بين حين وآخر تخرج حمية تعتمد على نوع معين من الفواكه، ويدعي أصحابها أن هذه الفاكهة تملك من الخصائص الصحية وربما العلاجية ما يجعلها تصلح لتخفيض الوزن وتقليل خطر الأمراض المزمنة. ولكن هذه الادعاءات عادة ما تكون غير دقيقة وفي بعض الأحيان مضللة.
وتنتمي هذه الحميات إلى عائلة تسمى الرجيم الأحادي، الذي يقوم على فلسفة تناول نوع واحد من الطعام فقط، كالملفوف أو الغريبفروت. وتكمن خطورتها في أنها لا تستند إلى أسس علمية تدعم مزاعمها، مما قد يجعلها مضرة بالصحة.
أما رجيم الفواكه فهو يمثل خيارا أفضل من الملفوف بكل تأكيد، كحمية الأناناس التي تدعو متبعيها إلى تناول الأناناس بكافة صوره وأشكاله مؤكدة أنه يحرق الشحوم وينظف الكبد ويعيد الشباب. وهي أقوال تخلط الصواب بالخطأ، فصحيح مثلا أن الأناناس غني بفيتامين "ج" ولكن هذا لا يعني أنه يحرق الشحوم ذاتيا كما تذيب النار قطعة الزبد!
ويتشجع بعض الناس لهذه الحميات لأنها تشكل بديلا طيبا من الطعام، كما يستمتعون بالشعور بالخفة لأن الفواكه خفيفة على المعدة. ومع ذلك فإن لحميات الفواكه مخاطر يجب الانتباه إليها:
لا تعوّد هذه الحميات متبعيها أو تعلمهم تغيير أنماط حياتهم، ولذلك فبمجرد انتهاء الحمية يعود الشخص لأنماطه الغذائية القديمة ووزنه السابق.
صحيح أن الفواكه غنية بالفيتامينات، لكنها فقيرة بالبروتين ولا تحتوي على كميات كافية من الكالسيوم، ولذلك فإن إتباعها لمدة طويلة يشكل مخاطر على الجسم والعظام.
في كثير من الأحيان لا تكون الفاكهة متوفرة بشكلها الطازج لأن الوقت ليس موسمها (كالأناناس)، وهذا يدفع الشخص لشرائها بصورتها المعلبة، مما يعرضه لتناول كميات كبيرة من المواد الحافظة.
الفواكه حمضية بطبيعتها مما قد يزيد من مخاطر تعرض أسنان الشخص للتآكل الحمضي.
وعلى الأرجح أن الشخص لن يستطيع الاستمرار في هذه "الكوارث الغذائية" لفترة طويلة، وهذه نقطة إيجابية! ويبقى تناول الغذاء المتوازن باعتدال هو مفتاح الصحة.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}