كتب- ثامر طيفور:
من المفترض أن تدخل الطفلة وريف أحمد الصف الأولى هذا الصيف لتلتحق مع جيلها في السلك التعليمي، إلا أن وريف تواجه معضلة كبيرة، قد تؤخرها عن دخول المدرسة لمدة 3 سنوات.
وريف طفلة مصابة بمرض اضطرابات التوحد، وعجز والدها المادي يمنع علاجها على نفقته الخاصة، أما مواعيد مركز الوفاء «الشفوية» فيمنع علاجها في هذا المركز الحكومي، لتتمكن وريف من الالتحاق بجيلها.
يقول أحمد خ. والد وريف لـ«الوطن»: «ابنتي عمرها خمس سنوات وتعاني من مرض اضطرابات التوحد ذهبت بها إلى أحد الأطباء في عيادته الخاصة، وكانت كل التكاليف على حسابي الشخصي، وحولني على عيادة الطب النفسي للأطفال والناشئة بمستشفى الطب النفسي، وبعد شهرين أو ثلاثة اتصلوا علي وذهبت لمراجعتهم، وقام الأخصائيون بالكشف عن الحالة، وأجمعوا على أن الطفلة مصابة باضطرابات التوحد، ويجب إدخالها إلى مركز الوفاء الحكومي المختصة بعلاج هذه الحالات.
ويتابع والد الطفلة «أعطاني الطبيب تقريراً بحالة ابنتي، ورسالة إلى مركز الوفاء الحكومي، فذهبت بالتقرير والرسالة إلى المركز، وقالت لي مديرة المركز: «لدينا اكتظاظ والكثير من المرضى، وابنتك ستبقى على قوائم الانتظار لمدة سنتين أو أكثر، ولا تتوقع أ ن نتصل بك في أقل من تلك المدة».
ويضيف: «عبرت للمديرة عن استيائي وقلت لها ما الحل؟ فقالت: «بإمكانك الذهاب إلى المراكز الخاصة»، وبالفعل اتجهت إلى أحد المراكز الخاصة، لأكتشف أن تكلفة العلاج تصل إلى 350 ديناراً شهرياً وبدون مواصلات، وأنا أسكن بشقة بالإيجار وراتبي (600 دينار) لا يكفي لعلاج ابنتي أو لمواجهة الحياة».
وعند سؤال «الوطن» لوالد الطفلة عن ما قدمه له مركز الوفاء، قال إنهم لم يعطوني أية أدوية ولا موعد مكتوب، مجرد موعد شفوي، في ديسمبر 2014، راجعت مركز الوفاء عبر الاتصال، فصدمت من ردهم « يا أخي قبل 3 سنوات لا تتصل بنا ولا تراجعنا، لا يوجد مجال للمساعدة».
ويوضح والد وريف: «في المرة الأولى في سبتمبر 2014 أعطوني موعداً شفوياً بعد سنتين، وفي ديسمبر 2014 أعطوني موعداً شفوياً آخر بعد 3 سنوات، للأسف فإن المواعيد شفوية، وتزيد المدد لا تنقص».
ويؤكد والد الطفلة للوطن، إن «هذه المعاناة ليست شخصية فقط، بل إن هناك أناساً آخرين يعانون من هذه المواعيد، والمشكلة أن لا مراكز حكومية وتختص بمثل هذه الحالات إلا مركز واحد وهو مركز الوفاء».
ويتابع والد الطفلة «لا أعلم كيف سأتصرف، من المفترض أن تدخل ابنتي إلى الصف الأول في صيف 2015، إلا أنها لا تستطيع التعلم أو الاستجابة للأوامر بسبب هذا المرض، وقد يتأخر علاجها لما بعد ثلاث سنوات فكيف ومتى ستدخل المدرسة، وكيف بالأساس أستطيع علاجها؟».