسي من جهة أخرى غاراته ضد أهداف لتنظيم «داعش» في العراق في إطار عملية «شامال» التي أطلقت في 18 سبتمبر الماضي.
في الوقت ذاته، قال الجيش الأمريكي إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة هاجمت أهدافاً تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ونفذت 21 غارة جوية ضدها في العراق و10 غارات في سوريا منذ الأربعاء الماضي.
وفي ألمانيا، قال مكتب الادعاء العام الاتحادي إن الشرطة اعتقلت ألمانيين يشتبه بانتمائهما لـ «داعش».