«البنتاغون»: القوات الكردية تسيطر على ?90 من عين العرب
أردوغان لا يريد «كردستان» بسوريا بعد انتصار الأكراد بعين العرب
قوات الأمن التركية تتدخل لمنع المرور إلى «عين العرب»
عواصم - (وكالات): يستعد سكان عين العرب السورية الحدودية مع تركيا للعودة إلى المدينة المدمرة بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» منها، فيما انتقلت المعركة إلى القرى المجاورة التي لاتزال تحت سيطرة الجهاديين، بينما علنت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى في الشرق الأوسط «سنتكوم» أن القوات الكردية «تسيطر حاليا على 90% من عين العرب»، فيما هدد التنظيم المتطرف بقتل الرهينة الياباني كينجي غوتو، والطيار الأردني معاذ الكساسبة، خلال 24 ساعة ما لم يتم الإفراج عن ساجدة الريشاوي العراقية المحكومة بالإعدام في الأردن.
ويرتدي الانتصار الذي أحرزه المقاتلون الأكراد أمس الأول أهمية رمزية نتيجة حجم الأسلحة والمقاتلين الذي وضعه التنظيم للاستيلاء على عين العرب «كوباني»، من دون أن ينجح في ذلك، وأهمية استراتيجية، إذ إنه سيحد على الأرجح من طموحات التنظيم التوسعية ورغبته بالسيطرة على شريط حدودي واسع شمال سوريا. وعمت الاحتفالات مناطق كردية في سوريا والعراق، وصولاً إلى مجموعات كردية في بيروت. ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لحشود كبيرة في مدن سورية عدة، تحتفل، وتغني وترقص، وتشيد بوحدات حماية الشعب، القوة الكردية المسلحة التي دافعت عن المدينة.
وأعلنت وحدات حماية الشعب في بيان «تحرير مدينة كوباني بشكل كامل»، معتبرة أن المعركة «كانت مصيرية لمرتزقة داعش» و«هزيمة داعش» في كوباني «تعني بداية النهاية» بالنسبة له. وذكر البيان أن وحدات حماية الشعب ستواصل «حملة تحرير باقي مناطق مقاطعة كوباني». وتبلغ مساحة عين العرب 7 كيلومترات مربعة. وفي الطريق إليها، احتل تنظيم الدولة الإسلامية منذ 16 سبتمبر الماضي، 356 قرية وبلدة في محيطها بعضها صغير.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «وحدات حماية الشعب تمكنت من التقدم وسيطرت على قرية قرة حلنج جنوب شرق عين العرب»، مشيراً إلى استمرار الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد تساندهم الكتائب المقاتلة، وتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق أخرى جنوب غرب المدينة وجنوب شرقها. وذكر أن هناك «مجموعات من عناصر التنظيم محاصرة في قرى في الريف الجنوبي الغربي للمدينة». وأشار إلى أن التحالف الدولي بقيادة أمريكية نفذ غارات جوية على مناطق في محيط المدينة.
وفور الإعلان عن «تحرير» عين العرب، بدأ سكانها يعدون العدة للعودة.
وقال نائب وزير خارجية مقاطعة كوباني إدريس نعسان «الناس فرحون، وهم يحتفلون، المعنويات مرتفعة». إلا أنه أشار إلى أن السلطات المحلية تطلب من الناس التريث في العودة إلى منازلهم.
وقال «هناك دمار كبير، نصف المدينة مدمر»، مضيفاً «نطلب منهم عدم التوجه إلى المدينة على الفور بسبب غياب الحاجات الأساسية، لا يوجد طعام ولا أدوية، ولا كهرباء ولا ماء».
وقال الصحافي مصطفى عبدي الموجود في منطقة تركية حدودية قريبة من كوباني والمتابع للملف الكردي، من جهته أن «عشرات الأشخاص اجتازوا الحدود، لكن لم يتمكنوا من دخول المدينة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة». وأوضح أن «الوضع في داخل المدينة ماساوي، هناك دمار واسع، هناك جثث قتلى داعش تحت ركام المنازل»، مشيراً إلى أن «البنى التحتية مدمرة تماماً، قد تكون هناك قنابل مزروعة في المنازل، أو قذائف لم تنفجر، وهي تشكل خطراً على حياة الناس».
