لا شك أن مظاهر الفرحة العراقية والتلويح بأعلام بلاد الرافدين في الشوارع وقت الغداء خلال أحد أيام الصيف في يوليو 2007 جعلت المشهد غريباً تماماً على ساكنة إدجوير رود، حتى وإن كان واحداً من الأماكن المألوفة لدى عرب لندن. فعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، وبالضبط في العاصمة الاندونيسية جاكرتا، كان يونس محمود – صاحب هدف فوز العراق – وزملاؤه في الفريق قد فجروا مفاجأة مدوية بتتويجهم أبطالاً لآسيا بعد مسيرة مذهلة أشبه ما تكون بالحكايات الخرافية.
ومن بين المشجعين الذين تقاطروا على المطاعم والمقاهي آنذاك، كان ياسر قاسم يؤازر الفريق بحماس وهو يبلغ من العمر 16 عاماً آنذاك. والآن تحول ذلك المراهق إلى عنصر رئيس في خط وسط أسود الرافدين الذين يسعون حالياً إلى تجسيد ذلك الإنجاز الشهير حيث يخوضون هذا الشهر نهائيات البطولة الآسيوية الأغلى.
فقد أبهر العراق كل المراقبين في أستراليا 2015 خلال مرحلة المجموعات حين فاز على الأردن وفلسطين، ليضمن تقدمه إلى الدور الثاني على الرغم من الخسارة 0-1 أمام حاملة اللقب اليابان. وكانت مراوغات قاسم وفنياته حاضرة بقوة في الفريق العراقي، ناهيك عن هدف الفوز الذي سجله ضد الأردن بعد سلسلة من المراوغات المذهلة، مما جعل المراقبين يصنفونه من أجمل أهداف كأس آسيا، ليضرب ورفاقه موعداً مع الغريم التقليدي إيران – أحد المرشحين الأقوياء في البطولة – حيث سيتقابل الجاران وجهاً لوجه في الدور ربع النهائي يوم الجمعة في كانبيرا.
الطموحات القارية
يعد قاسم أحد الوجوه الجديدة في الجيل الحالي للمنتخب الوطني العراقي الذي يعيش مرحلة تحديث بعد خروج العديد من نجوم جيله الذهبي، حيث بات يضم في صفوفه العديد من الشباب الذين قادوا البلاد إلى المركز الرابع في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة 2013 FIFA. وعلى غرار العديد من هؤلاء، يعيش قاسم تجربته الدولية الأولى في هذا المستوى من المنافسة.