عواصم - (وكالات): لجأ المتمردون الحوثيون مجدداً إلى القوة أمس لتفريق تظاهرة احتجاج على وجودهم في صنعاء فيما لا تزال الاتصالات التي تهدف إلى إخراج اليمن من الأزمة تراوح مكانها، بينما أعلن علي شيرازي، ممثل المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، أن «جماعة الحوثي في اليمن هي نسخة مشابهة من «حزب الله» في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام»، على حد تعبيره. وأكد شيرازي خلال حوار مع موقع «دفاع برس» التابع للقوات المسلحة الإيرانية، أن «إيران تدعم بشكل مباشر الحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان والقوات الشعبية في سوريا والعراق، وقد أكد مسؤولو الدولة على هذه النقطة مرات عديدة». وأضاف أن «الانقلاب على أنصار الله يعني الانقلاب على الشعب، فهم «أنصار الله» ليست مجموعة صغيرة أو حزباً خاصاً، بل إنها تمثل الشعب اليمني وصحوته». وشدد على أن الحوثيين نسخة من «حزب الله»، قائلاً «قبل أعوام تم تشكيل حزب الله في لبنان كقوة شعبية كما الباسيج الإيراني، ومن ثم تأسست قوات شعبية في سوريا والعراق، واليوم نشاهد تشكيل أنصار الله في اليمن».
وتابع شيرازي «ستخوض هذه القوات المواجهة في المستقبل ضد أعداء الإسلام والمسلمين»، على حد تعبيره.
وليست هذه المرة الأولى التي يصرح فيها مسؤولون إيرانيون عن الصلة العقائدية بين جماعة أنصار الله وبين المشروع العقائدي الإيراني في المنطقة.
وكان مستشار المرشد الأعلى والأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية، علي أكبر ولايتي، قد قال إن «إيران تدعم الحوثيين في اليمن، وتعتبر هذه الحركة أنها جزء من الحركات الناجحة للصحوة الإسلامية».
وكانت صحيفة «كيهان» التابعة للمرشد الإيراني، اعتبرت انتصار جماعة الحوثيين في صنعاء ورفعهم صور مؤسس الجمهورية الإيرانية، آية الله الخميني، والمرشد علي خامنئي بمثابة «انتصار وامتداد طبيعي للثورة الإيرانية ومبادئها». في غضون ذلك، لجأ الحوثيون مجدداً إلى القوة لتفريق تظاهرة احتجاج على وجودهم في صنعاء فيما لا تزال الاتصالات التي تهدف إلى إخراج اليمن من الأزمة تراوح مكانها.
ويغرق اليمن حليف الولايات المتحدة في حربها على تنظيم القاعدة في أزمة سياسية حادة منذ استقالة الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي تحت ضغط الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء. فبعد أن سدوا المنافذ المؤدية إلى جامعة صنعاء نقطة تجمع خصومهم شمال العاصمة، طارد الحوثيون الأشخاص النادرين الذين تجرأوا على التجمع في داخل الحرم الجامعي. وعلى غرار ما فعلوا الأحد الماضي، قام عناصر من الحوثيين مسلحين بأسلحة بيضاء بضرب المتظاهرين كما تصدوا لصحافيين بحسب شهود عيان. وأفاد أحمد شمسان أحد المتظاهرين الذي شاهد ما فعله الحوثيون وأوقف بعد ذلك مع أشخاص عدة بحسب رفاقه «إن 6 أشخاص أصيبوا جراء طعنات خناجر». وقد دعت أحزاب سياسية وممثلون عن المجتمع المدني إلى تظاهرة جديدة مناهضة للحوثيين في الساحة الواقعة أمام حرم جامعة صنعاء. وأطلق على المكان تسمية «ساحة التغيير» بعد أن كانت مركزاً للحراك الاحتجاجي الذي بدأ في 2011 وأدى إلى رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد سنة من ذلك.
وأطلق الحوثيون الرصاص الحي لتفريق بداية تظاهرة في جامعة صنعاء غداة مسيرة حاشدة لمعارضيهم، وأوقفوا عدداً من المتظاهرين وكذلك صحافيين. وقال محمد صالح السعدي وهو ناشط من المجتمع المدني انه وبعد اعتصام امام مخفر للشرطة احتجز فيه حوثيون صحافيين، تم اطلاق سراح اثنين من هؤلاء لقاء «تعهد خطي» بعدم تغطية التظاهرات في صنعاء. واعترضت نقابة الصحافيين على اعتقال صامد السامعي محرر الشؤون السياسية في صحيفة «الاولى» ويحيى القباطي الصحافي في موقع الاشتراكي نت الإخباري.
كما اعترضت على توقيف محمد السياغي المصور لدى رويترز لفترة وجيزة ولتعرضهم بالضرب ضد الصحافية المستقلة هدى الذبحاني. وعلى الصعيد السياسي، اعلنت 4 احزاب سياسية انتهاء الاتصالات مع الحوثيين من اجل اقناع الرئيس هادي بالعودة عن الاستقالة. واعلن الامين العام للتنظيم الوحدوي الناصري عبد الله نعمان الانسحاب من الاجتماع مندداً بـ «تعنت» الحوثيين في تصريح أمام الصحافيين. وكان يشارك في المحادثات أيضاً الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح والرشاد. وكان هادي منصور قدم استقالته الخميس الماضي معتبراً أن البلاد وصلت إلى «حائط مسدود» بعد سيطرة الميليشيا الحوثية على العاصمة وخصوصاً على المجمع الرئاسي.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق جلسة مشاورات مغلقة حول الأزمة في اليمن حيث كان يفترض أن ينعقد البرلمان اليمني بشكل عاجل للبحث في استقالة الرئيس لكنه أرجأ اجتماعه الى موعد لم يحدد. ويواصل موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر اتصالاته في اليمن مع مختلف الأطراف في محاولة لتطبيق الاتفاق السياسي الموقع في 21 سبتمبر الماضي ويقضي بانسحاب المليشيات الحوثية من صنعاء. وقد ضرب تنظيم القاعدة أمس في اليمن حيث شن هجوماً على الجيش في ابين ما أدى إلى مقتل 4 جنود كما خسر 3 من عناصره بحسب مصدر عسكري.
في سياق متصل، قالت السفارة الأمريكية في اليمن في بيان إنها ستغلق أبوابها أمام الجمهور حتى إشعار آخر وسط اضطراب سياسي بعدما استقالت حكومة البلاد الأسبوع الماضي تحت ضغط من حركة الحوثيين المتمردة.