أشار تقرير لشركة "باراكودا لابز" الأميركية المتخصصة بالدراسات وتحليل المخاطر، إلى تنامي السوق السوداء لبيع المتابعين الوهميين على موقع "تويتر" للتدوين المصغر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك مقارنة بالأرقام التي توصل إليها تقرير الشركة ذاتها العام الماضي.
وذكر التقرير أن من يتعاملون ببيع المُتابعين الوهميين يطرحون خدماتهم عبر موقع "إي باي" وعدد آخر من المواقع الإلكترونية المتخصصة ببيع الخدمات والمنتجات، ورصدت الدراسة انخفاض متوسط السعر من 18 إلى 11 دولارا لكل ألف مُتابِع خلال عشرة أشهر.
كما رصدت الدراسة ما وصفته بتطور ملحوظ في أداء البائعين، حيث بات بعضهم يقدم خدمة بيع المُتابِعين من منطقة جغرافية معينة، وتقديم ضمان المحافظة على المُتابِعين لمدة خمس سنوات قادمة، ويتيح بعضهم إمكانية تقديم الخدمة وفق اشتراكات شهرية.
ورصدت الدراسة 1147 مُشتريا للمُتابعين الوهميين بمعدل 52 ألف متابع لكل مستخدم، كما كشفت أن بعض البائعين لديهم عدة آلاف من الزبائن، بمعدل إنفاق يبلغ حوالي 50 دولارا لكل زبون، وقدّرت أن أحد البائعين الذين رصدتهم قد حصل حتى الآن على 1.4 مليون دولار من خلال هذه المهنة.
وذكر التقرير أن متوسط تكلفة المُتابع الوهمي الواحد تبلغ حوالي 1.1 سنت، ويتم استخدام المُتابع الوهمي لمتابعة نحو 60 مستخدما بالمتوسط، مما يعني أن ربح البائع يبلغ نحو 66 سنتا عن كل متابع وهمي يبيعه.
كما نوه جاسون دينغ الباحث في "باراكودا لابز" إلى أنه يمكن بيع كل مُتابِع وهمي نحو ألفي مرة على الأقل مما يرفع قيمة المُتابِع الواحد إلى 20 دولارا أميركيا، مضيفا أن مليون مُتابِع وهمي يمكن أن يجلب مليون دولار للبائع على الأقل.
وتقول الدراسة إنه إذا أضفنا إلى الحسبان أن بائعي هذه الخدمات يبيعون كذلك المتابعين على فيسبوك وغوغل+ ويوتيوب وإنستاغرام وبينتيريست ولينكدإن، وغيرها من الشبكات الاجتماعية، فهذا يعني مضاعفة الأرباح التي يحققها أصحاب هذه المهنة.
وأوضحت أن المستخدم العادي قد يلجأ لشراء المتابعين لأنه يرى في ذلك أداة لتقييم مدى نجاحه وإحساسه بذاته، كما تلجأ الشخصيات السياسية والأحزاب إلى ذلك لأنها قد ترى في إقبال الجمهور على صفحاتها انعكاساً لقوة تأثيرها في الواقع، وحتى العلامات التجارية التي تتنافس فيما بينها على تدعيم وجودها في الشبكات الاجتماعية ترى أملاً في الانتشار وهو ما قد يؤدي إلى زيادة المبيعات بحسب وجهة نظر هذه الشركات.
من جهة ثانية تطرقت الدراسة إلى بيع الحسابات الوهمية التي باتت تنتحل معلومات حساب مستخدم حقيقي مع تغيير بسيط بالاسم وتغيير الصورة، بدل الطريقة القديمة القائمة على بيع حسابات وهمية خالية من التغريدات والتعريف الشخصي، مشيرة إلى أن 63% من الحسابات الوهمية باتت تتبع هذه الطريقة.
وأوضحت أن تلك الحسابات أصبحت تلتزم بكتابة تغريدات جديدة كل بضعة أيام في محاولة لإبعاد شبهة الزيف عنها مما يصعب تمييزها، ويبلغ متوسط التغريدات في الحساب الوهمي 77 تغريدة كما يمتلك كل حساب 32 متابعا، في حين ارتفع عمر تلك الحسابات إلى سبعة أشهر خلافا للفكرة الشائعة عن سرعة ظهورها وإغلاقها.