وكان عدد سكان المدينة وصل قبل المعركة إلى أكثر من 150 ألفاً مع النازحين الذين كانوا لجأوا إلى المدينة هرباً من العنف في مناطق أخرى. واجتاز 200 ألف نازح الحدود في اتجاه تركيا بعد اندلاع المعارك في عين العرب وجوارها. وتسببت غارات التحالف الجوية بالجزء الأكبر من الدمار. وفي الجانب التركي من الحدود، لم يبد المسؤولون الأتراك الذين لديهم تاريخ حافل من المواجهات مع الأقلية الكردية في بلادهم، حماساً للنجاح الذي حققه أكراد سوريا.
وصـــرح الرئيــــس التركــــي رجب طيب أردوغان، بحسب ما نقلت صحف تركية، بالقول «لا نريد تكراراً للوضع شمال العراق. لا يمكننا الآن أن نقبل نشوء شمال سوريا».
وأضاف «يجب أن نلتزم بموقفنا حول هذا الموضوع، وإلا فسيكون شمال سوريا مثل شمال العراق. هذا الكيان سيكون مصدر مشاكل كبرى في المستقبل».
وفي وقت لاحق، تدخلت قوات الأمن التركية لمنع المرور إلى «عين العرب»، واتهم المقاتلون الأكراد خلال معركة كوباني تركيا بمساندة الجهاديين. وحصلت ضغوط دولية كبيرة على أنقرة حتى سمحت بدخول أسلحة ومقاتلين عرب وبشمركة عراقية عبر حدودها إلى أكراد كوباني، ما ساهم في تغير ميزان القوى على الأرض اعتباراً من منتصف أكتوبر الماضي. كما كان للغارات الجوية التي نفذها التحالف الجوي على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية الدور الأكبر في دعم المقاتلين الأكراد على الأرض. وقتل في معارك كوباني 1737 شخصاً، بينهم 1196 مقاتلاً من تنظيم الدولة الإسلامية. بعد خسارته عين العرب، لايزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا. وتنامى نفوذ التنظيمات الجهادية في سوريا خلال السنة الماضية، ما أدى إلى تعقيدات إضافية في النزاع السوري الذي بدأ منذ 4 سنوات بين النظام ومعارضيه. وقد تسبب بمقتل اكثر من 200 ألف شخص.
من ناحية أخرى، هدد التنظيم المتطرف بقتل الرهينة الياباني، كينجي غوتو، والطيار الأردني معاذ الكساسبة اللذين يحتجزهما خلال 24 ساعة ما لم يتم الإفراج عن ساجدة الريشاوي العراقية المحكومة بالإعدام في الأردن، بحسب تسجيل نشر أمس على مواقع تعنى بأخبار التنظيمات الجهادية.
وظهرت في التسجيل صورة الصحافي كينجي غوتو وهو يحمل صورة للطيار الأردني معاذ الكساسبة ويقول في رسالة صوتية «أي تأخير من قبل الحكومة الأردنية يعني أنها ستكون مسؤولة عن مقتل الطيار الأردني ثم مقتلي». وأضاف «لدي 24 ساعة فقط متبقية، وأمام الطيار أقل من ذلك، الكرة الآن في ملعب الأردنيين». وتابع «قيل لي إن هذه رسالتي الأخيرة وقيل لي أيضاً أن العائق أمام حريتي هو التأخير في تسليم ساجدة، إطلاقها في مقابل حريتي».
وساجدة مبارك عطروس الريشاوي انتحارية عراقية شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 نوفمبر 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط غرب عمان حيث ألقت القوات الأمنية الأردنية القبض عليها بعد عدة أيام.
واعلن تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي قطع رأس رهينة ياباني آخر هو هارونا يوكاوا، وطالب بالإفراج عن الريشاوي، بعدما كان طالب في السابق بمبلغ 200 مليون دولار لإطلاق سراح الرهينتين اليابانيين.
ويحتجز التنظيم الجهادي أيضاً الكساسبة الذي قبض عليه في سوريا في ديسمبر الماضي بعد تحطم طائرته «أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة السورية»، بحسب عمان.
وكان نائب وزير الخارجية الياباني ياسوهيدي ناكاياما أعلن في زيارة إلى عمان أن بلاده تود التعاون مع الأردن من أجل التوصل إلى إطلاق سراح الصحافي الياباني والطيار الأردني.
970x90
970x90