دبي - (العربية نت): نعى الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، موضحا أنه «كان دائماً يتابع جميع الأمور التي تهم الأمة العربية والإسلامية بنفسه، وكان يسعى دائماً إلى إيجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل التي تعاني منها الأمة، مشيراً إلى أن «الملك عبدالله كان شجاعا في قراراته». وقال العربي، خلال مقابلة مع قناة «العربية» إن «الملك عبدالله كان شخصية فذة، وكان شجاعاً، يتخذ قراراته ويدافع عنها، وقد قدم الكثير ليس فقط للمملكة العربية السعودية بل للعالم العربي كله»، موضحاً أنه «كان يولي القضية الفلسطينية أهمية خاصة».
وأعطى العربي أمثلة على شجاعة الملك عبدالله في قراراته الداخلية بأنه «هو الذي فكر في هيئة البيعة لتكون الأمور مستقرة في تولي الحكم، كما أنه أحدث تقدماً كبيراً في ما يتعلق بالتعليم وحقوق المرأة»، مشيراً إلى أنه «كان متقدماً جداً في أفكاره».
وعن مساهماته الخارجية، ذكر العربي «بموقف الملك عبدالله المساند لثورة 30 يونيو»، واصفاً موقفه بأنه «كان شجاعاً ومبنياً على مبادئ وتفكيراً استراتيجياً».
وأشار العربي إلى أن «الملك عبدالله كان يتميز ببعد النظر ووضوح الرؤية ولذا لقب بـ«حكيم العرب».
وأضاف «يكفي أننا نقول إنه اهتم بموضوع التفاهم بين الحضارات، وأنشأ مركزا لهذا تبنته الأمم المتحدة فيما يتعلق بالأوضاع في العالم العربي، وكانت له آراء واضحة دائماً يدافع عنها وبقوة».
وبسؤاله عن الملك سلمان بن عبدالعزيز، تمنى له العربي «النجاح والتوفيق، وتوقع الاستمرارية في نهج وسياسة الملك عبدالله». وتابع العربي «أتصور أن المملكة العربية السعودية سوف تستمر في السياسة الحكيمة التي انتهجتها».
وعن العلاقة المصرية السعودية، قال العربي «أعتقد أنه منذ حرب 1967 قررت المملكة العربية السعودية أن تقف إلى جوار مصر وفعلاً كانت بداية المساعدات المالية وقتها ثم حرب 1973، الموقف الذي اتخذه المغفور له الملك فيصل هو موقف تاريخي، ليس فقط في العلاقات الثنائية، لأنه أعطى العالم كله مثالا على أن الدول العربية تستطيع أن تقف ولها رأي وتقول للعالم الغربي «لا أقبل هذا»، والعالم الغربي أحس بهذا، للأسف إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون، نترك إسرائيل جانباً هنا، لكن الموقف الذي اتخذه الملك فيصل رحمه الله عام 1973 بوقف ضخ البترول للدول التي ساعدت إسرائيل، كان موقف تاريخي بلا شك، والدول العربية لم تقم بشيء شبيه في الأربعين سنة الماضية».
وأضاف العربي: «30 يونيو موقف تاريخي آخر، وجدوا أن هناك مخاطر تهدد كل المنطقة العربية والمنطقة الإسلامية كلها بتطرف الإخوان المسلمين، كل منا مسلمون لكن التطرف الذي ينتهي إلى استخدام السلاح والإرهاب والعمليات الإرهابية التي نراها أمامنا أمر غير مقبول إطلاقاً ولا يمكن تبريره في الأديان كلها، هم تبينوا ذلك ووجدوا أن الموقف الذي اتخذته مصر هو موقف أيضاً استراتيجي وتاريخي، لأن الإخوان المسلمين بدأوا في مصر وانتشروا بعد ذلك، فمصر عليها مسؤولية تاريخية في هذا الموضوع».
كما تطرق العربي إلى الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية في لبنان، قائلاً: «لقد استمر اللبنانيون لأسباب متعددة لا داعي للدخول فيها في حرب لسنوات طويلة، والمملكة العربية السعودية دعتهم إلى الطائف مع ممثل جامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي ووصلوا لإتفاق الطائف، الذي يعتبر اليوم الركن الأساسي لوقف القتال في ذلك الوقت والهدوء الذي استمر لسنوات طويلة، هذا بالإضافة إلى أمور كثيرة أخرى تقوم بها المملكة العربية السعودية لأن لها وزناً كبيراً».